حيـاة مطلقـة .. أود لو أفتح باب سرك !
.
.
أود لـو أفـتـح بـاب سـرك
لأستطيع فهم سر شرك !
@
@
ذات صباح ، فتحتُ عيني ببطئ شديد
على منظر أراه لأول مرهـ ..
أم ... وأب ... وعائلة
سقفٌ أبيض
ورود .. حلوى أعتقد أنها لذيذة
أزواج كثيرة من العيون تنظر إلي بتعجب .. بحنان
إحداهن تقف بجانب رجلي الصغيرتين ..
وتسحب إحدى أصابعي
- آآي .. فـ إحداهن قرصت خدي المحمر
وأمي تنظر إليها من طرف عينيها
- تباً .. ألا تستطيع أن تتعامل برقة أكثر
خفت .. فأنا لأول مرة أرى وجوه .. نعم أول مرة !
يتناقلونني كـ لعبة صغيرة
هذه تقرصني .. والأخرى تقبلني .. والثالثة تُعطيني الحلوى خلسة حتى لا تراها أمي !!
وأنا استمتع بمذاقها لأبكي طالبةً المزيد والمزيد
كبرت .. بدأت ألفظ حروف متقاطعه ..
وكلمات لا تُفهم
- بابا
- ماما
وحينما بدأت كلماتي بالإستقامة بدأ والدي يعلمني
- قولي حبيبي بابا
- حـ .. حبيبـ .. بـي
- لا قولي حبيبي بابا
- حــبيبييي
وكان يتسمر معي وقت طويل لكي أقول " حبيبي بابا " وأنا مصره أن أقول " حبيبي " فقط ..
كبرت ولازلت أقول له وحتى هذا اليوم " حبيبي " ..
ولم أناديه قط بـ " بابا أو أبوي " أو أي من مشتقات الأبوة ..
كبرت .. وكبرت .. بدأت الأنثى بداخلي تنضج
واللون الوردي .. يكسو ملابسي ودفاتي وأقلامي .... وأحلامي
طَرَقت أيامي أبواب الجامعة .. سجلت في التخصص الرمادي " الحقوق " إلا إن قلبي لازال يشع " زهرياً "
كَبِرت معي أحلامي ... وأوهامي ..
والأيام الرتيبة لازالت تمر يوماً وراء آخر ..
كان حينها الفصل ربيعاً ..
إلتقيته ..
أحببته
ولكن ......
O علا كثيراً بيننا الغبارُ
وضيع اليقين الإستكبار
فأنت لم تنجح أمامي مرة
وكل يومٍ بيننا إختبارُ !!
حينها أدركت إن اللون الزهري بدأ يتلاشى
بدأت أرى الأمور بضبابية أكثر .... أو بوضوح أكثر !!
لا أعلم في أي النقيضين كانت تسير نظرتي !
ولكنني كمن يمشي دون هدى ..
تعبت رجلاي من المسير
كنت كمن يماطل .. لا يريد الإغفاءه خوف أن يسرقني النوم ولا استيقظ
ولا أستطيع أن امتنع عن نعمة الهجوع !
O ماذا أريد منك لست أدري !
فلست غير الهم فوق صدري !!
قررت أن أستلقي فقط استلقي لدقائق لن أنام
.. لن أنام
..... لن أنام
........ لن أنام !
ولكنني نمت أخيراً .. نمت نمت
فالسوط الذي وقع على ظهري ملايين المرات
مؤخراً صفعني على وجهي ..
حتى سال شيء أحمر قاني من أنفي ... أيسمونه " دم " ؟
سخونة تشعرني بخدر قوي ..
ولكنني قاومت كثيراً ..
O لا أشتكي عليك للخلاقِ
تمنعني يا سيدي أخلاقي !
حتى استسلمت أخيراً .. أنزويت على نفسي ..
O ماذا لدينا غير الاستسلامِ ؟
وغير عزف نغمة السلامِ
الحرب طالت بيننا حبيبي
حربنا لم تكن متكافئة فـ أسلحتي ضعيفة جداً
وأسلحته تنخر عظامي ...
لذلك آثرت الرحيل ..
O أبعدت عنك سيدي فؤادي
فـ ارجع إلى طبائع الاستبدادِ
اغضب وصِح فلن يضج مسمعي
لأنني ... اسمع في حياد
الحب مات بيننا لأنه
لا حب بين العبد والأسياد
اليوم ... لستُ حزينة .. بل مبتسمة كثيراً
وقلقة أكثر .. ليس على مستقبلي على الصعيد العاطفي
بل على صعيد أشياء أخرى وأولها الدراسة ..
ورجعت أيام حياتي يكسوها اللون الوردي
.
.
.
ولكن لي أمنية واحدة ..... ليتنا مخيرين في سحق ذاكرتنا
/
القادم يزحف ببطء
في يديه زهرة وكومة حشائش....
ونقطة في السماء تضيُ من بعيد...
تمنح للسائلين أماني
فهل تتحقق؟!
""
Take Breath
__________________
الأمل بالله عرفته