إخواني أخواتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أذكر أنني ذات يوم شرحت لإخواني قصة ( بنك الفقراء )

الذي أخذ صاحب فكرة هذا البنك جائزة نوبر للسلام

وقصتها باختصار أن بوفسوراً اسمه ( محمد يونس ) أستاذ الإقتصاد في إحدى الجامعات التي تعيش في أحد أكثر بلدان العالم فقرا

العالم فقراً ( بنجلاديش )

بالكاد أن يجد الانسان في هذا البلد لقمة عيشه ، يقول هو عن نفسه بأنه كان ضميره يؤنبه لأنه كان يدرس طلابه نظريات الإقتصاد والعيش الرغيد في الدول المتقدمة

في حين أنه كان عندما يخرج من بوابة الجامعة يجد عشرات الهياكل العظمية من الجوعى على ميمنة و ميسرة الشوارع يتسولون ولا يجدون ما يأكلون

و في ذات يوم وبينما كان يمر على مثل هذه المناظر كل يوم
شاهد امرأة من الذين يكدحون من النهار إلى الليل لتصنع كرسيا من الخصف ، لتحصل في نهاية اليوم من التعب المضني على نصف دولار جزاء مجهودها

ويا ليتها كانت تنعم بهذا الربح لتطعم به عائلتها بل كان يزاحمها على هذا الربح المورد الذي له نصيب من الربح

فلا يبقى لها بعد هذا العمل المضني الذي يمتد للعمل أكثر من 12 ساعة متواصلة إلا الفتات بمعنى كلمة ( الفتات ) فتطعم به صبيانها

أخذ لهيب الحرقة يتأجج في صدر صاحبنا الذي يدرس نظريات الإقتصاد العالمية في الوقت الذي يرى هذه الأعداد الهائلة من الجوعى و المتسولين و الذين لا يجدون بالفعل ما يستطيعون أن يسدوا به رمق جوعهم فضلا عن سد جوعة أبنائهم

فقرر أن يعمل شيئا ...

بصراحة كل البيئة المحيطة به كانت تقول له ( لا فائدة من عمل أي شيئ في سبيل إصلاح هذا الوضع )

خطرت ببال صاحبنا فكرة جهنمية ...

رجع صاحبنا إلى تلك المرأة المسكينة التي لا يبقى لها مما تعمل سوى الفتات

دخل صاحبنا على تلك المرأة المسكينة وهي تخصف تلك الكراسي بيدها و قطرات العرق تتساقط من جبينها

فقال لها : يبدو أنك تعملين و تكدحين ولا يبقى لك شيئ مما تربحيه في نهاية اليوم ؟
فأخذت المرأة تبكي حالها و أطفالها حولها يبكون من حولها

فقال لها : أنا مستعد أن أعطيك 10 دولار سلفا لشراء ما تحتاجين من خصف ومواد خام لعملك على أن ترديه لي ( في أي وقت ) وسأعطيك هذا المبلغ دون كفالة ودون ضمان إنما الوكيل الذي بيني وبينك هو الله جل جلاله


وبعد حقبة من الأيام أرجعت هذه المرأة المسكينة المبلغ لصاحبنا و على وجهها ابتسامة الأمل ، فقد ربحت ربحا جيدا جدا استطاعت من خلاله أن تبيع و تشتري دون الحاجة إلى استغلال المورد ، و استطاعت أيضا أن تسد رمق أطفالها الصغار واستطاعت أيضا أن تربح ضعف المبلغ الذي استلتفته من صاحبنا ( محمد يونس )
أرجعت المبلغ وقد اغرورقت عينيها بدموع الفرح المنهمرة


فرح صاحبنا بهذا الانتصار الشخصي ، و أخذت الفرحة تملأ كل خلية في جسده ، فقد نجحت الفكرة

وما أجمل أن يرى الإنسان أن فكرته قد تحققت

المهم

ذهب صاحبنا إلى مجموعة أخرى من الفقيرات اللاتي على نفس حال المرأة السابقة
وفعل نفس الفعل

أعطى هؤلاء النسوة - وكانوا ثلاثة - المبلغ ذاته على أن يردوه له بعد أن تنفك الأزمة المالية عنهم
وبالفعل بعد عدد قليل من الأيام أرجعوا المبلغ كاملا لصاحبنا البطل بعد أن أشبعوا أهلهم و أطفالهم و اشتروا المواد الخام لصنعتهم الميسورة




نجاحات تلو نجاحات
أقرض مجموعة أكبر من حسابه الخاص
و أرجعت هذه المجموعة المبلغ كااااااملا له دون نقصان قرش واحد

فرح صاحبنا بهذا الانتصار
وقرر أن يذهب إلى أحد البنوك التي بجوار جامعته ليعمل بقانون النجاح ( الحركة بركة ) و ليقنعهم بأن الفكرة ناااااجحة جدا

