القصه الثانيه


كان زميلي في العمل قبل عشر سنوات ..

رجل دمث الاخلاق .. حساس الطبع .. غضوب ينفعل بسرعه ..

لكنه حبيب القلب .. طيب المعشر .. قليل الحقد والحسد ..

تزوج من شابه لم تتعلم في المدراس النظاميه ..


قال عمران الحكيم ..

وهولاء لهم وجود في القصيم الى ساعتنا الراهنه ..

ولهم وجهة نظر في التعليم النسوي


ويرون أن المرأه تتعلم امور البيت وامور دينها افضل من أن تتعلم

الخط والرسم وانتاج البرازيل من الكوكاو .. وموقع زنجبار في الخريطه ..



سافر الى الرياض حيث ان وظيفته هناك .. وجلس في الرياض ما يقارب

الاربع سنوات .. عاش مع زوجته حياة هادئه وديعه فيها مشاكل عاديه لا تخلو

منها بيوت المتزوجين في كل مكان وزمان .. لكن كان يحبها وتحبه .. ويفرح بها وتفرح به ..

ويكرمها وتكرمه ..


ولدت زوجته له طفلتين جميلتين كأنهما ورد الكادي وعطر الياسمين ..

كان حريصا على الرجوع على القصيم .. لانه اكبر اخوته .. وقد فرغ له والده

دور خاص في القسم العلوي من البيت ..


من رجوعه من الرياض .. تغيرت حياته .. ودخل في دوامة من المشاكل ..

التى تكبر ولا تصغر .. وتبداء ولا تنتهي .. وتزيد ولا تنقص ..

ماكان يعرفها في الرياض .. يوم أن كانت زوجته بعيدة عن اهله ..



في بيت اهله .. توجد امه .. واخواته غير المتزوجات .. واخوانه ..

مشاكل لا تنتهي بين زوجته وأمه .. التى بدأت تلاحظ عيوب زوجته ..

وبدأت الزوجه تلاحظ عيوب ام زوجها .. بسبب التقارب المكاني ..

فكأنهما البنزين والنار .. والماء والملح .. ثورة عارمه .. ودخان متصاعد


قال عمران الحكيم .

كنت اعتقد ان مابين زوجته وامه واخواته .. عباره عن غيرة نساء ..

تحتاج الى تطبيق قاعده (( في اذن طين .. وفي الاخرى عجين ))

لكن صاحبي كان حساسا .. لا يحب المشاكل .. تؤذية القرصه .. وينزعج

من الهواء اللطيف .. ولا يتحمل شي ..



كان يميل كثيرا الى امه .. لانه الاكبر ..وهو معروف بالبر..

كانت زوجته لها اخوات كثر .. ولم تكن تلك الاخوات الا وسيلة لشب نار العدواه
مع أم زوجها .. كانت كل واحد تشير عليها بالانتقام .. والعناد والخصام .. واخذ الحق

باللسان .. وترك المداره .. والملاطقه والملاينه ..

قال عمران

تقول العوام (( الكلام اللين يغلب على الحق البين ))

وتقول العرب (( قاتل الله اللين اخرج الحية من جحرها .. والعذراء من خدرها ))

باللين تأخذ ما تريد .. والنصر مع الصبر .. والفرج مع الكرب

وربنا يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ..



كانت ام الزوج طيبه القلب .. وفيها نوع من الغيره .. والمشكله في بناتها .. فقد اتفقن

على معادة زوجة الابن .. وكن يوغرن قلب الام عليها .. ويكبرن اخطائها .. ويلفقن التهم عليها ..


قال عمران

قاتل الله الغيره .. كم فرقت من بيوت .. وشتت من اسر


صارت المسأله تحدي .. وتحول البيت الى كتله من المشاكل المتكاثفه

جمهور الام من النساء يؤيد السحق والانتقام


جمهور الزوجه من النساء يؤيد المواجهه وعدم رفع راية الاستسلام


الضربات كلها توجه الى الزوج المسكين .. الذى ضاع في حيص بيص بسبب هذه


المعركه النسويه الضاريه .. التى لا حول له فيها ولا قوة .. ولاناقة له فيها ولا جمل ..



قال عمران الحكيم

والده كان رجل عاقلا .. يأمره بإن يعدل مع زوجته .. ويكرم أمه .. ويوصيه ان لايكون

بوقا سماعا لاقوال النساء .. فما افلح من سمع كلام النساء .. وما ارتاح من صدق النساء

واقوال النساء في بعضهن يطوي ولا يروي ..ويدفن ولا ينشر .. ويحرق ولا يؤكل ..

عندما اشتدت اوار المعركه وشب لهيبها .. امره والده بإن ياخذ بيتا اخر غير بيته

الا ان الام رفضت .. وقالت لا اجعل بنت فلانه تستأثر بأبني ..

عاندت الفتاه .. وكانت تزن على زوجها .. وتذكر اخطاءهم عنده ..

في احدى الايام

شمتمت الفتاة ولدة زوجها .. وشتمت الزوج .. وشتمت اهله

الزوج لم يتمالك اعصابه .. صفعها على خدها .. ورماها في الارض

وكانت المرة الاولى التى يفعلها ..

اخذت اغرضها .. وذهب بها الى ببيت اهلها ..


قال عمران

كان يجلس الى جانبي كسيف البال .. مشتت الذهن .. يقول لي انني اتمنى

أن اذهب الى الصحراء .. وابكي واصرخ .. اشعر بضعفي ..

جلست الزوجه عند اهلها ما يقارب الشهر .. وحاولت الاصلاح عن طريق احد المشايخ

الذي اتى الينا في العمل ..

وكان المشكله كانت عميقة جدا .. والنفوس قد كلت وملت ..

وقد عزم صاحبي على الطلاق ..

وفعلا .. ذهب الى المحكمه وطلقها ..



قال عمران الحكيم

حكمة القصه

1 - لا تجعل زوجتك بالقرب من اهلك .. البعد عنهم .. والزيارة لهم اسلم واحسن

اذا كان الاهل ليس عندهم روح اريحيه .. ونفوس طيبه ..تقبل الزوجه كأنها واحدة منهم

2 - الزوجه الحكيمه هي التى تستوعب اهل زوجها .. لانها قد تخسره في لحظة غضب

3 - الزوج الحكيم هو الذي لا يستمع لكلام النساء في بعضن البعض ..

ويحسن الى زوجته .. ويبر امه ..فهما مثل سكة القطار .. تتقابل ولا تتقاطع ..