السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كنا في جلسة عائلية نتبادل الحديث .. ونظراً لأن منا زوجات وأمهات فقد طال الحديث جانب الأمومة وما تبذله الأمهات في سبيل أبنائهن .. وكان أن عبرت عن شعوري الخاص ورأيي الشخصي وقلت إنني رغم غريزة الأمومة الفطرية .. ورغم قناعتي بأهمية دوري كأم .. إلا أن الأمومة مزعجة أحياناً .. وهناك أمور أقوم بها اضطراراً من باب أداء واجبي وتحمل مسؤوليتي كأم .. ولكنني حقيقة لا أكون مستمتعة بها .. وضربت مثلاً على ذلك بالرضاعة الطبيعية .. فأنا لا أحبها.
فتلقفتني نظرات الاستنكار من بعض الحاضرات .. تعيب عليّ أن أستثقل واجباً مفروضاً عليّ كأم!!!
هذا اللقاء أثار في نفسي تساؤلاً .. هل من المعيب أن أشعر بالضيق والضجر من أمومتي؟!
وهل يجب أن أستمتع بكل ما أقوم به في سبيل أبنائي حتى أكون أماً مثالية؟!
وكان جوابي على نفسي: لا.
فالأمومة جميلة دون شك .. ولكنها أحياناً قيد .. وأحياناً ألم .. وأحيان كثيرة تعب .. والقيد والأم والتعب كلها أمور مزعجة بكل تأكيد ... قد نصبر عليها في سبيل عيالنا ولكننا لا نحبها ولا نستمتع بها.
هل أنا وحدي من تشعر بذلك؟
لا أظن .. هكذا قلت لنفسي وأنا أرجّح أن كثيرات ربما يكتمن ما في أنفسهن خوفاً من استنكار المحيطين بهن وخوفاً من اتهامهن في أمومتهن كما فعلت أولئك النسوة معي .. أو على الأقل هرباً من تأنيب الضمير والشعور بالتقصير!
لذلك رأيت أن أوجد مساحةً لمن ترغب في أن تفضفض عما يزعجها في أمومتها.
وأعود لأكثر ما يزعجني في أمومتي.
أنا لا أحب الرضاعة الطبيعية .. لأن الحياة تتوقف تقريباً بسببها .. وإن لم تتوقف فإنها تمشي سريعاً وبأي شكل كان حتى نصل لموعد الوجبة في الوقت والمكان المناسبين.
فإن أردت أن أخرج صباحاً مثلاً فيجب أن أخرج بعد الساعة العاشرة والنصف حتى تكون ابنتي قد أنهت وجبتها .. وإن خرجت فيجب أن أعود قبل الواحدة ظهراً حتى أتمكن من التواجد في البيت وقت الوجبة التالية.
مع الوضع في الاعتبار أن الإرضاع خارج البيت مرفوض تماماً .. ولا أفهم كيف يمكن أن أرضع ابنتي في السيارة .. أو أن أرضعها في المصلى الموجود في المول مثلاً! .. أو أن أكون في زيارة وأضطر للاستئذان والاختباء في غرفة ما بعيداً عن الجميع حتى أرضع الشيخة مهرة . يعني أنا طالعة من البيت عشان ارضع؟!!!!!
وإن فاتنني وجبة ما لأي سبب من الأسباب الخارجة عن إرادتي فإنني أعاني ألم الاحتقان وتجمع الحليب في صدري .. ويكون الحل إما بإرضاع ابنتي في غير موعد وجبتها وغالبا لن ترضع جيداً لأنها ستكون شبعانة .. أو شفط الحليب من صدري .. وآآآآآآآآه من شفط الحليب!!
الأمر الآخر .. ابنتي لم تكن تبقى هادئة دوماً أثناء الرضاعة .. خاصةً خلال النهار .. لأن ضمان الهدوء التام في هذا الوقت صعب جداً .. خاصةً في ظل وجود سلطان وأبيه .. ولا يوجد عندي مكان خاص للرضاعة بعيداً عنهما .. لذلك تجدونها كانت ترفع رأسها عن صدري كل حين منتبهةً لأي صوت تسمعه أو حركة تلفت انتباهها .. وفي هذه اللحظة تكون المعاناة مضاعفة لأنها كانت تسحب رأسها سحباً لتلتفت لمصدر الصوت ساحبةً صدري معها .. لأنها ببساطة تكون لا تزال قابضة عليه بفمها.
وكله كوم والجرح الذي سببته لي كوم ثاني .. وحتى اليوم لا أفهم كيف يمكن لطفلة رضيعة لا أسنان لها أن تتسبب في جرحٍ دامٍ بلثتها!!!!
أمر آخر لا أحبه .. تقليم الأظافر