السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام
بعد أن اطلعت على مواضيعكم المميزة في هذا المنتدى
ترددت كثيرا في كتابة موضوعي هذا لكني قررت أخيرا أن أكتب وتشجعت أكثر عندما قرأت كلاما للمنفلوطي يقول فيه وهو كاتب معروف وأديب مشهور يقول ( “… أني ما كنت احمل نفسي على الكتابة حملا, ولا أجلس إلى منضدتي مطرقاً مفكراً: ماذا أكتب اليوم؟ , وأي الموضوعات أعجب وأغرب وألذ وأشوق , وأيها أعلق بالنفوس , وألصق بالقلوب؟ بل كنت أرى فأفكر فأكتب فأنشر ما أكتب فأرضي الناس مرة وأسخطهم أخرى من حيث لا أتعمد سخطهم ولا أتطلب رضاهم...")
لذلك أحببت أن أشارك بموضوعي الأول لن أقول أنه موضوع بل هو فكرة خطرت في النفس فأحببت مشاركتكم فيها ولكم مني كل الشكر .
دخلت إلى غرفة أمها لتنظفها وبينما كانت ترتب أحد الأدراج وجدت علبة مكياج قديمة قد أكل الدهر عليها وشرب فخطرت لها فكرة جهنمية ؟!!!!!!
أحضرت وعاء صغيرا وخلطت فيه ألوان الظلال التي كانت في العلبة فتحول لونها مجتمعا إلى السواد
وبدأت تدهن وجهها بهذا الخليط فتحولت من فتاة بيضاء إلى فتاة إفريقية سوداء ومما زاد الطين بلة أن عيناها الزرقاوان قد ظهر لونهما بشدة بسبب السواد في الوجه فأصبح شكلها مخيفا للغاية .
ضحكت بشدة وقالت في نفسها( ترى ماذا سيفعل أخوتي الصغار عندما يرونني ؟!!!!)
لبست غطاء الصلاة الأبيض الخاص بأمها وخرجت
غطت وجهها بالغطاء وذهبت إلى غرفة الجلوس حيث كان يجلس أخوتها الصغار طبعا أمها لم تكن موجودة في البيت لذلك تحمست أكثر
في اللحظة التي دخلت فيها إلى الغرفة نزعت الغطاء عن وجهها وهجمت على إخواتها وبدأت ترعبهم 
بدأ أخوتها بالصراخ والتراكض من مكان إلى آخر وهي تجري ورائهم وتضحك عليهم
فر أخوتها إلى غرفة نومهم وأقفلوا الباب وبدؤا بالصراخ والبكاء لكن في النهاية بعد أن أقسمت لهم بأغلظ الأيمان أنها أختهم فتحوا لها الباب وانهالوا عليها ضربا وهي تضحك من كل قلبها على هذا المقلب الذي فعلته بهم .
أطلت عليكم أعرف هذا فمعذرة
لكن الشاهد من هذه القصة أن هذه الفتاة تصرفت بعفوية دون التفكير في النتائج ولقد بتنا نفتقر إلى هذه العفوية الجميلة في حياتنا في كل تصرفاتنا .
فلماذا مثلا عندما يخطر في بال أحدنا أنه قد اشتاق إلى أمه (رجلا كان أو امرأة كبيرا أو صغيرا )لماذا لا يذهب إليها يقبل يديها يحضنها يشتم رائحتها يقول لها وبكل عفوية : (أحبك أمي مشتاق إليك ضميني إلى صدرك ارضي عني ....) لماذا لا نفعل هذا
ولنفترض أن رجلا يرى زوجته وهي تعتني به وبأولاده لماذا مثلا لا يذهب إليها في نفس اللحظة يمسك يديها ينظر في عينيها يقول لها وبكل عفوية : (ربي ما يحرمني منك يا أميرة بيتي وسر سعادتي )
ولماذا مثلا عندما نرى فقيرا أو محتاجا أيا يكن لا نخرج من جيوبنا مالا وبكل عفوية ونعطيه إياه وندعو الله أن يرد عنا بحسنة هذا المحتاج .
وأخيرا لماذا عندما يخطر في بالنا خاطرة معينة أو فكرة مفيدة لماذا لا نكتب وبكل عفوية ما يخطر ببالنا دون النظر إلى زخرفة الكلام وتنميق الموضوع .
كثيرة هي الأفكار الجميلة التي تراودنا ولكننا نمنع أنفسنا عن فعلها بحجج كثيرة
أحدنا يقول أخجل أن أحضن أمي وآخر يقول إن قلت هذا لزوجتي سترى نفسها علي وتظن أني لا أستطيع الاستغناء عنها وأخرى تقول ربما كان متسولا شحاذا لا يحتاج إلى المال حقيقة وغير هذا كثير.
افتقدنا كثيرا إلى العفوية الجميلة في حياتنا
واعتقادي الشخصي أن الفكرة الجميلة تحتاج إلى عفوية جميلة لأنها وبكل تأكيد ستصدر
فرحة جميلة
سعادة جميلة
بسمة جميلة
دعوة صادقة جميلة
موقفا مضحكا جميلا
فلنطلق العنان لعفويتنا الجميلة
ولننتظر النتائج الجميلة بإذن
وأعتذر مرة أخرى عن الإطالة
في أمان الله