التجميل بين المشروع والممنوع (الحلقة الأولى) تطبيقات للقواعد الفقهيه0 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 18-06-2008, 06:58 AM
  #1
سفير الروح
قلم مبدع
 الصورة الرمزية سفير الروح
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 506
سفير الروح غير متصل  
التجميل بين المشروع والممنوع (الحلقة الأولى) تطبيقات للقواعد الفقهيه0

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وهدانا الى الصراط المستقيم واشهد ألا اله إلا الله وان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما أما بعد0000

بسم الله نبدأ هذه المجموعة من الأحكام ألشرعيه لعمليات التجميل الطبية التي تمس حياتنا مساس مباشر وذلك لما فضل الله ابن ادم وذلك بأن أمده سبحانه بالعلوم النافعة وخاصة العلوم الطبية التي هو في أمس الحاجة لها لأنه مخلوق ضعيف تعتريه الأدواء والأمراض وهو مع هذا مخاطب بتكاليف الشريعة منها ما هو على سبيل الوجوب ومنها ما هو على سبيل التحريم ومنها ما بينهما


حتى لا أطيل عليكم واسبب لكم الملل لعلي ادلف والج إلى موضوعي والذي اعتبره مقدمه للأحكام الشرعية التفصيلية للعمليات التجميليه (القواعد الفقهية وتطبيقاتها) ومن ثم الأحكام التفصيلية مقسمه على أبواب أبينها لاحقا :


(تنبيه مهم)


قمت باختصاره و البحث يقع في ثمانين صفحه ولكن سأقتصر على ماله تعلق مباشر بالتجميل
مع العلم انه لا ينبغي لاحد يدين بدين الإسلام ويقتفي اثر سيد الأنام أن تسوغ له نفسه أن يطبق بعض هذه القواعد بلا علم أو دراية ولا أجد له مثلا إلا كمن يعبث في أجساد الناس بلا علم ولا دربه فهل رأيتم طبيب معتبر يتخرج من كليه طبية بدون أن يتلقى التدريب على يد طبيب حاذق فاهم لمهنته
إلا إني ازعم وقد وافقت في هذا الأمر شيخنا الإمام ابن قيم الجوزيه أن شر الأول اشد وخطره اعم ذلك أن ضرر الثاني على الأجساد والأول على الدين باختصار(بفساد الجسد قد تفسد الدنيا ولكن بفساد الدين تكون خسارة الدنيا و الآخرة)

لذا ينبغي فهم هذه القواعد على يد احد العلماء المختصين بهذا الفن(القواعد الفقهية ) أو حتى سؤالهم عن بعض تطبيقاتها الفرعية في المسائل الفقهية المتعلقة بالتجميل أو غيره0



( اثر القواعد الفقهية في بيان أحكام الجراحات التجميليه)

البحث تقدم به أ0د0 عياض بن نامي السلمي

عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض

التعريف بالجراحة التجميليه : هي كل جراحه طبية تهدف إلى تحسين مظهر عضو من أعضاء الإنسان أو تعديله لتحسين أدائه لوظيفته 0

وعلى الرغم من عدم الجزم بإحصائية معينه حديثه للعمليات التجميليه إلا أن عددها في ازدياد ولا شك0

أقسام الجراحات التجميليه( من حيث ألحاجه إليها)0

 الجراحات التجميليه العلاجية وقد تسمى التعويضية وتشمل :

1) الجراحات التي تجرى لعلاج التشوهات الحادثة من الحوادث والحروق أو الحروب ونحوها0
2) الجراحات التي لإصلاح بعض العيوب الخلقية التي يولد بها الإنسان كزيادة إصبع أو انشقاق شفه ونحو ذلك0
3) الجراحات التي يقصد بها تحسين بعض الأعضاء لوصيفته الحيوية أو الجمالية مثل جراحات تعديل النظر أو إزالة الحول ونحو ذلك


وهذا النوع يدخل في الجراحات التجميليه وان كان الهدف الأساس منه هو علاج العضو أو إعادته إلى طبيعته أو قريب منها0


 الثاني : الجراحات التجميليه التحسينية:

