ردة فعل ( المطلق – المطلقة ) ( 2 ) ((( النقمة على الآخر ))
أحببت قبل الشروع في المقال أن أوضح مفهوم ردة الفعل بوجه قد لا يحضر على البعض ...
يعتبر البعض أن ردود الفعل تكون طبيعية على أساس نظرية (( أن لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة و تخالفه في الاتجاه )) و هذا الكلام لا خلاف عليه و ثابت علميا و عمليا بواقع التجربة ...
تجدر الإشارة على أن ردة الفعل هي فعل لا إرادي و غير محسوب ناتج عن وقوع أمر في الغالب لا إرادي و قد يكون إرادي طبيعي ...
فهو يعد من ناحية الإرادة و المبادرة سلبي و ليس ايجابي في بعض الأحيان خاصة عندما يكون في حدث عنيف إذ هو خلاف الجبلة المفطور عليها الإنسان العاقل و الواعي للمحيط الواقع فيه ... لذلك لابد من دراسة ردود الأفعال و إخضاعه للسيطرة حتى لا تعود بنتائج عكسية تقود إلى كوارث خاصة على الصعيد السلم والأمن الاجتماعي الذي هو غاية الأهمية عند الأفراد والمجتمعات التي تسعي للرقي ونيل أفضل المراتب الخلقية ...
تكلمنا في المقال السابق عن ردة الفعل النفسية وهي ضعف الثقة في النفس ...
سنحاول في هذه الأسطر الكلام عن ردة فعل أخرى و هي :
(( النقمة على الآخر))
إن الفرد قبل أن يمر بتجربة الطلاق يكون هو ضحية ظروف محيطه به و هو متأثر بهذه الظروف و متفاعل معها إجباريا لذلك هو لديه موقف إما ايجابي معها أو سلبي تبعا لنظراته و منطق الربح و الخسارة الذي هو في كثير من الأحيان يسطر على أداء الفرد ... كما يمكن أن تكون هذه الظروف و التعاطي معها مرتبطة بمبادئ و ثوابت أخلاقية لا يمكن التنازل عنها (( بر الوالدين مثلا أو وجب الاعتناء بالزوجة و الإنفاق عليها أو تربية الأولاد )) على اعتبار مثل هذه الظروف من أبواب المشاكل الكبيرة التي تواجه الفرد و التوفيق بينها يحتاج إلى درجة عالية من الوعي ...
فمن ردود فعل النقمة على الأخر :
1. النقمة على الطرف الآخر بمعنى نقمة الرجل على المرأة و نقمة المرأة على الرجل باعتبار أنهما خط الاشتباك الأول و وقود الحرب و الطرفان الرئيسيان فيها ... فترى كلا قد شحذ سكاكينه و أخذ في تشطير الآخر و تقطعه أربا اربأ و سلخه بدون أن يراعي الفضل بينهما (( و لا تنسوا الفضل بينكم )) فلا يتذكر سوى تلك اللحظات البغيضة و المقيتة بينهم و المؤدية و التي تهيج فيها الأحزان ... فكلا قد عزم على إخراج الآخر و باقي بني جنسه من الإنسانية بكل أشكالها ... فلا هو يذكر المرأة كإنسانه و لا هي تذكر الرجل كأن إنسان ... نقمة و كفر ببني الإنسان و كل يصور الآخر في أبشع صور الوحوش الضارية و الانتهازية البغيضة و الأنانية الكبيرة ... تنافر من الجنس الآخر و كفر به و كأن الكون قد خلق له وحده و لبني جنسه دون الآخرين ...
إن ردة الفعل هذه سيئة تجعل الأخر يعيش في نفق مظلم و يضرب الفرد على نفسه طوقا و حاجزا لا يقترب من الآخر و يكره و يحقد عليه و على باقي أبناء جنسه فهو لن يقدم على تكرار التجربة مرة أخرى و قد لو أذي به أن يسلك طريقا شاذا لإشباع حاجاته الغريزية ...
إن الضرر الاجتماعي كبير لمثل ردة الفعل هذه لأنه سوف ينقل عدواه لباقي محيطه من بني جنسه و سوف يؤثر سلبا عليهم و يبعدهم عن خوض تجربة الزواج و التي يختزلها في إخفاقه هو حصرا ...
فكم سمعنا من رجل يشتم النساء و يسبهم و يصفهم بشتى أنواع الأوصاف المبتذلة والتي يخرجهم من طور الإنسانية التي هي أفضل و أكرم مخلوق على وجه الأرض و على الضفة الأخرى سباب لا يقل عنه ...
أستكفي بهذا و المقدار و لي رجعة حول النقمة على شرائح أخرى في المجتمع ينقم عليها المطلقون ...
--------------------------------------------
لقراءة القسم الأول اضغط على هذا الرابط
http://www.66n.com/forums/showthread...17#post1037817
__________________
الحياة الزوجية فسيفساء جميلة زاهية الألوان ... فمتى ما غلب لون أو ظهر على الباقي فسدت تلك اللوحة ... الاتزان في توزيع الألوان سر نجاحها ... فهل نعي ذلك !!!