من المعتاد ان يعجب الشخص بإنسانة فيذهب لخطبتها... ماذا لو هي اعجبت بشخصيته وتريده لها عريسا .. ماذا تفعل..لتجعله يتقدم لخطبتها ...فهي لا تستطيع ما يستطيعه هو..
ولم يتقدم لها اي شخص وقربت على سن الثلاثين... العنوسة
بدايةً الأمر لا علاقة له بالمرحلة العمرية .. فأنا أحسبكِ قد ذكرت أن عمرها يقترب من الثلاثين في إشارة إلى (اضطرارها) لهذه المبادرة .. وشخصياً لا أعتقد هذا .. وأرى أن الفتاة متى ما كانت ناضجة كفايةً وتستطيع معرفة ما تريد بالضبط بتعقل وحكمة فهذا يكفي في رأيي.بغض النظر عن خوفها من حكاية (العنوسة) تلك.
التصرف السليم من وجهة نظري يستلزم قبل كل شيء أن تكون الفتاة واثقة ثقة كبيرة جداً من مدى استحقاق الرجل لهذه المبادرة .. وأن تكون متأكدة من مدى التزامه الديني أولاً والأخلاقي ثانياً .. صحيح أن الالتزام الديني والأخلاقي هام بشكل عام وفي كل الأحوال .. إلا أنه هنا أهم وأولى .. فالتزامه الديني لن يسمح له بتفسير الأمر تفسيراً يسيء لها .. والتزامه الأخلاقي لن يسمح له بالتصرف بشكل جارح ـ لفظاً او فعلاً ـ إن كان جوابه هو الرفض.
فإن كان الرجل كذلك.. إلى جانب بعض الصفات الآخرى التي قد تعجبها فيه .. فيمكنها عندئذ أن تحاول التواصل مع إحدى قريباته أو من يمكنه الوصول والتحدث إليه لنقل الموضوع إليه تلميحاً لا تصريحاً قدر الإمكان .. بحيث يبدو الأمر وكأن هذه القريبة هي صاحبة الاقتراح وليس الفتاة نفسها .. وعندها ستعرفون رايه إيجاباً أو سلباً.
هي البنت ناضجة ومتدينة وخجولة جدا وملتزمة وكل الصفات ولكن انتظار ان يدق بابها الخطيب طال فترة الانتظار حتى اصبح شبح العنوسة يهددها وتريد ان تأخذ بالاسباب وتسعى .. وهي رأت في ذلك الشخص الصفات المحمودة وتريد ان .. وخجولة ولا يوجد من يساعدها في ذلك الموقف وترفض ان تكلمه او تعرض نفسها عليه...ويكف يكون التلميح دون ان يمس بشخصها او يحرجها..وكيف ستدخل اهلها في الموضوع قبل معرفة ما اذا كان يريد هذا الشخص الزواج ام لا فهي محتارة ...
بعض المواقف لا تتوفر فيها الكثير من الخيارات ... وللأسف فموقف الفتاة التي نتحدث عنها ينطبق عليه ذلك.
فإن لم تكن الفتاة تعرف أياً من قريبات ذلك الرجل لتوصيل الأمر إليه بشكل غير مباشر .. فليس أمامها على ما يبدو إلا أن تتصرف بنفسها وتتواصل معه شخصياً إن كانت ترى بالفعل أنه يستحق ذلك.
وحقيقةً أرى أن الرجل (الحقيقي) ليس متوفراً دائماً في هذا الزمان .. وعلى ذلك فإنني أظن أن رجلها إن كان من هذا النوع فعلاً فإنه يستحق قليلاً من الجرأة.
أما إن تغلب عليها خجلها وشعورها بالإحراج .. فليس هناك بد من نسيان أمر هذا الرجل والدعاء بأن يكتب الله لها نصيباً مع من يستحقها وتستحقه.