السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعض الأباء غفر الله لهم وخاصة ممن خدم في السلك العسكري تجده يصدر أوامره

في البيت وكأنه ما زال في معسكره وبين جنوده وقد نسي أنه في بيته محاطاً بزوجته

العزيزة وأبنائه الذين ينتظرون كلمة الحنان والمحبة من أبيهم الحنون

هذه الظاهرة للأسف تكون واضحة جداً عندما يتقاعد الرجل من عسكريته ويتفرغ للجلوس في البيت

وأحياناً تبدأ المشاكل بين الزوجين لهذا السبب فكل أفراد العائلة يصبحون على حذر وخوف من هذا

الكابتن الجديد في البيت والذي همه الوحيد هو إصدار الأوامر ويتوقع النتفيذ فوراً

هكذا تعلم في الجيش الذي قضى فيه معظم حياته

أخي الفاضل عليك أن تقتنع أنك أصبحت مدنياً الآن فحياة العسكرية قد انتهت

حياة حاضر سيدي قد ولت حياة نفذ أولاً ثم اسأل ثانياً قد ذهبت بلا عودة

حياة أركض حول الميدان 200 مرة قد ذهبت

حياة نظف بلاط الأرض بفرشاة الأسنان قد ولت كذلك

أنت الآن زوج

أنت الآن أب

أنت الآن صاحب مسئولية كبيرة تختلف في طبيعتها عن المسئولية التي كنت تحملها وأنت في الجيش

حبب إليك عائلتك ولا تنفرهم منك زوجتك تريدك وتريد أن تشعر أنك تقف بجانبها في تربية الأبناء

أبناؤك يحبونك ويريدون أن تشعرهم أنك معهم طيلة الوقت تفرح بهم ويفرحون بك

أنا أعرف أن البداية صعبة جداً ولكن ليس لك مناص من هذه المسئولية

نعم أخي أنت متزوج ولك زوجة وعندكما أبناء وبنات وكل منكما يريد الآخر

إبنك الكبير ما شاء الله أصبح أطول منك

بنتك الكبيرة أصبحت في سن الزواج

عليك أن تقبل هذا الحقائق وأن تتوكل على الله ليعينك على مسئوليتك

إجلس معهم دعهم يتعرفوا عليك حق المعرفة

إسأل ابنك في أي صف هو وما عمل في دراسته

إسأله عن طموحاته وماذا يريد أن يتعلم بعد أن ينهي دراسة الثانوية العامة

تقرب من ابنتك دعها تشعر بالحنان بأن لها أباً يهتم بأمرها

تقرب من زوجتك وأشعرها بأنك ما زلت في حياتها

عوضها ما فاتها من حب في أيام قد مضت

هل تذكر كم من عيد مضى وأنت بعيد عن البيت

هل تذكر كم من مناسبة عائلية مضت وأنت مشغول في عملك

هل تذكر عندما مرض إبنك وأنت غير موجود

هل تذكر عندما ذهبت لمدرسة ابنتك ولم تعلم أنت في أي صف هي

إخواني وأخواتي في الله ما ذكرت أعلاه ليس من نسج الخيال ولكنه الواقع الذي تعيشه بعض العائلات

وربما كان والدك أو عمك أو خالك في الجيش أو أحد أقاربك وأنا متأكد بأنك قد سمعت

بمثل هذه القصص وهذا النوع من المشاكل العائلية

فكثير من الأباء يقضي فترة طويلة من حياته في السلك العسكري ولا يدري كم عنده من الأبناء

يحضر لعدة أيام قليلة في الشهر أو في الأسبوع إلى البيت وباقي وقته في عمله العسكري

ومسئولية تربية الأبناء تقع على كاهل الزوجة لوحدها ويا ويلها لو أخطأت في تربية أحد الأبناء

ربما لو كان هذا الأب محظوظاً لعاد لبيته كل يوم كأي موظف مدني ولكن هذه الحالات ليست كثيرة

بل هي نادرة

موضوع أطرحه بين أيديكم لعل فيه الفائدة

أخوكم أبو أحمد