
يرى علماء النفس أن ضغوط الحياة تلعب دور كبير في سلوكيات الرجل وعلى المرأة أن تتفهم ذلك وتحاول بالحب والمودة أن تصلح من سلوكيات زوجها وتدفعه نحو الصواب حيث يؤكد الدكتور سيد صبحي أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة حلوان وعضو منظمة الصحة العالمية : (( أن ضغوط الحياة وتطبيق مفهوم الحرية والسيادة بشكل خاطئ هو السبب الرئيسي في العديد من المشاكل الأسرية إضافة إلى ما يسمى بالتعويض فالزوج محمل بالأعباء والمسئوليات الكبيرة ويقابله الصعاب في العمل فأحيانا يقوم بعملية تعويض في المنزل نابعة من تصرفات لا شعورية تلعب فيها الزوجة دور كبير في بعض الأحيان دون إدراكها لهذا الدور )) .
ويضيف الدكتور سيد صبحي : (( الزوج محمل بالأعباء التي تجعله ينفث عنها في أي سلوك مرفوض داخل المنزل كما تتباين طبائع البشر وكذلك بين الأزواج فإذا تفهم كل منهم طبيعة الأخر تلاشت كل المشاكل ولن نجد هناك خلافا أسرية ... ومن هنا أناشد كل الشباب قبل الإقبال على الزواج أن يحرصوا على النقاش معا في طبائعهما ويتعرفا سويا على المبادئ الأساسية قبل الإقبال على الزواج ليعلم كل طرف طبائع الأخر وعلى كل طرف احتواء نظيره والالتزام بعدم التسبب في غضبه والعمل على راحته وعدم الإخلال بمسئوليته تجاهه وتجاه الأسرة ... ولا ننسى أن الحب يصنع المعجزات فإذ حاول كل طرف إسعاد الأخر تنتهي وتذوب أي مشكله لأنها لن تترك حتى تكبر وتشعل نار الغضب بل يحاول كل طرف إخماد غضب الطرف الأخر كما لا تنسى المرأة أنها عليها الدور الأكبر في الصبر والتحمل وكيفية إدارة بيتها إدارة صحيحة فإذا كان الزوج قائد السفينة فهي التي عليها الدفة وبدونها لا تستمر الحياة )) .
بينما يؤكد الدكتور أحمد المجدوب خبير علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية : (( أن النشأة والتربية هي البذرة الصالحة لتكوين مجتمع فاضل فالأسرة هي المعلم الأول لاكتساب كافة السلوكيات فإذا أصلحت صلحت الحياة الزوجية وأصبحت الأسرة غير قابلة للانهيار أو الانصهار مع الأفكار والعادات الغير صحيحة أما إذ لم تكن التنشئة متينة في الصغر فسوف تؤثر عليهما أي عادات أو أخلاقيات موجودة ببيئة المجتمع وهذا ما يحدث عندما ينفلت الشباب الذين هم أزواج الغد مع رفقاء السوء وخليط من مجتمع الفساد فكيف تصلح الزوجة ما أفسدته البيئة والنشأة كما أن الخطأ لا تتحمله الأسرة لوحدها بل المدرسة والجامعة لهما دور كبير في توجيه الشباب وإذا انعدم دورهما في تعليم السلوكيات الحميدة فلا تنتظر خيرا )) .
وأضاف المجدوب : (( لابد من وضع استراتيجية عامة للوقاية من السلوكيات الخاطئة لكل من الزوجين وليس الزوج فقط وعلى الإعلام أن يتحمل العبء الأكبر في الترويج لذلك وبالنسبة لعادة التدخين لابد العمل على استصدار تشريع يلزم شركات السجائر أن تتحمل نفقات علاج المرضى الذين يصابون بأمراض ناتجة عن التدخين وتقديم التعويضات اللازمة لأسرهم وكذلك توعية الأزواج بالإعلام المسموع والمرئي عن واجبات الزوج تجاه أسرته وكيف أن الحياة مشتركة فيما بينهما إلى نهاية العمر فالزوج لابد أن يكون الصدر الذي يتسع لزوجته دائما وليس مصدر متاعب لها وإنما هو الذي يحتويها لتسير الحياة بهدوء ودون مشاكل كما على الزوجة أن لا تيئس من تقويم سلوك زوجها وتدفعه للأفضل بطريقة حسنة وبالترغيب حتى يستطيعان تنشئة أجيال قادرة على تحمل المسئولية وسوف تنتهي أي مشكلة بينهما لأن القواعد قد وضعت وتم البناء على أساس متين )) .
وشكررااا