لكن لم يقتنع صاحب البنك ، فقال له صاحبنا البطل ( محمد يونس سوف أريك مثالا عممليا على أن الفكرة ناجحة
فقام بنفس ما قام به في الأيام السابقة من تسليف لمجموعه من الطبقة الكادحة ، ثم أرجعوا المبلغ كاملا أمام صاحب البنك
فلم يقتنع البنك بهذه الفكرة

وقال له صاحب البنك : " لا تصدق ما تشاهده فهؤلاء الفقراء مجرد لصوص ، سترى مع الأيام أنك ستعطيهم ثم بعد أن يغتنوا فلن يرجعوا لك أموالك "

فقال له صاحبنا : " أنا أضمن لك هؤلاء الناس ، و إن لم يرجعوا لك الأموال فتعال خذ مني ما نقص عليك من السداد "

لم يقتنع صاحب البنك بفكرة صاحبنا بعد أن شاهد بأم عينه كيف أن الأموال قد رجعت دون كفيل و دون ضامن

لم تثني أبدا فشل هذه المحاولة عزيمة صاحبنا
أخذ يدور على عشرات البنوك المتواجدة في بنجلاديش ليقنع أصحابها بإمكانية أن نحقق نهضة لبلادنا بهذه الفكرة العظيمة ، فلم يقتنع أحد منها أبدا

حتى قرر صاحبنا أن ينشئ ( بنك الفقراء ) بنك ( جرامين ) المشهور في بنجلاديش
وقصة انشائه قصة طويلة

لكن المهم أنه أنشأ هذا البنك ليعيش أبناء هذه الطبقة الكادحة حقهم من العيش الهانئ و ليكف المتسولين عن تسولهم ويتحولوا إلى لبنة تخدم ذويهم وعوائلهم وبالتالي بلادهم ومجتمعهم

وبالفعل
حقق البنك منذ نشأته النجاحات تلو النجاحات تلو النجاحات
فقد نجحت فكرة بطلنا نجاحا باهرا

فقد قام البنك على تسليف الطبقة المعدمة قروض بسيطة وميسرة مابين 10-15 دولار
( من دون كفيل ومن ضامن ) .... تخيلوا !!!

على أن يرجعوه في أي وقت

ومن الشروط التي وضعها ( محمد يونس ) لنيل هذا القرض الميسر أن يكون المتقدم ( امرأة )

لأنه وبصراحة يرى أن المرأة لديها الدافعية على النجاح و الدافعية لكسب الرزق أكثر من الرجل

فالمرأة مستعدة أن تضحي بجهد مضني وتعب متواصل في سبيل لقمة العيش لأبنائها
بينما الرجل قد يأخذ القرض فيبعثر المال على مصروفاته الشخصية دون اكتراث لأبنائه و عائلته

فوجد أن المرأة أكثر إصرارا على النجاح من الرجل
ووجد أن المرأة أكثر إلتزاما بالسداد أكثر من الرجل

بل وهناك سبب خفي ( مضحك ومبكي في نفس الوقت )
ذلك أن المرأة في تلك البلاد هي التي تدفع المهر للرجل لا العكس !!!!

فالمرأة هناك تعامل بلا قيمة و دون احترام لذاتها

ختاماً:

حقق البنك نجاحات بااااااااهرة

و أرباحا باااااهرة أبهرت العالم كله

فنسبة سداد هذه القروض الميسرة حسب آخر إحصائية أشار إليها البنك هي

98%

بنك يرتاده النساء و يشرف عليه النساء

البنك الذي افتتح منه الآن عشرات البنوك المنتشرة في هذا البلد الفقير

البنك الذي اقتدت الآن أوروبا ودول العالم المتقدم في فتح بنوك شبيهة بهذا البنك

فكانت فكرة عظيمة لتنمية الاقتصاد في أفقر دول العالم !!!


( بنك الفقراء بنك جرامين )
وقد حصل صاحبها البطل ( البروفسور محمد يونس ) جائزة نوبل للسلام بعد أن اغتنت مئاااااات العوائل من هذه الفكرة الجميلة ...

( الحركة بركة )

المهم ان أصحابي قد أعجبوا في نهاية المجلس بالفكرة
وقالوا بأن المرأ آلااااااف الأفكار مثل هذه ويستطيع الانسان أن يعمل مثل ما عمل محمد يونس

ماذا نستفيد من هذه القصة ؟

أترك المجال لكم لكي تشاركوني في إخراج قوانين النجاح من هذه القصة ...



ودمتم سالمين






الاشراف:يمنع وضع روابط خارجيه..

