أيها الزوج : أنت المسؤول عن تبلد مشاعر زوجتك تجاهك (2 )
استكمالا للموضوع السابق حول تسبب الزوج بتبلد احاسيس زوجته تجاهه .
من تلك الاسباب سيتم تخصيص الحديث عن ردود افعاله تجاه محاولة الزوجة للتغيير في شكلها او حركاتها او الجو المحيط .
يحدث ان ترغب الزوجة بعمل مفاجأة للزوج سواء كان ذلك نابع من رغبتها وحسها الانثوي او سمعت ذلك من صديقاتها او قرأت في مجلة او منتدى ورغبت في التطبيق وفي عيش تلك الاجواء مع زوجها .
تضع كل ما في وسعها من افكار وابتكارات واحاسيس لتكون في صورة تعجبه وتلفت انتباهه وتضع نصب عينيها كيف ستكون ردة فعله : سيقول لي كذا ( غزل ) وسيفعل كذا وكذا وتكون سعيدة متحمسة لعيش تلك التجربة .
ويبدأ العمل ، تغير من شكلها سواء بلون شعرها او التسريحة والمكياج والملابس فتخرج عن المألوف وتظهر بصورة غير نمطية امامه ، ويصاحب ذلك حركات منها تناسب تلك الملابس وتلك الشخصية الجديدة التي تقمصتها ليس لشيء الا من اجل ذلك الزوج سعيد الحظ لزوجة تعيسة الحظ .
تختبيء خلف الباب او في الخزانة وتنادي عليه ، فيفتح الباب وسرعان ما يقهقه ضاحكا بأسلوب ساخر ، ويتبع ذلك عبارات : ماذا بكِ هل جننتِ ؟! او : لم تعودي صغيرة على مثل تلك الحركات ماذا تركتِ للصغيرات .
كلمالت تنزل على قلبها بمفعول اشبه بالخناجر ، خنجر تلو الاخر ، فها هو يتهمها بقلة العقل ، وها هو يتهمها بأنها كبيرة لا تصلح لحركات جعلها مقتصرة فقط على المراهقات .
هي عندما تهيأت واستعدت واجتهدت كان كل همها اسعاده وكسر الملل ، واشاعة جو البهجة والتجديد ، لم يدر في خلدها موضوع السخرية وتقليل الشأن ، فتبدأ انوثتها تصرخ في اعماقها : لا يستحق ، لا يفهم ، لا يعرف كيف يعامل الانثى ، الخ من تلك الاحتجاجات الخرساء لانها لن تستطيع مواجهته بها فيحدث كبت وبالتالي نفور وشيئا فشيئا تبلد للأحاسيس .
ويبدأ الزوج يلاحظ ذلك ولكنه ابدا لن يلوم نفسه على أنه المتسبب ، لأنه لم يشعر انه فعل ما يستدعي ذلك النفور ، كانت بالنسبة له مجرد ضحكات وتعليقات نسيها ولن يتذكر حتى انه قالها ان واجهته بها ، لهذه الدرجة يكون الاستخفاف بأحاسيسها المرهفة .
ايها الزوج : تذكر دائما انك عندما تتعامل مع زوجتك فأنت لا تتعامل مع صديقك بل مع انثى تختلف كليا عنك، ما تراه انت تافه ربما يعني لها الكثير ، ارجوك تمهل وفكر بأي رد فعل لن تنساه زوجتك بنفس سهولة نسيانك ، لانها ليست مثلك ، انها كائن مخنلف ، يكفيك ان تعلم انها فعلت ذلك من اجلك واجتهدت لارضائك الا يكفيك هذا ؟ في الوقت الذي لا تكترث بعض الزوجات لوجوده معها في نفس الغرفة ، فلتحمد الله على ان منحك زوجة تفكر في كيفية ان تبهج نظرك وسمعك . فلا تضيع تلك النعمة بسبب قلة تقدير منك او قلة فهم .زوجتك تستحق منك ان تقرأ وتدرس نفسية المرأة وتتعلم كيفية التعامل مع النساء فليس عيبا ان تتعلم وخاصة ان كان التعلم سيصب في مصلحتك .