صناعة العظمة او عظمة الشهوة
بســـم الله الرحمن الرحيــــم
أخي الحبيب أختي الكريمة
ان السيطرة على الشهوة آمر لايصل اليه الا العظماء واصحاب الهمم العالية و الانفس التواقة
وكلما سما الانسان بنفسه كلما ابتعد عن شهواته والعكس
لان الشهوه تورث الوهن في القلب وتضعف الهمة فهي عدوة العظماء وحبيبة الوضعاء
يذكر ان احد الملوك مر بأحد الشيوخ الفقراء فناداه فلم يجبه ثم ناداه فلم يجبه
فغضب الملك وقال له كيف لاترد علي وانا الملك فقال له وكيف تكون الملك وانت عبد لعبيدي
فغضب الملك وقال كيف اكون عبد لعبيدك ايها الفقير
قال هي شهواتك أسياد عندك وعبيد عندي
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
اعلم
ان الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة
فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً
وإما أن تقطع لذة أكمل منها
وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة
وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه
وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه
وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه
وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة
وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك
وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة
وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة
وإما أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة
وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول
فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق
واعلم
ان القلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إليه أرقها، وأصلبها، وأصفاها
و القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها
فخرابُ القلب من الأمن والغفلة، وعمارتُه من الخشية والذكر
ومن وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق
فالقلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة
وجلاؤه بالذكر
__________________
ربي أن عظمت ذنوبي كثرة . . . فلقد علمت بأن عفوك أعظم