__________________
وما من كاتب إلا سيفنى .. ويبقي الدهر ما كتبت يداه ...
فلا تكتب يمينك غير شيئ ... يسرك في القيامة أن تراه ...

أخي الفاضل والرائع جمال ...

يعطيك ألف عافيه على هذه القصة الأكثر من رائعة فالبرغم من أني قرأتها قبل هذه المرة إلا أنني أستمتعت بقرائتها للمرة الثانية وكأني اقرأها للمرة الأولى وذلك لأن مثل هذه القصص تبعث الهمة في النفوس وتعيد الأمل إن فقد وتوقض الغافل إن غفل فلله دره حقا كم نفتخر بمثل هؤلاء الرجال كثر الله أمثالهم وبارك لهم في حياتهم ...

ومن خلال قرائتي للقصة خرجت بعدة قوانين للنجاح وهي:
1- الإرادة القوية (العزيمة والإصرار)(لم يقف مكتوف الأيدي لما يحصل حوله بل كافح حتى وصل ولم تعجزه أو يعيقه عدم تقبل البنوك أو من هم حوله للفكرة).

2- المحاولة بأكثر من طريقة (عندما لم تقبل بالفكرة البنوك حاول بطريقة أخرى وهي أن يؤسس هذا البنك بنفسه).

3- أن تكون صاحب مبادئ وقيم(عندما أقرض المراة أول مرة قال لها الوكيل الذي بيني وبينك هو الله وهو واثق بذلك متوكل عليه لأنه يؤمن أن فعله فعل خير ولم يكن متواكلاً).

4- كل واحد منا يملك أفكار وقدرات بلا حدود ونحتاج فقط أن نطلق العنان لها(والقصة بأكملها شاهد على ذلك ).

5- الثقة واليقين بالله والتوكل عليه (عندما أقرض المراة أول مرة قال لها الوكيل الذي بيني وبينك هو الله).

6- لاتفنى عمرك في التفكير في حلمك ولكن اجعله واقعا ملموساً ( كان حلمه أن يقدم شيء للمجتمع الذي يعيش فيه فلم يقدم شيئا إنما قدما أملا ونجاحا وطموحا وإبتسامة على شفاه الفقراء).

7- حتى تحقق النجاحات يجب أن تتخذ القرار الصائب وفي الوقت المناسب (عندما لم تقتنع البنوك بفكرته قرر أن ينشأ هو ذلك البنك).

أخي هذا ماأستطعت أن استخرجه من هذه القصة الرائعة فأشكرك جدا وأدعو لك بأن يهبك الله سعادة الدارين فقد حركت مابداخلي ...

دمت مبدعا ناجحا لله داعياً ...

شكرا جزيلا أخي انسان غير


حقيقة سعدت كثيرا بقوانين النجاح التي استخرجتها من هذه القصة ...

يعطيك ألف عافية

بانتظار المزيد من الجميع باكتشاف قوانين للنجاح من هذه القصة

يعطيك العافيه اخ جمال الروح من جد قصة رائعه وتدعو إلى التفاؤل فنحن في زمن نحتاج فيه لمثل هذه القصص والمواقف التي تؤثر فينا وتلهمنا وتدفعنالعمل الخير الذي يعود علينا نحن قبلهم بالراحه..
بالنسبه لقوانين النجاح:
1-الضمير الحي الذي يملكه صاحب القصه محمد يونس هو الذي جعله يحس ويتاثر بمن حوله ويهب لمساعدتهم.
2-الفكره التي خطرت بباله فهي لم تكن فكره عابره بل كانت جهنميه وكان من الشجاعه ان قام بتنفيذها.
3-الرؤية البعيدة المدى عنده وإحسان الظن بالناس والثقة بهم.
4-عدم شعوره باليأس والإحباط مهما واجهه من معرقلات وعقبات بل زاده ذلك قوه حيث قام بإنشاء البنك بنفسه .
5-بساطة الفكرة والقيام بتجربتها أولا على حيز صغير وقبل ذلك كله انها كانت في سبيل رضى الله عنه
وجعل الله عز وجل هو الوكيل والمتوكل عليه في كل اموره, يعطيك الف عافيه ننتظر المزيد .....

اخي الفاضل جمال الروح

مواضيعك ذات مستوى رفيع تبارك الله

واصل على هذا النهج الطيب ونحن معك ولك منا كل الاحترام والتقدير

قصة اقرب للخيال

فانت تفول ان صاحبنا يوفر عملا يدر دخلا على اسرة بمبلغ 10 دولارات

في وقت تكون ال 10 دولارات مصروف يومي لطفل في بعض المجتمعات.

