
ثورة إلكترونية : لم تعد الألعاب بعد الثورة الإلكترونية حصراً على الأطفال والصبية ، بل أصبح سوقها الأساسي هو
المراهقون والشباب ، وصولاً إلى الراشدين وما فوق . وقد أثبت الاستطلاعات التي أجرتها شركة سوني مصنعة ألعاب
(( بلاي ستيشن)) أن الشريحة العمرية التي استقبلت هذه الجهاز بحماس ترواحت بين 16و34 سنة كلهم من الذكور .وقد تم
اعتماد مشروع أبحاث وتطوير هذا الجهاز عام 1990م لتتم تجربة لأول مرة أمام المطورين الأمريكيين عام 1994م حيث تم
نهاية العام نفسه طرح الجهاز في اليابان لأول مرة .حيث كسر جدار المليون جهاز في العام الأول من نزوله إلى الأسواق
اليابانية عام 1995 م وقد تم عرض الجهاز للبيع العام نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية ، ليتم بيع مائة ألف جهاز
خلال ستة أسابيع في بريطانيا ويبلغ مجموع ما بيع في أوروبا 350 ألف جهاز لتعلن الشركة أوائل عام 1996م و12
مليوناً أوائل عام 1997 ليرتفع الرقم إلى 9 مليون جهاز الألعاب المفضل بلا منافس في نظر المستهلكين في كل أنحاء
العالم ، بعدها كسرت مبيعاته حاجز الـ50 مليون مع نهاية عام 1998 م .البلاي ستيشن في العالم العربيبهذا دخلت البلاي
ستيشن كل بيت في العالم ، وانتشرت بسرعة البرق دون تحفظ من أحد ودون رقيب . ولما كانت الدول العربية لا تفصل
من العالم أجمع دخلتها البلا ستيشن ، كما هو دون مراعاة العادات وتقاليد وعقيدة هذا العالم وسلب عقول أطفالنا الذين
دفعوا الأموال الطائلة حتى يحصلوا عليها ولم يبخل أوليا الأمور في ذلك ، بل دفعوا لكنهم ينبهوا إلى هذا السحر الخطير
بين أيدي أطفالهم . هذه اللعبة المتبرجة التي تحمل بين طياتها الفسوق والتبرج والشر فهي مبنية على أساس الصراع
والعنف والضرب ، والمنافسة قيها ليست للفوز بما هو مفيد بل الانتصار الحقيقي والفوز في تدمير الخصم وابادته ،
وكأنها الحياة الغرض منها الهدم لا البناء ، وكأنما الحياة بنيت من أجل الفناء . هذا ما يتعلمه أطفالنا من هذه اللعبة0
الخطيرة التي دخلت بيوتنا بموافقتنا وبأموالنا .البلاستيشن من أحدث الاختراعات الحديثة في عالم الطفل إلا أننا نقف
ونتحفط على الكثير فيها فهي بنيت أساساً على الصراع والمنافسة والمتاجرة بالمغامرة ودس السم في الدسم فهؤلاء
الأطفال بالرغم من أنهم يتنافسون على هذه الاختراع ، ويتابعون أحدث أخباره ويتناقلون ألعابهم مع بعضهم البعض ،
إلا أن البلا ستيشن أخذت من أطفالنا جل وقتهم وكل تفكيرهم ، فهؤلاء الصغار لا هم لها غير ألعاب البلا ستيشن التي
ألهتهم عن متابعة درسهم ، فهي بين كتبهم الدراسية وأشرطة البلا ستيشن بين كراساتهم ، وحينما يخلط الطفل أدوات
تعليمية ومستقبلية بأدوات لعبة ولهوه فحتماً ستخسر النواحي التربوية والتعليمية ، لأن الأطفال حينما لا يجدون من
يراقبهم ويرشدهم يتبعون هواهم وبالتأكيد سيختارون العاب البلا ستيشن ويفضلونها على التعليم ويتناقلونها دون
رقيب أو حسيب .هذا غزو خطير المراد به أن تسود ثقافة اللعب واللهو والمقامرة بين أ أطفالنا أجيال الغد ورجال
المستقبل وهذه السيطرة ماذا يوجد داخلها ، وهذه الألعاب وأشرطة السي دي ماذا فيها ؟ ألعاباً ومقامرات متبرجة ،
وصور نسائية غير أخلاقية ترسم في عقول أطفالنا ، لكي ينشأوا على هذه المناظر ويعتادوا عليها ويتناولوها بينهم
سراً وعلانية دون رقيب أو حسيب ، وكأنها أمر عادي وطبيعي هكذا يريدون لأطفالنا أن يفهموا الدينا ، وهذا الأمر
بالتأكيد يجعلهم في صراع نفسي خطير بين الذي يشاهدونه في الألعاب والتلفزيون وبين ما يعيشونه في الواقع .عبء
نفسي على الأطفالتقول الأخصائية الاجتماعية الدكتورة ناهد سلام أخصائية في مستشفى الرياض الطبي : إن ألعاب
البلا يستيشن التي انتشرت بين أيدي الأطفال في هذه الفترة تمثل عبئاً نفسياً كبيراً على الأطفال ، وتخلق في نفوسهم
نوعاً من العنف وتحقيق لديهم أمراً واحد هو أن المنتصر الحقيقي هو من يدمر الآخرين ، وهذا منطق تربوي خطير ،
لايمكن أن يؤهل أطفالاً أصحاء نفسيا وهو متناقض تماماً مع ما يدرس في كتب التربية والتعليم ، وهو مناف تماماً لما
يتعلمه الأطفال في حياتهم اليومية في البيت أوفي المسجد أو المدرسة ، وهذه الازدواجية تشكل خللاً تربوياً كبيراً
وشرحاً في نفوس الأطفال . هذا إضافة إلى أن الأطفال يكتسبون من هذه الألعاب أفكاراً غريبة ويشاهدون مناظر مخلة
لا تنتمي إلى عاداتنا وتقاليدنا كعرب ومسلمين وهذا أمر خطير .أن على أولياء الأمور أن ينتبهوا إلى ألعاب أطفالهم
بل إلى كل من يمكن أن يؤثر في ثقافة وتعليم أطفالهم وكل ما يؤثر في وكل ما يؤثر عنهم أمام الله وأمام أنفسنا
وأمام المجتمع.