تعرفت عليه منذ اقل من عامين بعد وحدة سنوات وسنوات وبعد وحشة عاطفية وغربة قاسية
فكان تماما مثل الحلم الذي بدأ اخيراً يتحقق
وحدتي وغربتي ليست لاني لا اجد احد حولي
ولكن لاني لم اجده هو بالتحديد ، هو بافكاره، بتناقضاته ،
هو بما يحب وبما يكره ، هو بعيوبه وحسناته ، هو بما يؤمن به وبما يلعن
سنوات طويلة مضت من عمري قبله لم اعرف ماذا يعني ان تلتقي بمن يقدس كل ما تحلم به ومن يحترم ما تفكر به وكيف تفكر حتى التقيت به
شعرت لاول مرة بمعنى الفرح الحقيقي ، تلك الفرحة التي تغمرك فقط لانك معه
فقط لانك تشكو له
لانك تضحك معه وتبكي معه
ك
ان يرتاح معي كما ارتاح معه
يشتاق لي كما اشتاق له
لكنه لم يكن يرى نفسه معي كما لا ارى نفسي الا معه قريبه من روحه
لم اكن افهم الاسباب في البداية واخذت الشهور الطويلة حتى استطعت استيعابها وليس تقبلها
كان صعبا جدا ان اتقبل فكرة ان اتركه
واذا تركته فمع من ساتحدث عن هواياتي
عن احلامي
عن ما اقرأ
عن ما احب
عن ما اكره
ما يضحكني
ما يبكيني
ستقولون وهل لا يوجد غيره لتحكي له
اقول لكم بالنسبة لي نعم
ببساطة لان اهتماماتي وما احلم به وما احب وما اكره غالبا ما تكون مجرد مثاليات او خيالات او تفاهات ربما
عند معظم من قد تتاح لي الفرصة للحديث معهم
كان الاول والاخير والوحيد الذي ينظر للامور كما انظر لها
الوحيد الذي يقدر ما افعل ويتفهم مشاعري مهما كانت تجاه اي شي
والوحيد الذي يشاركني نفس الرأي غالبا في كثير من المسائل
والوحيد الذي قد اتحدث معه الساعات الطوال يوميا ولا امل من الحديث معه ولا استطيع الانتهاء من كل ما
اريد قوله
الحديث معه متعة لان كل ما اتحمس له اتفاجأ انه متحمس له
كل ما احبه اتفاجأ انه يعشقه
وكل ما اكره تسكن نفسي الطمئنية لاني ارى من يشاركني ذلك البغض!!!!
قبل ان اتعرف عليه لم اكن اعرف في حياتي سوى اخواتي وصديقة او صديقتين لا تربطني بهما سوى
اهتمامات من نظري سطحية وبنظرهم هي كل شي
نفس الشي مع اخوتي المختلفين عني والذين لم اجد مع اي منهم اي مساحة لاشاركهم كل ما شاركته به
اما والداي فهما كأي اب وام شرقيين لا اجد منهم غير الحنان حتى وان كنت بنظرهم مخطئة ولم اجد المشاركة والتفهم والصداقة التي افتقدها طيلة عمري
حاله لم يكن مثل حالي فهو وجد خلال مسيرة حياته الكثير من الاصدقاء الذين شاركوه الكثير بحياته فكنت احدهم واشعر اني من الاهم بينهم ان لم اكن الاقرب له على الاطلاق
انسانيته ، طموحه ، ارائه ، ذكائه ، طيبته ، رقته ، واقعيته والطفل الذي داخله كلها اشياء احببتها فيه ولن انساها ابدا
قوة الشبه بيني وبينه وما نتشاركه من اشياء جعلني اراه بمنظور قد يصعب على الكثيرين ان يتقبله
ربما فيه انانية لكنها انانية الحب
فلم اعد قادرة على تركه لنفسه او لاي احد غيري
واصبحت اشعر وكأني لا شئ بدونه
وانه ان لم يكن سعيد وكما احلم ان يكون فلن اكون انا كما احلم واتمنى ان اكون