وهذا الوضع الذي نعيشه الان والذي في طريقه للنمو والتطور يوم عن يوم هو بلا ادنى شك احد ابناء العولمة غير الشرعيين الذين اجبرنا على الاعتراف بنسبهم لمتطلبات الحياة

فصارت جزءا من حياتنا

انمسحت الطبقة المتوسطة

وازدادت الفجوة

فالغني يزداد بغناه الفاحش

والفقر يهوي بفقره المطقع

امثال هذا الشخص يسببون انزعاجا وامتعاضا لمربي العولمة

انسان مخلص لبلده رغم فقره ورغم مستواه الاجتماعي فهو استاذ جامعي ويبدو انه مقتدر

استمد من تصميمه ومن عزمه وقودا لا ينضب ابدا واجه به العالم وتحدياته فانتج خلية كانت اساسا لو احسن استغلاله لارتقت بمستوى مثل هذه المجتمعات

قصة طيبة وانا اوافق اخي " انسان غير " على استنتاجاته

وفقك الله

بانتظار المزيد من التالق

أخي الحبيب ( تفاحة غير ملقوفة )

شكرا جزيلا على مشاركتك الرائعة التي أثارت اهتمامي حول أننا مهما حاولنا أن نخرج من أي نص بفوائد فقد يلاحظ غيرك ملاحظة لم تخطر ببالك

ومما أعجبتني ( الفكرة البسيطة )

فعلا ان المرأ قد يتخيل أنه حتى يكون ذا تأثير إيجابي لا بد أن يقوم بمشروع ضخم جدا و يعمل تحت يديه العشرات بل المئات حتى يحقق فكرته

لكن بصراحة إن المرأ الإيجابي يتفاعل بشكل سريع مع أفكاره الإيجابية حتى لو كانت بسيطة المهم أن يقوم بعمل ترجمة هذه الافكار إلى شيئ ونتاج ملموس

ومما يحضرني في هذه اللحظة الأخ الفاضل أحمد الشقيري صاحب سلسلة خواطر شاب المشهور

أذكر أن من أجمل الحلقات التي شاهدتها تلك التي شارك فيها غسل حمامات المسجد أكرمكم الله
ويقول أنه بعد هذه الحلقة فقط تفاعل الناس معه في هذه الفكرة
بل إن أحد تجار البلد قد قام بترميم الحمام الذي قام بتنظيفه الأخ أحمد ، وذلك على نفقته الخاصة
و أيضا تلك الحلقة التي كانت حول ترتيب الأحذية التي يلقيها المصلين غير مبالين قبل دخولهم المسجد
وفي نهاية الحلقة أحس بنشوة الفرحة أنه عمل شيئ إيجابي ( بسيط ) لكنه سعد كثيرا جدا ، فأخذ يقول : " أنا اليوم فرحاااااان جدا " لأني عملت شي بسيط لكن حقق ثمرته
و كذلك حلقة طلاء جدران الشوارع المشوهة بالرسمات و الكلام غير الحضاري

كل تلك الأمثلة دلت على أن ( أفكار الأمس حقائق اليوم ) و ( أفكار اليوم حقائق الغد )
يعطيك العافية أخي شكرا لك

__________________
وما من كاتب إلا سيفنى .. ويبقي الدهر ما كتبت يداه ...
فلا تكتب يمينك غير شيئ ... يسرك في القيامة أن تراه ...

شكرا أخي صاحب الظل الطويل على ثنائك العطر ، وهذا من حسن ظنك في

و إن شاء الله القادم أكثر بحول الله

شكرا لك وشكرا على مواضيعك المميزة أيضا
يعطيك العافية

__________________
وما من كاتب إلا سيفنى .. ويبقي الدهر ما كتبت يداه ...
فلا تكتب يمينك غير شيئ ... يسرك في القيامة أن تراه ...

أخي الفاضل جمال

كنت قد شاهدت واستمعت لمقابلة مع الأخ محمد يونس وهو يتحدث عن بداية وكيفية

نشوء بنكه الفريد في العالم وكم كان فخوراً أثناء حديثه فيما عمل وكيف ساعد كثيراً

من الناس المعدمين في بلده

أخي الكريم لي سؤال

هل هناك ربح مادي للسيد محمد يونس من هذا البنك وكيف يكون ذلك؟

لك فائق تحياتي أخي الفاضل

جزاك الله خيرا ع القصة
أعجبني الوكيل بيني و بينك هو الله ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )
1_ العزيمة و الإرادة

2_ الإقتناع بقدرات الاخرين و امكانياتهم

3_ كل مشروع يبدأ بفكرة وبالعمل و السعي يصل للنجاح فلابد ان نبدأ من الصفر ولاتنتظر النجاح يأتي إليك

4_أنسانية هذا المشروع وتعامله مع الفئات الفقيرة وهذا مانفتقده الآن .

انا مقتنع من هذا الشخص العضيم محمد يونس ولكن ماذا استفاد