خيط رفيع على وشك الانقطاع _ خطورة الطلاق
--------------------------------------------------------------------------------
إن أكثر ما يحتاج إليه في الحياة الزوجية هو:
المودة: وتعني الحب والود والتآلف والتآزر والرحمة: وتعني التعاون والتفاهم والتنازل عن بعض الحقوق، والرفق واللين والصبر والحنو والدنو والإيثار وكل ما تحمله هاتان الكلمتان من ظلال ومعاني.
وإذا علمت الزوجة وإذا علم الزوج أن من أعظم أعمال إبليس والتي تفرغ لأجلها وجمع أعوانه لها هي التحريش بين المؤمنين وللإيقاع بين الرجل وزوجته، ليس ألفًا بل آلاف المرات قبل الطلاق.
فقد أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ' إن إبليس ينصب عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه من الناس فأقربهم منه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتي أحدهم فيقول: ما زلتُ به حتى زنى، فيقول إبليس: ما فعلت شيئًا سيتوب، ويقول آخر: ما زلتُ به حتى فرقت بينه وبين أهله، فيهنئه ويلتزمه ويقول نعم أنت، نعم أنت'. [رواه مسلم] ويلتزمه: يعني يحتضنه ويقربه.
عزيزتي الزوجة المسلمة:
أقول الزوجة لأن الأمر حقيقة بيد المرأة إن رغبت أرادت وإن سخطت أطاحت، فإليك بعض الأمور التي قد تجنبك الطلاق والوقوع في الكارثة:
1ـ تقوى الله ، احفظي الله يحفظك، وابحثي عن رضا الله واتخذي من طاعة زوجك في المعروف طريقًا لرضا ربك قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء:34] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة'. [رواه أحمد].
وفي الحديث 'ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله' [رواه أبو داود والنسائي].
2ـ لمن القوامة في البيت ؟ إذا علمت أن الزوج في الأسرة هو القائد الموجه وهو القوام وهو ربان السفينة أراحت واستراحت قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34].
وهذا لا ينفي دورك وعملك في الأسرة فأنت مسؤولة عما استرعاك الله ' فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ' وإذا فهمت ذلك تكون العلاقة بين الزوجين علاقة تكاملية كل يكلم الآخر وليست صراعًا وتفاضلاً.
3ـ سرك في دمك، فلا تطلعي أحدًا على أسرارك ولا تشتكي واتركي الصورة المثالية للحياة الزوجية لتتعاملي مع الواقع الحقيقي.
4ـ التحمل والصبر والتغاضي عن الأخطاء والتفاهات.
5ـ حسن معاملة أهل الزوج من حسن عشرتك لزوجتك 'والبر لا يبلى'.
6ـ مصطلحات الكبرياء والعناد والتحدي مهلكة لصاحبتها وربما تكون من أهم أسباب الطلاق.
7ـ الحوار الهادئ والمصارحة حول الأمور التي تسبب الخلاف.
8ـ صغائر الأمور قد تفسد الحياة الزوجية[1]:
* هيئ لبيتك مناخًا عاطفيًا إيجابيًا.
* تذكر تقديرك لشريك حياتك يعينك على متاعب الحياة.
* تقبل شجار الأولاد.
* اجعل من المرح ملاذًا من الغضب وقد قال رسولنا الكريم 'إياك والغضب'.
* أخبر من حولك بحبك لهم.
* لا بأس من الانسجام السلمي.
* لا تجعل أمر المال يحزنك.
* قدر أصهارك.
* توقف عن الشكوى من عبء العمل الذي تتحمله.
* تكلم برقة وهدوء.
* عامل أفراد أسرتك كما لو كنت تراهم لآخر مرة فكيف تكون مشاعرك تجاه من تحب وكيف يكون حالك ومعاملتك لهم ؟ أترك الإجابة لك عزيزي القارئ.
وأخيرًا أطلب منك عزيزتي الزوجة واجب عملي وهو أن تحفظي وصية الأم الأعرابية لابنتها فهي كنز من الكنوز وسأتركك تبحثين عنها وتذاكريها وحاولي جاهدة جعلها مجسدة في شخصيتك وفي واقعك الحياتي اليومي فالسعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه والحياة الزوجية فن والتعامل مع الخلافات الزوجية فن وعليك تعلم هذه الفنون وأعلمي أن الزوج رزقٌ، وكذلك بالنسبة للرجل فالزوجة رزق وعلى كليهما ان يحافظ على رزقه
--------------------------------------------------------------------------------