وهذا النوع يشمل الجراحات التي تجرى على عضو طبيعي ليس فيه عيب خلقي ولا طارئ يخل بوظيفته ولكنه من أصل خلقته لم يكن جميلا أو لم يعجب صاحبه فتدفعه رغبته في الجمال وتحسين صورته إلى إجراء ألجراحه له 0

ويدخل في ذلك ألجراحه التي يكون الدافع لها الرغبة في مشابهة شخص معين قد يكون مغنيا أو ممثلا أو لاعبا وهذه الرغبة تحصل من النساء والرجال على حد سواء

ومن أمثلة هذا النوع من الجراحات :
- الوشم في الأيدي والخدود0
- جراحة الأنف أو تكبيره إذا لم يكن مشوها0
- جراحة تصغير النهدين أو تكبيرهما0
- جراحة توسيع محاجر العين وتضيقها0
- جراحة تجميل ألشفه بالتكبير أو التصغير أو حقن احمر الشفاه أو المحدد للشفتين0
- جراحة إزالة تجاعيد الوجه للمسن من الجنسين
- جراحة تقشير الوجه لزيادة جماله وصفائه0
- إزالة الترهل الناتج عن إنقاص الوزن0
- تكبير الذكر أو تطويله0
- تصغير الإذنين أو تعديلها0
- خرم الأنف أو الإذن أو ألشفه لوضع حلقة الذهب اوغيرها0
- جراحة اللثة وتقويم الأسنان التي قد تؤدي الى خلع بعضها أو بردها وتصغيرها0

وهذه مجرد أمثله لا تحيط بكل ما تفتق عنه أذهان أطباء التجميل0



• أحكام الجراحات التجميليه من خلال النصوص والقواعد الفقهية:


وينقسم هذا المبحث إلى أربعة مطالب:

 الأصل في التجمل0
 حكم ألجراحه التجميليه لإصلاح عيب أصلي اوطارئ0
 حكم ألجراحه لتحسين شكل لا عيب فيه0
 حكم ألجراحه لإخفاء كبر السن وما ينشأ عنه0

الأصل في التجمل

ذكر الشيخ من خلالها وفقه الله تضافر الأدلة على أن الأصل في التجمل الحل و الإباحة ومنها:
1) قوله تعالى ( قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحيات الدنيا خالصة يوم ألقيامه كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون )الآية (الأعراف 32)
2) ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله جميل يحب الجمال )
3) ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يكتحل ويدهن ويرجل شعره ويلبس الثياب الحسنه ألجميله للوفود ويتطيب وينظف فمه بالسواك ويحث أصحابه على ذلك 0

 الدليل من القواعد الفقهية

1) الأصل في الأشياء المنتفع بها الاباحه0
قال بن القيم رحمه الله( الجمال في الصورة واللباس والهيئة ثلاث أنواع : منه ما يحمد ومنه ما يذم ومنه ما لا يتعلق يه مدح أو ذم 0)
ا)فالمحمود منه ما كان لله أو أعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له0
ب) والمذموم منه ما كان للرياسة والدنيا والفخر والخيلاء والتوسل الى الشهوات0
ج) وما لا يحمد ولا يذم ما خلا من هذين القصدين وتجرد عن هذين الوصفين0
قديم 18-06-2008, 07:00 AM
  #2
سفير الروح
قلم مبدع
 الصورة الرمزية سفير الروح
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 506
سفير الروح غير متصل  
حكم ألجراحه التجميليه لإصلاح عيب خلقي أو طارئ0


يكاد يتفق الفقهاء المعاصرون على أن ألجراحه التجميليه التي تجري لعلاج عيب خلقي أو عيب طارئ نشأ عن حادث أو مرض أو غير ذلك تأخذ حكم ألجراحه العلاجية كاستئصال الزائدة الدودية واللوزتين عند الالتهاب
وحكمها عندهم الجواز بالشروط التالية :

