.
.
.

تلكَ الليلة لم أنم .. لم يطبق جفني

على الرغم من إنني أكاد أموت نعاساً

ولكنني كنت أردد مقولة شكسبير

" يا أيها النوم إنكَ تقتل يقظتنا "

لذلك لم يستطع النوم خدش يقظتي

وأخيراً تَعرت السماء من سود ثيابها

وأرتدت الأزرق الزاهي

ها هي الشمس تخترق حدود نافذتي

قمت على عجالة استحممت .. ولبست ملابسي على عجالة

وكأن الدقائق تطير مني ..

خرجت رأيت أبي بإنتظاري ..

هاهي السيارة تجر خطاها متثاقلة ... إلى أين ؟

[ وزارة العدل - المحاكم الشرعية ]

دخلت للوزارة وأنا أتصفح وجوه المارة علي أراه بينهم

ولاح لي من البعيد .. هناك رأيته ..

منكس الرأس .. أحمر الوجه !

لم يبدو لي أنه لم ينم ؟

- أتى الحاجب وأمرنا بالدخول ..

ولجنا للداخل رأيت القاضي .. تحيط به هاله من الروحانية

لا أعلم لم أورثني وجهه بهذا الشعور !

- لمَ تريدين الطلاق ؟

تلفت عله لا يقصدني .. علني أحلم .. علني لست في الحالة المناسبة لهذا السؤال

أتراه هناك أحد غيري وغير حبيبي في هذه القاعه ؟ !

ولكن عينيه كانت تتجهان نحوي !

إذا أنا هي من وجه لها السؤال !

- أنا أريد الطلاق ؟ أن لا أريد الطلاق

أنا أريده هو أريد حبيبي ..

أحبه كثيراً أنا !!

.
.

[ الحزن لا يزال لي معلماً

تسمعه إذناي إن تكلم ..

تراه في سود الليالي عيني !

إن ضحك الحبيب أو تألم ]

.
.

- أنا أحبه ، ولكننا لسنا مناسبين لبعضنا البعض ..

فـ حبيبي لا يزال طفلاً صغيراً ..

وأنا أجهل التعامل مع الأطفال

كل يوم مشكلة .. وكل يوم صراخ ..

أفتقد معه الأمان ولكنني أحبه ! وهو يفتقد معي الاستقرار ولكنه يحبني !

.
.

رفع القاضي وجهه متهلهلاً .. وكأني رأيت في عينيه استبشار !

- إذا تحبان بعضكما !

- نعم أحبه بجنون ، ويحبني بجنون أكبر .. ولو أنكر ذلك أو حتى لو يقسم بأنه لا يحبني فهو يكذب !

- الحب يبني كل شيء

- بل الحب لا شيء .. الحب يأتي في نهاية أولويات العلاقة ..

قبلها الاحترام والتفاهم والثقة والأمان ..

أليس هذا أم من الحب !!


.
.

أزاح القاضي عينيه عني .. ليوجه سهام نظرته إلى القابع هناك

إلى الشخص الذي انكس رأسه

لمَ هو هكذا حزين !

حبيبي لا تحزن !

.
.

[ عيناكَ للبعيد تنظرانِ

لذا فأنت لم ولن تراني !

أنا القريب منكَ تلك محنتي !

ومحنتي أساسها أمرانِ

أولها أرى خطايا سيدي

وثانياً أمنحه غفرانِ ]

.
.

- أنا ؟

- نعم أنت !

ولكنه لم يكمل ! كلماته باتت متقطعه !

حبيبي .. ينشج في الخفاء

ومن ثم بكى ومن ثم نحب !

.
.

[ أتعلمون أي حزنٍ يبعث المطر ؟

وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ! ]

.
.

تقدمنا نحو المنصتين الستقرتان أمامنا !

- رددي ورائي !

ورددت كلماته ..

لمَ أصبحت فجأة بهذه القوة والصلادة ؟

- ردد ورائي !

ردد كلماته .. ولكنها كانت متقطعه !

[ أنتي طالق ] !

>

>

ها نحن في الدنيا .. حبيبان افترقا !

لازلت أحبه

ولازال يحبني !

ولكن هناك أمور أقوى من الحب عرفتها أخيراً

ولكم اتمنى له السعادة والنسيان !

.

.

.


[ اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق ]


.
.

[ أبعدتُ عنكَ سيدي فؤادي .. فإرجع إلى طبائع الاستبدادِ

اغضب وصِح فلن يضج مسمعي .. لأنني اسمعُ في حيادِ ]


/

حبيبي ... [ وفقك ربي بغيري ]

:

:

أحبـك !

:
:

تُهدينا الحياة أضواءاً في آخرِ النفق

تدعونا كي ننسى ألماً عشناه

نستسلم لكن " لا " ما زلنا أحياء نرزق مادام الأمل طريقاً فسنحياه


تنفس