إذا كان زوجك يشعر بمعاناتك، فهذا كاف في حقك، وثقي ثقة تامة أنه يقدر صبرك، ولكن لا تكثري عليه، فهو -بلا شك- يعاني أكثر منك، وحينما يجد فرصته للقرب منك سيفعل، وسيبذل ما بوسعه ليبقى مع زوجته وأبنائه، والمهم أن تتفهم زوجته ظروفه.
وأجزم أن سيقدر لك هذا الموقف الصابر.
هذا من ناحية زوجك.
أما من ناحيتك أنت:
1- فتعاملي مع الوضع تعامل (المعاق) مع حياته، وعذرا على التشبيه، ولكن إذا لم يكن لك مناص من وضعك فلا بد أن تتكيفي مع الوضع وتتعايشي معه، حتى يأذن الله بالفرج.
2- إذا أردت أن تستمتعي بما يفعله زوجك، فاحتسبي الأحر عند الله، واعلمي أنك شريكة لزوجك في بره لأبيه، إذا كنت عونا له على ذلك، والثواب عظيم، وقد يأتي اليوم الذي تفقدون فيه هذا الأب ويصبح من ذكريات الماضي، وحينها تحمدون الله -تعالى- أنكم أديتم واجبه عليكم، أما إذا توفاه الله وأنتم مقصرون في حقه فإنكم ستتمنون أنكم قمتم بواجبه.
3- احرصي على استغلال فرصة غياب زوجك بالاستفادة من وقتك ووقت أبنائك، فكثير من الزوجات تشتكي من كثرة إشغال زوجها لها، وقد يأتيك يوم تجدين أنك مشغولة بزوجك وحقوقه عليك، فلا تجدي فرصة لتنمية نفسك وأبنائك، فماذا لو جعلت لنفسك حظا من كتاب الله؟ وماذا لو جعلت من وقتك حقا لقراءة كتب مفيدة؟ وماذا لو جعلت جزءا من وقت أبنائك لحفظ القرآن، أو تعليم بعض المهارات، يا لها من فرص رائعة يتمناها الكثيرون فلا يجدونها! وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
4- لا تدرين لعل زوجك لو لم ينشغل بوالده وبره لانشغل بأصحابه وأصدقائه، وكل يوم في (ديوانية) أو (دايرة ودورية) وكل يوم مع الشباب وكل يو م في كشتة بر، وهكذا دواليك، وهنا في المنتدى شكوى الكثيرات من غياب أزواجهن، بل بعضهن يشتكين من علاقات مع أخريات، أما إذا كان مع أبيه فهو قريب منكم، وهو يشتاق إليكم بسبب قلة وجوده معكم، ولعله لو كان معكم دائما لملكم.
5- أعلم جيدا أن لك حقا في زوجك، وأعلم جيدا أنك مهما احتسبت الأجر فقد تأتيك أيام وتملّين من حالتك، لكنك كلما تذكرت الثواب المترتب على ذلك زال ما بك من همّ وغمّ، فكرري تذكر الثواب والاحتساب، وبسبب أهمية التكرار كررت هذه النقطة مرتين، حيث هي النقطة الثانية ضمن الحلول.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.