يسم الله الرحمن الرحيم


رغب الإسلام في تحسين الأسماء ، للذكور والإناث من الأبناء ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء أبائكم فحسنوا أسمائكم ) . رواه أبوداود,وابن حبان في صحيحه .

وبعضنا يسمي على غير نسق ، ويطلق الأسماء كيفما اتفق ، من غير تحرِ للعذب الجميل ، ولا تحرز عن القبيح التأويل .

وقد تشكلت لدي فلسفة خاصة ، وأفكار متراصة ، فرأيت أن هناك ميزات يستحسن مراعاتها ، وعيوبا ينبغي تجنبها .

فيستحسن بعض الأمور ، في تسمية الإناث والذكور ، منها :

1-أن يكون اسم المولود نادر الوجود : وهذا مما يجعله وحيدا في زمانه ، فريدا بين أقرانه ، لأن الشيء متى كان نادرا كان عزيزا ، وذلك مدعاة للإعجاب بالاسم والاعتزاز به ،
والحمد لله أن والدي - حفظه الله - قد سماني حسان ولا أعرف أحدا يشاركني هذا الاسم إلا حسان بن ثابت ، كما أن في تميز اسم البكر تميز للكنية فعندما يقال أبو حسان - في محيط العائلة والأصدقاء- يتعين المقصود أكثر من أبي أحمد وأبي علي ، فحظهما وفير ، ونظائرهما كثير .

2- أن يكون العلم من غير أسماء العجم : وهذه نقطة مهمة - في نظري - فأنا ضد أن يسمى بغير أسماء العربية وإن كان الاسم حسنا في النطق ، نحو ( ميدو ، وروز ، وسيدرا ) ونحوها مما ليس له أصل في العربية . ومادام أن الأبوين عربيان فما الحاجة للجوء للغة الأجنبية طالما أن اللغة العربية الأصيلة تحفل بالعديد والعديد من الأسماء ذات الحسن واللطافة .

3- ومما يزيد في المزية التجانس في أسماء الرعية : فجميل أن تناغم في أسماء أبنائك وتجانس بينها فعندما يسألك أحد عن أبنائك تقول مثلا : أبنائي هم : ( فراس وإياس وإناس ) أو ( زياد وإياد وسعاد ) فلهذا التناغم من الجمال ما هو بيّن واضح ، ومن غير المحبذ أن تشرّق وتغرّب في الأسماء من مثل : علي وناصر ومحمود من غير تنغيم وبلا تنظيم . وقد اتفقت مع زوجتي - أسأل الله أن يتم حملها بيسر وسلامة - أن تكون أسماء أبنائنا على هذه الوتيرة :

عصام ، وهشام ، ووسام ، وسهام ، ووئام . >> ما رأيكم ؟

4- ومن المستحسن ألا تدل أسماء الرجال على معاني الرقة والنعومة نحو : ( ناعم ، ورهيف ، ونسيم) ولا أسماء النساء على معاني القوة والصلابة ، نحو ( صارمة ، وغازية ).

ويسمي الألباب ببعض ما يعاب ، ومن ذلك :

1- أن يسمى البنون بأسماء أهل الفنون : كالتسمية بأسماء المطربين والممثلين ، والأعجب من ذلك التسمية بأسماء الأندية الرياضية !! ومن غريب ما سمعت أن أحدهم قد سمى ابنه ( شباب )
وهو على اسم أحد الأندية الرياضية >> بالمناسبة أنا شبابي لكن ذلك لا يسوغ أبدا أن أسمي ابني كذلك!!


2- الأسماء القديمة أو الشائعة المستديمة : من مثل : ( رداد ، وبخيت ، وحصة ، ومنيرة ، ووضحة ) أعتقد ياإخوة أن زمن هذه الأسماء أدبر ومضى ، وولى وانقضى ، والتراث كلنا يعتز به ، لكن ذاك زمان وهذا زمان .
ومن غير المحمود أيضا الأسماء التي يكثر تداولها وهي أكثر من أن يمثل بها . والأجمل - في نظري - هو النادر الثمين الذي ليس له قرين .

