ضعيف يتحدى!!
أما قبل:
تنبيه: هذه الخاطرة كتبتها قبل عشر سنوات تقريباً, ونشرت في إحدى المجلات الدورية, وقد فقدت المجلة وأصلها, ثم بحثت عن الموضوع في الانترنت والحمد لله أني قد وجدته.. وعدّلت فيه بعض الأساليب اللغوية.
لأجل هذا جرى التوضيح حتى لا أنسب لنفسي ما ليس لي (والمتشبع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور).
الأحد 22/12/1431ه – 28/11/2010م.
ضعيف يتحدى!!
التحديات من أقوى الأمور التي تجعل المرء مستمسكاً بمبدئه, عاضّاً عليه بنواجذه.
فأهل الباطل من أقوى الناس في نصرة باطلهم, خاصة إذا برز لهم من يتحداهم فيه؛ وعجباً لبعض أهل الحق والإيمان؛ تعلن التحديات لهم من كل حدب وصوب ورغم ذلك نراهم مذعنين مستسلمين!!
وإن أول تحد أعلن لهم تحد دائم لا ينقطع إلى يوم البعث ذلك هو التحدي مع العدو الأكبر والخصم الأشد؛ الشيطان حينما قال
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } و{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}.
وعود مبرمة.. وتحديات سافرة.. ولكن:
هل استشعرنا هذا التحدي؟ وهل وقفنا وثبتنا فيه؟ أم أن الأمر غير ذلك؟!!
رغم أن ما يملكه الشيطان من قوة لا تساوي شيئاً قال تعالى:{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} فكل وسائله هي الوسوسة وتزيين الباطل فقط.
إن المؤمن الحق هو الذي يقف في وجه الشيطان ويكون من عباد الله المخلصين فيستعين بالله عز وجل أولاً, ثم بالعلم النافع والرفقة الصالحة والذكر والدعاء, وغير ذلك من الأمور الصالحة.
فعلينا أن تزود بهذا الزاد قبل أن نسمع خطبة الشيطان التي ألمها على القلوب أقوى وأشد من ألم السياط على الجسد
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
والحمد لله رب العالمين.
أبو ناصر22
__________________
قرأ وهيب بن الورد رحمه الله قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} ثم بكى! وقال: (يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لايتقبل منك) تفسير ابن كثير1/167