السعادة ليست في الوصول للهدف الذي أنت تسعى للوصول إليه ... بل إن كل لحظة في حياتك هي متعة ، وقد تزداد أحيانا وقد تنقص ... ولكن المهم أن نعلم أنها في القلب وليست في يد أي مخلوق يتحكم بهاااااا
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى عن حال شيخ الإسلام ابن تيميّة في الوابل الصيب ص٥٩
قال لي مرة : مايصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري — يعني بذلك إيمانه وعلمه أوالكتاب والسنّة — أين رحت فهي معي لا تفارقني .... إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدى سياحة , وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بدلت لهم ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندى شكر هذه النعمة أو قال : ماجزيتهم على ما سببوا لي فيه من الخير .
وكان يقول في سجوده وهو محبوس : اللهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ماشاء الله — يعنى يكرر ذلك كثيرا–.
وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه .
- أجمع الحكماء والفلاسفة على أن السعادة في العطاء وليست في الأخذ تأملوا لهذين الحديثين ....
قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل). صحيح السلسلة الصحيحة 906
قال صلى الله عليه وسلم : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار)
فأين من تبحث عن وظيفة فإن وجدت فقد تنسى أنها تخدم الناس ولله الفضل ... ومن لم تجد أصبحت في قلق وهم وضياع للعمر ولعن للحكومة وللمسؤولين عن الوظائف وتنسى أو تتناسى أن الأعمال التطوعية فيها السعادة ولو لم تأخذ عليه مقابل
ليست السعادة في المال فقط ... سأل الملياردير الأمريكي وهو من أكبر أثرياء العالم عن السعادة فقال إني لا أعرف هذه الكلمة ...!!!
أنسى الماضي بسلبياته ,, حتى لا يفسد مـــســـتــقــبــلك
س : إلى متى هذا الهم سيستمر ..؟؟
فإن كان إلى وقت قريب ثم سينتهي .. فالحمد لله ولنتأكد أن الهم والقلق لن يقدم أو يؤخر في حل المشكلة ..
وإن كان إلى وقت بعيد أو أنه قد لا يزول أبداً ... فالحمد لله والهم والقلق لن يقدم أو يؤخر فيها شيئاً ...
إذن فالقلق والهم والغم – الذي يمكن ردّه وطرده – لن يفيد فلماذا الإصرار على الترحيب به والتلذذ بالعذاب شعرنا أو لم نشعر ...!!!
س : هل أوجدنا الله في هذه الحياة من أن أجل أن يعذبنا أو ينتقم منّا ...!!!
بالتأكيد أن هذا محال ...
فلنعلم أن هذه المصائب لا تقع علينا إلا لأنها تمحيص وتخفيف وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة
تمرين عملي مهم جدا ..
أجلسي في مكان هاااااادئ وتخيّلي – أرجوك لا تضحكين على هالفكرة – نعم تخيلي وأنت مغمضة عينيك أنك مسرورة وسعيدة ومبتسمة <<< ستجدين هذا الشعور الجميل يملأ جوانحك ... وليس شرطاً أن هذا التمرين سيحل المشكلة ولكن سيجعلك ترتاحين من قلقها مع وجودها ( وهي الفكرة التي تقوم عليها الحرية النفسية eft
أعلّل النفس بالآمال أرقبها..................ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ<<< الأمل هنا خيال وبالمستقبل
أن المهموم حين يصاب بالهم فالله قد إبتلاه ... ومادام الهم في نفس هذا المهموم فالله قد أكرمه بأن جعل الأجر مستمر وعدّاد الحسنات لا يقف مادام المبتلى صابرا محتسباً
قاعدة مهمة جدا ....
ما يعتقدهـ الأخرين عنـــك .. لا عــــلاقة لك بـــه
لنتأمّل هذه النصوص ...
قال النبي محمد ( ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ... ) فأين المهموم عن فهم هذه الكلمات حين يقولها ...!!!
قال الله تعالى ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) أليس هذا الهم والقلق بسبب الإنسان جنى به على نفسه قال تعالى ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً * مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) [النساء:78-79].
الله يصيب الأنبياء بالهم والحزن ومع هذا يصبرون ... فكيف بك أنت أيها الضعيف ...أسمع إلى يعقوب حين قال (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)...)
- حين يعيش المبتلى في وسط المشكلة ويفكر فيها دائماً فالحل هو كسر الحالة التي يعيشها وتغيير وضعه إما برياضة أو مشي أو ذكر أو ... فأكثر الذين ينتحرون في آخر الليل لأنهم لم يجدوا من يكسر حالتهم السيئة فأتبعوا أنفسهم هواها . وهو سبب من أسباب سؤال الله لموسى ( وما تلك بيمينك يا موسى ) حتى يكسر حالة القلق الذي أصابه والخوف الذي ملأ قلبه .
قال الله تعالى (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) فلنبعد عن تفكيرنا أن الله سينعّمنا بالدنيا ثم يدخلنا الجنة ولكن لابد من الإبتلاء .
فقد روى البخاري حديثاً صحيحاً يقول فيه الرسول صلى لله عليه و سلم:" من يرد الله به خيراً يصب منه"
قال الله تعالى ( إن الإنسان خلق هلوعا ....... ) ليس شرطاً أن نكون مثل الناس في تلقي الهموم والترحيب بها والعيش بداخلها ، فالله وضع الحل وهو الصلاة ... ولكن أكثر الناس لا يعلمون
معلومات لم ولن أنساها ….
أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحزن ويقلق ولكنه كان يحاربها ويصدّها … مع أنها قد تغلبه وتكون أقوى منه كما في حادثة خروجه من الطائف وكان مغموما فلم يفق إلا في قرن الثعالب …
وأنه في العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب وزوجته خديجة .. سمي عام الحزن
وأظن أن هذا لم يكن مقبولاً عند النبي محمد بل غالب حياته فرح وتبسّم وحب للنفس …
أخيرا ....
إذا لم تستفيدي من كل هذه الكلمات فالآن تأكدت أنك عضوة ترغبين بالهم والقلق ولا تريدين التغيير .... ومثل هؤلاء لا يمكن أن يوجد لهم حل .
لنتأمّل هذا الحديث العظيم ....
عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعهاالرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت، يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي، فقال ما شئت، قال: قلت الربع، قال: ما شئت،فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت فالثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت أجعل لك صلاتي كلها، قال إذن تكفى همك ويغفر ذنبك، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح
التعديل الأخير تم بواسطة وردة بين الثلوج ; 20-02-2010 الساعة 02:09 PM