بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين
الحمد لله القائل
(ما فطرنا في الكتاب من شيء)
وبعد
يقول الله عز وجل( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)
في آخر الآية الأولى نبه الله عز وجل على أهمية الطهارة
فعلى الزوج، والزوجة الاهتمام بالطهارة وخصوصاً عند المعاشرة
فنظافة الطرفين، وحسن تطيبهما، مهمة جداً لجعل الوصال حميما
وهذه دعوة ربانية للجميع للاهتمام بالطهارة
وفي الآية الثانية، بين الله عز وجل أن للرجل إتيان زوجته أنى شاء
أي على الوضعية التي يشاء ما دام في موضع الحرث أي الولد
ويخطأ البعض عندما يعتقد أن معنى هذه الآية إباحة الوطئ في الدبر
فالدبر لا يسمى حرثاً
ثم إنه ليس من المعقول أن ينبه الله في الآية التي قبلها على أهمية الطهارة
ثم يبيح الوطء في موضع النجاسة
ثم قال عز وجل (وقدموا لأنفسكم)
قيل في تفسيرها
ابتغاء الولد بالنكاح، و ذكر الله قبل النكاح
و في الدعاء عنه عليه الصلاة والسلام قبل الجماع
(اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني)
وقيل في تفسيرها
أن يقدم الرجل لزوجته
أي يلاطفها ، ويداعبها قبل الجماع
إذاً لكل زوج وزوجة
فعليكم بالطهارة
ثم الجماع فيما أحل الله وعلى الوضعية التي تشائونها
ثم تقديم ذكر الله ومداعبة الزوجة قبل الجماع
وستنعمون بمتعة لذيذة
ومباحة
ولا تبتغوا وراء ما أباح الله شيئاً
ودمتم سالمين