3- تسمية البكور بما يشترك فيه الإناث والذكور : من العيوب في تسمية الابن البكر أن يكون غير واضح الدلالة على جنس الولد ، كالأسماء المشتركة بين الجنسين ، مثل : ( رزان ، ووسام ) لأن البكر به تعتبر الكنية ، وبه يخاطب الرجال وكذلك النساء ، ومن ثم كان من الضروري أن تكون ماهية الكنية واضحة .

4- التسمية بسيء السمات من البهائم والحيات : نحو ( ماعز ، وحنش ، وجربوع وتصغيره حريبيع ) .

5- التسمية بأسماء السباع مصغرة والعدول عنها مكبرة : نحو ( نمير ، وفهيد ) لأن التصغير فيه معنى التقليل ، فإن سميت ( فهد ) فذاك حسن ، لأن فيه معنى السرعة والقوة ، أما ( فهيد ) ففيه إشارة إلى أنه لم يصل لمنزلة الفهد وفي ذلك نقص وتقليل .

6- تسمية الأبناء بأسماء الآباء : وقد تكون هذه النقطة محل جدل مع إخوتي الأعضاء ، لكنني رأيت أن هذه النقطة سلبية من وجوه :

1- إصرار الزوج على التسمية بأحد والديه يؤدي إلى إسقاط حق الزوجة في المشاركة في اختيار الاسم وهي التي تكبدت المتاعب وتحملت الآلام فمن غير العدل ألا تشارك في أبسط الحقوق وهو اختيار الاسم .

2- أكثر أسماء آبائنا من النوع القديم الموغل في القدم مما قد فات زمانه وانتهى أوانه ، واختيار الاسم الحسن من حق الابن على والديه وفي الأسماء القديمة ما يجعل هذا الابن يتعقد من اسمه ويخجل منه .

أعرف شخصا لن أفصح عن اسمه الحقيقي إنما اسمه على طريقة سالم علي ناصر سالم علي ناصر >> لم يخرجوا عن هذه السنة منذ أيام الملك عبدالعزيز فكل يسمي على اسم أبيه ولا يعرفون من الأسماء غير هذه الثلاثة .

نعترف بفضل آبائنا علينا ونقر بحقوقهم علينا لكن للأبناء أيضا حق علينا وعدم التسمية لا يعني عدم البر ووسائل البر كثيرة متنوعة .


هذه فلسفتي في التسمية ، ويسعدني تقبل أرائكم


وآسف على الإطالة ..


إلى اللقاء

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!

جزاك الله خيراً اخي شاطئ المحبة...

و على قولتهم من طول الغيبات جاب الغنايم..
ولا ادري قد يكون هذا الموضوع بشارة منك ..او خبراً مفرح من طرفك..

فعلاً موضوع في محله ..و اغلب الجدل يكون بسببه ..و خصوصاً تسمية المولود على اسم والد الزوج..

انا فعلاً لا ارى ما الهدف...فإذا كان من ناحية البر ..فالبر له نواح ٍ عدة..

و ارى ان يكون اسم الطفل مميزاً..و والد الطفل و والدته عندما ينادونهم باسم ابوفلان..فسيعرفون..من المقصود..فبينما لو سمى جميع الابناء على اسم ابيهم ..فلنفترض ان اسمه احمد...يصبح الكل ابو احمد و ام احمد.. فالبنسبة لي اراه من التقاليد التي لا لزوم لها

و لا ننسى انه علينا بر ابنائنا باختيار افضل الاسماء لهم..

بارك الله فيك اخي حسان..وعوداً حميداً...
و عيد اضحى مبارك..اعاده الله علينا و عليكم بالخير و المسرات..

__________________
اللهم احفظ اخي و ارفع عنه..و اكشف ضره..و اعده الينا سالماً معافى..عاجلاً غير آجل..

و احفظ اهل بيتي من كل سوء...

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث..
حسبي الله و نعم الوكيل..
لا تنسونا من الدعاء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حيّــاك الله أخي الفاضل وبارك الله فيك على هذا العرض الطيب


وجعله الله في ميزان حسناتك

__________________

عزيزي شاطئ المحبة ..
سلام عليك ورحمة الله وبركاته ..