1)أن يقرر الاطباء المختصون حاجه الإنسان إليها إما لإصلاح ما في العضو من خلل وضيفي يؤدي الى عدم قيامه بوصيفته على الوجه المطلوب0
2) أن يتعين العلاج الجراحي ولا يقوم غيره من العلاج مقامه0
3) أن يغلب على الضن نجاح العملية دون أن يكون لها عواقب تورث مفسده أعظم من المفسدة الحاصلة بتركه على حاله0
4) أن يكون الطبيب قادر على إجراء العملية ألجراحيه ماهر في ذلك 0
5) إذن طالب العملية أو إذن وليه0

إلى هذا الحد والأمر يتفق عليه عند أهل العصر0
ولكني أضيف إلى ذلك أن الخلل الوظيفي يختلف باختلاف العضو فقد تكون وظيفة العضو حيوية وجماليه وقد تكون جماليه فحسب أو حيوية فحسب0
فالأعضاء غير الظاهرة للناس تعتبر فيها الو ضيفه الحيوية والأعضاء الظاهرة قد تكون وضيفتها حيوية وجماليه مثل العين اذا أصابها حول فإصلاحه يفيد من الناحية الوظيفية والجمالية وقد تكون جماليه فقط كما في الإذن وانخفاضها غير المعتاد0
فهذا الانخفاض لا يؤثر على وضيفتها الحيوية بل الجمالية وكما في ألوحمات والبقع التي تكون في مكان ظاهر كالوجه 0والمرجع في تقدير ذلك الى الطبيب العدل العارف بوظائف الأعضاء البصير بعادات الناس وطباعهم
وهذي زيادة مني الكاتب أو الناقل (بلينا بكثير من المستوصفان الخاصة وخاصة ألتجميلي منها الهدف المادي يغيب معه النصح الطبي وأخلاقيات المهنة فل يؤخذ هذا في الحسبان)0

 الأدلة على ذلك:

1)أن الله امتن على الإنسان بقوله : (لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم) فإذا وجد في خلقته خلل يؤثر على وظيفته العضوية أو الجمالية فمن مقاصد الشارع إعادته الى حالته لان بقائه قد يسبب له خللا ينقصه عن نظرائه 0
2)حديث عرفه بن اسعد رضي الله عنه قال :قطعت انفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت انف من ورق فأنتن علي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اتخذ انف من ذهب0

القواعد الفقهية:

1) قاعدة الضرر يزال) عند وجود العيب الخلقي فيعد ضرر
2) قاعدة الضرر لا يزال بمثله) تقتضي انه إذا كانت هذه ألعمليه التي ستجرى لضرر متحقق لا ينبغي أن تخلف ضرر مثله أو اكبر منه وإلا فلا يجوز اجرائها0
3) قاعدة (الحاجة تنزل منزلة الضرورة) فإذا ثبت أن الإنسان بحاجه إلى تعديل هذا الخلل جاز له تعديله بالعملية الجراحية كما يجوز في حال الاضطرار أكل الميته0
4) قاعدة (( الضرورة تقدر بقدرها)) تدل على أن العمليات التجميليه لا يجوز ألجوء إليها إلا في حالت تعذر الانتفاع بغيرها0
5) قاعدة ((العبرة بالغالب الشائع لا بالنادر)) تقتضي انه يبنا الحكم على الغالب عند الاختلاف مثال (إذا كان الغالب في هذا النوع من العمليات نجاحها فيجوز إجرائها 0


 ويدخل تحت هذا النوع من العمليات التجميليه المشهورة ما يلي :

1) تعديل الحول في العين0
2) تقويم الأسنان ولو أدى الى خلع بعضها0
3) ترقيع الجلد المحترق في الوجه واليدين أو غيرهما مما يطلع عليه الزوج ويؤثر في استمرار الحياة الزوجيه0
4) عملية انسداد الفرج المانع من استمتاع الزوج او من الحمل 0
5) إزالة الثاليل البارزة في الوجه أو اليدين أو غيرهما مما يطلع عليه الزوج0
6) عملية إزالة الشعر ممن خلا رأسه منه او كاد0
7) عملية تخفيف الوزن إذا أجريت لمن أصبح وزنه الزائد (خطر ) على صحته0
8) إزالة التشوه الظاهر في الإذنين أو الأنف أو نحوهما 0
9) عمليات تصغير النهدين أذا كبرا إلى درجه تؤثر على العامود الفقري0



