فاض لساني هما وأنجز بالحزن كلاما
وتأوه القلب غما وقد صار اليوم حطاما
بالأمس قد كنت رفيعا في مكان علي
واليوم أصبح حالي وضيعا في ذل جلي
براءتي تقتل وأرى حولي صمتا مريبا
فهل أضحت نصرة المظلوم فعلا معيبا
إن صرخت فلن أجد إلا صدى يردد صوتي
إن صمت فلن أرى إلا أناسا لاتهتم لموتي
النيران تقدح على جسدي النحيل شررا
والصمت يرسم لي حالا ليس فيه ضررا
الموت الزؤام يحدق بي دون سابق إنذار
وحياتي قد أضحت أسيرة له دون إشعار
أنا طفل وقد فاض من لساني الكلام نثرا
والحروف قد تسامت لتحكي الحال شعرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
أنا الطفل الذي بكت ثكالى لمصرعه
ومن يبكيه فكل الأحبة قد رحلوا
براءتي اغتيلت ظلما فمن سيرجعها
وحال كل من حولي من إخوة به خلل
يد الأشرار تمتد للروح فمن سيقطعها
والمستغاث ابن عم قد أصابه الوجل
حالتي يرثى لها فلاأم ولاأب ولاأخ
في حياتي فكلهم على يد السفاح قد قتلوا
فالجرح عميق والقلب كسير فمن سيجبره
وحالي ترفضه الأديان ولن ترضاه الملل
جسدي الغض لن يحتمل نارا بالظلم تحرقه
جسدي الغض قد أنهكته الآلام والعلل
كيف يقتلني الأشرار بدون ذنب أحمله
فأين العدل ياأمة العرب مما قد فعلوا
لمن أشكو بثي وفي الليلة الظلماء اطلبه
عدلا وإنصافا لطفل قد كان مصابه جلل
أنت ياربي بيدك التيسير ومنك أساله
رفقا بطفل يعاقب ودنياه مابها ذنب ولازلل
فأنصفني ياربي في الطغاة ودمر معاقلهم
فأنت القادر على نصرة المظلومين إن سألوا
واجعل قادم الأيام نصرا لإخوة للدين قد صدقوا
وأظهرهم على طغاة لفتنة الدين قد افتعلوا
وصل اللهم على الأمين الذي أنارت بمقدمه
بصائر الناس ومن حسن الهدى كلهم قد نهلوا