دون ان اشعر ربطت كل شي جميل بداخلي به وبمستقبله وبتقلباته واهوائه
حدث ارتباط قوي بين ما اتمنى وبين احلامه
بين احلامي ومستقبله
فاصبح نجاحه ملكا لي بطريقة لا افهمها
واصبح حزنه هما وكبد يتملكني حتى يزول همه
لم اضحك بحياتي كما ضحكت وهو معي
ولا اتذكر الفرحة بتفاصيلها الا بتفاصيل ذكرياتي معه
بعد هذا كله اصحى فجأءة على الحقيقة التي لا تعترف بما يجمعني به قد اعترافها بما يبعدني عنه
ولهول وقعها وقوتها تلك الحقيقة التي اكرهها اصبحت لا اشك بالحقيقة الاكثر إلاماً وهي انه يجب وباسرع وقت ان ابتعد عنه
وقصتي مع الابتعاد كانت اطول من قصتي مع البقاء معه
فكانت القصة كمن يلعب بحبل مطاطي ليقطعه للابد فيبتعد ليعود وبقوة دون قطع ولكن مع جروح هنا وهناك
حاولت الابتعاد وكنت انسى الكثير في كل مرة لافرح ويأتيني الامل ان الحياة بدونه ممكنه لاتفاجأ في اول موقف ان لا احد مثله ومن الصعب ان اجد من يحل محله في نفسي
فاعود افكر به بقوة الماضي مع جرعة مضاعفة من الحاجة اليه
هذه المرة في رحلة ابتعادي عنه ركبت مركب مختلف تماما
انه المركب الذي يأخذني في رحلة الا عودة
فانا تدريجيا وبكل قسوة اقطع خيوط الوصل بيني وبينه
فانا استخدم كل ما يمكن ان يساعدني في ان لا اعود الى ما ليس لي
فانا ارسم امرا واقعا جديدا في حياتي يجعل العودة مستحيلة بل ومحرمة
ونجحت جديا لاول مرة حيث اني لا اشاركه بكثير مما يحدث معي
واصبحت امتلك القوة ان اخفي عنه ما اشعر
اصبحت لا احدثه ولا اشاركه افراحي ولا احزاني ولا اهتماماتي
بل اني حددت له موعدا اخيرا بعده لن يسمع مني ابدا اتمنى ان يأتي ذلك الوقت وانا قادرة تماما على العيش بدونه وللابد
اكتب لكم اليوم بعد ان اغرقت دموعي وسادتي وتركت اثارها على وجنتاي
بعد يأست ان اعود كما كنت قبل ان اعرفه
فانا الان لا ارى اي فرحة حولي
لا اشعر برغبة بالحياة
ارى كل شي بدونه لا طعم له
لا لون له
ارى كل من حولي سطحين لا احد بعمق تفكيره
لا احد بانسانيته
لا احد بحنانه
لا احد يشبهني مثله
ولن يفهمني احد مثل ما فهمني وقدر كل ما كنت افعله واحلم به
صعب ان نجد من يقاسمنا كل شي في هذه الحياة ، الافكار ، الاحلام ، الافراح والاحزان ، الايمان و الخطايا
والاصعب عندما تفقده بعد ان تجده
انا في حالة صعبة جدا اتذكره بكل شي حولي
ولا يهون علي هذه الايام سوى اخباره السارة ونجاحاته المستمرة لولا هذا لكنت انتهيت
استحلفكم بالله من لديه طريقة تجعلني انساه وارتاح ان يسعفني بها
من لديه خبرة او فكرة لانسى فليساعدني قد تكون انت سبب في سعادة انسانة اقسم انها لم تتعمد الاذية لاي انسان او حتى حيوان في حياتها
ساعدوني لانسى من هو جزء مني ليس بالهوى فقط ولكن بالفكر والروح والاحلام وكل شي
اتمنى على كل من يكتب ان يحترم مشاعري فهي طاهرة ونقية وعلاقتي به لم تخرج ابدا عن اي حدود اخلاقية او عرفية
بل انها كانت سببا لتوجيه كل منا الى طرق صحيحة نسلكها في الحياة يرضي الله عنها وكل عاقل في هذا العالم