 حكم الجراحة لتحسين شكل لا عيب فيه0

إذا كان العضو ليس به عيب ظاهر لا بأصل الخلقة ولا بسبب حادث فقد يقوم بعض الناس بإجراء عمليه تجميل له لزيادة تحسينه أو لقصد أخر 0
وهذا النوع من العمليات التجميل يختلف حكمه باختلاف عاملين هما:
1) القصد من عملية التجميل0
2) ورود النص بمنعها أو إباحتها 0
ويمكن تقسيمه بحسب هذين العاملين الى الأقسام التالية:

أ‌) ألجراحه التجميليه للهرب من العدالة
وهذا النوع من الجراحات محرمه باتفاق الباحثين 0
القاعدة (( الأمور بمقاصدها ))
لان هذه ألجراحه تعين على استمرار الظلم وعدم مجازات الظالم 0
((الوسائل لها أحكام المقاصد))

ب) ألجراحه التجميليه التي يقصد بها الفرار من الظلم والذي لا تردعه سلطه ولا توقفه قوه عادله :
قال الباحث لا أجد من نص على حكمه من الباحثين وهو متصور الوقوع 0
الدليل من النص :
قوله تعالى( فإن خفتم فرجال أو ركبانا 0000)
- من القواعد الفقهيه:
(( الضرورات تبيح المحصورات )) ( واضحة التطبيق )

ج) ألجراحه التي يقصد بها التخفي بين صفوف العدو للتجسس عليهم :
هذا القسم لم أجد من تكلم عنه من الباحثين وهو متصور الوقوع والذي يظهر لي تحريم هذه الجراحة 0
والدليل قوله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) وجه الدلالة : أن الله علل النهي عن القتل بالرحمة والرحمة تقتضي النهي عما يؤلم من ألجراحه التي لا تدعو لها حاجه أو ضرورة
وقوله تعالى( ولأمرنهم فلبتكن أذان الأنعام0000 ) الآية
فا لآية تدل على أن تغيير خلق الله يأمر به إبليس ولا يكون مشروعا 0
وهذا النوع من الجراحة فيه إيلام للنفس وتغيير لخلق الله معتادة من غير ضرورة ولا حاجه صحيحة يتعين هذا الأسلوب لتحقيقها 0

د) خرم إذن المرأة لتعليق الزينة :
هذا النوع من الجراحة مباح ومما يدل على ذلك
1) إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للعادة الموجودة عند العرب في الآذان والأنوف

من القواعد الفقهية :
- الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامه كانت أو خاصة
- العادة محكمه 0
ويلحق بهذا الجراحة الخفيفة إذا كانت فيها مصلحه ظاهره 0

ه) عمليات الوشم :
الوشم كلمه واحده تدل على تأثير في شي تزيين له ومنه وشم اليد 0

وهو محرم بنصوص كثيرة ( قلت إنا الناقل : لعلي اقتصر منها على )

- حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح البخاري (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ) 0

وفي هذا الزمان تفنن الأطباء في الوشم فلم يعد مقتصر على رسم الطيور والحيوانات بل أصبح الوشم يتم لتغطية بعض العيوب كوشم الحاجبين إذا زالت بسبب مرض أو حادث وكالوشم لتحديد الشفاه أو تلوينها أو تلوين الخدود ونحو ذلك 0
ولصراحة النصوص في تحريم الوشم فإنه عمل محرم ويلحق به كل ما هو في معناه من أنواع الوشم المستحدثة 0
والذي يظهر أن علة التحريم هي جرح البدن بقصد تغيير لونه بما لا يزول بالغسل 0
فكل جرح يقصد به تغيير لون بعض البدن بلون يبقى مدة طويلة فهو في معنا الوشم فيحرم 0
وعلى ذلك يدخل فيه
- تغيير لون الشفاه أو إطرافها بحقن ماده باقية لا تزول بسهوله 0
- وكذا حقن الخدود والوجنات تغير لونه بماده تدوم طويلا 0
- وكذا من وشمت حاجباها بعد تساقط الشعر يرى الباحث التحريم خلافا لمن رأى الجواز ( الشيخ صالح الفوزان – في رسالة دكتوراه حديثه – الجراحة التجميليه )
ولذا فالظاهر والراجح ما ذكره الباحث ( الشيخ عياض لقوة استدلاله )
ولا مناص عن التسليم والوقوف عند النص وعدم الوشم للتظاهر بوجود الحاجبين ولكن لو زرع مكان الحاجبين شعرا عن طريق زراعة الجلد فالظاهر جوازه لعدم النص على تحريمه بخلاف الوشم 0