موضوعك جميل .. والأجمل هو من كتبه .. والأجمل مشاركتي في الموضوع ..

عزيزي لي استدراك بسيط على الموضوع وهو من باب الغيرة على محبوبتي ومعشوقتي والمتيم أنا بها (( اللغة العربية ))..

فقولكم :




يا حبيبي ما ذكرته من أن التصغير في اللغة يدل على التقليل .. أقول لك : جانبت الصواب فيه ..
بل إن التصغير في اللغة يأتي على معان عدة منها :
1- التقليل .
2- التحقير .
3- التمليح .

أحببت أن أوضح هذه النقظة

ولعل من أجمل هذه المعاني هو معنى التمليح في التصغير ولعل هذا الأمر معروفا عند عامة الناس ..
ألا ترى الناس أن لكل مولود عندهم اسمين ..
الأول : حقيقي .
والثاني : مجازي . ومرادهم في ذلك التمليح ..

خذ هذا مثالاً :
أنفال >>>>>>>> نفول .
سمر >>>>>>>> سمور أو سمورة .
عبد المحسن >>> محيسن .
نوره >>>> >>>> نويـر .


وقد يكون الإسم مصغراً وهو حقيقي أيضاً مثل ما ذكرت ..
فهد >>> فهيد
عبد الله >>> عبيد الله
خالد >>>> خويلد


ودمت بود يا صاحبي ..
وأشكرك مقدماً على تقبل رأيي

__________________
قال ابن القيم - رحمه الله -

" ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة و الخاصة ... "

إلى أن قال رحمه الله :

" ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية قبل الدين لكانوا أشد شيئ منعا لذلك .. "

كتاب الطرق الحكمية 324 - 326.

حياك الله أختي الكريمة ..

قد أصبت عندما ذكرت بأن هناك من الإخوة من يسمون البكر مجتمعين على اسم أبيهم .. وأعرف بعضا منهم

المشكلة أن هؤلاء الأحفاد - الذين بأسماء جدهم - بنفس السن وعندما يكبرون ويلعبون وينادى عليهم سيلتفتون جميعا كل سيحسب أن النداء له

أشكرك لطيب مرورك .. وما لدي من خبر سعيد ذكرته في ثنايا موضوعي .. نسأل الله التيسير والتمام

شكرا لك.. وكل عام وأنتم بخير

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا أهلا بأخي منادي 28

وبارك فيك أخي الكريم وأشكر لك حضورك

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!

أهلا بمن يشاركني حب اللغة ويشاطرني عشقها ..

أخي الفاضل ... أنا مدرك لفروغ التصغير من حيث الدلالة ..

وأرى أن من يسمي بما يوحي بالقوة مصغرا نحو ( نمير وفهيد ) فقد أساء من حيث لا يشعر ..

وأرى أن التسمية بالتصغير فاسد من وجهين :

فأما الأول : أن قصد التمليح من التصغير إنما يتحقق بوجود التكبير ، كأن ترى طفلا اسمه فهد فتدعوه فهيد من باب التلطف والتمليح .فهنا رأينا التصغير كان في وجود الأصل الحقيقي وهو كون اسمه ( فهد ) وأنت بنفسك قلت يكون للشخص اسمين ، فإن سميت بفهيد ابتداء فأين اسم التمليح الأخر ؟

والوجه الثاني : أننا لو سلمنا بقصد التلطف والتمليح من غير وجود الأصل ( وهو الاسم الأول المكبر ) فإن في هذا الاسم معنى الملاطفة وقد ذكرت في متن موضوعي أن الرجل لا تليق به أسماء الرقة والنعومة ومن ضمنها أسماء الملاطفة . ونحن نقبل أن ندلـله في صغره فندعوه فهيد تلطفا، لكن هل يستساغ ذلك عندما يصير فتيا أو شيخا قد جاوز الستين ؟

ومن أجل ذلك ذكرت أنني لا أحبذ الأسماء مصغرة ، وعبرت في ذلك عن وجهة نظر شخصية محضة .

سعدت كثيرا بمحاورتك أخي الكريم ، وسعدت أكثر عندما تلمست فيك الغيرة على لغتك .
شكرا جزيلا لك .

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!