 الجراحة لتغيير عضو لا عيب فيه بقصد التشبه بشخص أو طائفة :

وهذا النوع من ألجراحه انتشر في بلاد غير المسلمين ثم ما لبث أن انتقل إلى بلاد المسلمين0

حكم هذا النوع من العمليات الحرمة وذلك لما يلي :
1) أنها عبث بالجسم ومحاوله لتغيير خلقته دون هدف لامشروع0
2) أن هذه العمليات داخله في تغيير خلق الله الذي ورد النهي عنه في قوله تعالى حكاية عن إبليس ( ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ) تغيير خلق الله من غير هدف مشروع مما يأمر به الشيطان
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله )
3) أن هذه العمليات أولى بالمنع من الوشم والوشر المنصوص على تحريمهما فتقاس عليهما قياس اوليا0

وهذا النوع من الجراحه يبدو انه محل اتفاق بين فقهاء العصر بل كل من كتب في هذا الموضوع من الفقهاء حكم بتحريمه لوضوح أدلة التحريم0
قديم 18-06-2008, 07:01 AM
  #3
سفير الروح
قلم مبدع
 الصورة الرمزية سفير الروح
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 506
سفير الروح غير متصل  
 عمليات إخفاء كبر السن :

هذا النوع من العمليات يأتي في مرتبه متوسطه بين العمليات التي تجرى لتعديل خلل في العضو قديم أو طارئ و بين العمليات التي يقصد بها تعديل هيئه معتادة بقصد البحث عن تحسين الشكل أو مشابهة شخص معين 0

وقد رأيت بعض الفقهاء المعاصرين يحرم إجراء مثل تلك العمليات لكبار السن ويجيزها لمن هم اصغر سنا وبدت عليهم علامات الشيخوخة المبكرة 0

وقد تأملت هذا التفريق فوجدت أن هذا قد يكون مأخوذا مما قاله بعض الفقهاء في الصبغ بالسواد , حيث منعوه لكبار السن وأجازوه لصغار السن الذين لم تظهر عليهم العلامات الكبرى الأخرى 0

ثم تأملت في العلة التي اتكأ عليها من ادعى التحريم فإذا بها تدور بين التدليس والإسراف وإيلام النفس وكلها لا تصلح علل للتحريم في هذه العمليات 0

(قلت أنا الناقل: وقام الشيخ بالرد على كل إيراد على حده لو ذكرته لطال بنا الحديث ولكن لعلي اذكر ترجيح الشيخ عياض مباشره ولعلكم تعذروني )

قال الشيخ عياض : والذي يترجح لي في هذا النوع من الجراحات إنها على أقسام :

أ‌) أن تكون العملية المقصود بها الغش والتدليس على الخاطب أو على المخطوبه حينئذ تكون محرمه لكونها وسيله إلى الغش ويدل عليه القاعدة (( الأمور بمقاصدها))0
ب‌) أن يظهر للطبيب حاجة المريض إلى العملية بحيث أصبح جسمه مشوه وحالته تستدعي التدخل الجراحي ليؤدي العضو وظيفته الحيوية أو ألجماليه كما ينبغي
وهذه الحالة يترجح فيها الإباحة ويشهد لها من القواعد الفقهية ما يلي :
1) (( الضرر يزال )) كأن يلحقه إذا لم يجري العملية تفرق أسرته بطلاق أو تنفير الناس عنه أو الاستهانة به 0
2) (( الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة ))كأن يكون لديه لكبر سنه تشوه مثل نزول الجفن على العين أو تهدل الثديين أو تهدل الجلد لكبر أو مرض أو نحو ذلك

ج‌) ألا تظهر للطبيب حاجة المريض للعملية 0
وفي هذه الحالة فالظاهر عدم جواز ألجراحه 0
الدليل على ذلك :

1) أن هذه الحالة أولى بالتحريم من الوشم الذي ورد النص بتحريمه 0
2) أن جرح الإنسان نفسه غير جائز إلا لحاجه , وهنا انتفت الحاجه0
3) أن هذه العمليات تحتاج إلى كشف العورة في كثير من الأحيان ولا يجوز كشفها إلا لحاجه ظاهره0
4) أن تسمية هذه الجراحه تجميليه غير صادقه بل هي من العبث (( والعبرة بالمعاني لا بالألفاض والمباني)) 0
5) أن فيها تلاف للمال في وجه لا يسد به حاجه ولا يدفع به ضررا , وهذا من التبذير 0


 ألخاتمه:

أهم ما قاد إليه البحث من نتائج :
1) أن تنزيل الحكم الشرعي على كل واقعه يحتاج إلى معرفة مناط الحكم , والتأكد من تحققه في الواقعة نفسها , فالأول عمل الفقيه والثاني عمل الخبير أو الطبيب فلذا لابد من التكامل بين الاثنين 0
2) أن أصل التجمل ألا باحة 0
3) أن الجراحة لتعديل عيب ولد به الإنسان أو طرأ نتيجة مرض أو حادث أو نتيجة كبر سن أو غير ذلك جائز بشروط مذكورة في تضاعيف البحث 0
4) أن الو ضيفه الجمالية للعضو لا تقل أهميه عن الو ضيفه الحيوية فالخلل فيها يجوز تعديله بالجراحة التجميليه 0
5) أن الجراحة لتغيير شكل سوي معتاد يحكمه عاملان : الأول : نية الشخص الراغب في إجرائها 0
والثاني : ورود النص بمنعها أو إباحتها 0
6) كل جراحه يتوسل بها إلى غش أو تدليس أو إسقاط حق فهي محرمه 0 وكل جراحه دعت إليها الضرورة أو الحاجة المعتبرة فهي مباحة 0
7) وجوب العمل بالنصوص الواردة في عمليات التجميل من تحريم أو إباحة وان لا تترك إلا للضروره0
8) أن المرجع في حاجة الإنسان للعمليات الجراحية أو عدم حاجته هو الطبيب المختص العدل المرضي في دينه , فإذا قرر حاجة المريض إلى الجراحة التجميليه بعد معاينة حالته جاز إجراؤها0


وفي الختام اسأل الله أن ينفع بهذا الجهد ويجعله خالصا لوجهه الكريم والحمد لله أولا وأخرا , وصلى الله وسلم على نبينا واله وصحبه أجمعين 0



وأدعو الإخوة جميعا أن يبدو أي ملاحظه لهم أو استفسار يرد في أذهانهم و إذا رغب الأحبة أن أقوم باختصار ما تبقى من حلقات بحيث اكتب صورة الجراحة التجميليه وألحقها بحكمها مباشره مع إيراد علة الحكم إن وجد وكان لها( العلة) تأثير في الحكم فقط بدون ذكر أدله فلا بأس مع تخوفي من التسرع وعدم الفهم الجيد مع عدم وجود التفصيل المزيل للبس ولكم الخيار 0

وصيتي هي تقوى الله و دعائكم لأخيكم الشريف أبي محمد النجدي

أذكركم بعناوين الحلقات القادمة وهي :

- الضوابط الشرعية للعمليات التجميليه : د0 عبد السلام الشويعر و د0 هاني الجبير
- تجميل أعضاء الوجه أحكام وضوابط شرعيه : د0 يوسف الشبيلي و أ,د0 محمد النحيمي 0
- التقشير واستخدام الليزر أحكام وضوابط : الشيخ : محمد المنجد
- تحسين القوام وشفط الدهون والحقن الطبي ألتجميلي أحكام وضوابط شرعيه: د0عبدالعزيز بن فوزان الفوزان
- زراعة الشعر وإزالته أحكام وضوابط شرعيه : د0 سعد الخثلان و أ0د خالد المشيقح
- تجميل الثدي أحكام وضوابط : د0 عبدا لرحمن بن احمد الجرعي 0
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 PM.


images