(ان الله ابتعثنا وجاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )
هذه الكلمات التي هي جزء صغير من حوار طويل بين رسول المسلمين ( ربعي بن عامر ) إلى قائد الفرس ( رستم ) .

كنت في حوار مع أحدهم وقال لي مالذي يجعلنا كمسلمين ندعوا غيرنا إلى ديننا , لماذا لا نترك الاخرين وشأنهم , قلت له هكذا أمرنا الله , نريد للجميع الجنة ونخاف عليهم من عذاب الله
قال كيف يفهم من لا يؤمن بالله أو من لا يؤمن بالبعث وبالحياة الاخره هذا الكلام
يومها ولقلة خبرتي وعلمي تلعثمت وحورت الموضوع
لكن السؤال ضل معلقا في ذهني , كيف أذهب إلى كافر ( سعيد ) بحياته وأدعوة إلى شيئ هو لا يؤمن به كحقيقة واقعه , هو لا يؤمن إلا بما يرى ويسمع فكيف سيؤمن بالغيبيات كالجنة والنار وقبل هذا بوجود الله ! بحثت عن جواب محسوس , لسؤال : لماذا الدعوة إلى الله ؟

::::::

بعد تخرجي من الجامعة مررت بانتكاسات حياتيه متكرره كان جُلها بسبب مؤثرات خارجيه , بالاصح بسبب الاخرين , المصيبة أن هؤلاء الاخرين كانوا هم أقرب الناس إلى قلبي , نعم بالغت في حبهم لدرجة أني خفتهم , لدرجة أني قد أتصبب عرقا بل ربما أنهار إن شعرت أني أحزنتهم أو أغضبتهم أو فقدتهم , لقد صرفت عبادة قلبيه عزيزه هي عبادة الحب والرجاء إلى غير الله فكانت العقوبة شديده جدا لا مجال لذكرها هنا .
البعض الاخر يصرف عبادات قلبية أخرى كعبادة الخوف, فيشعر بخوف شديد من انسان ضعيف مثله , يشعر أن هذا الانسان هو من بيده خزائن السموات والارض فهو من يرزقه بل من قد ينتزع حياته إن أراد وتحت هذا الضغط الهائل من الخوف سنجده يخالف دينه وأهله ومجتمعه لأجل هذا الذي جعله له صنما في قلبه .
وهكذا تتنوع عبودية بني البشر لغير الله , وقد أفردت المثالين بالذكر لأنهما أكثر الامثلة شيوعا وللاسف اكثرها خفاء , لكن الامثلة لعبودية غير الله كثيره ومنها عبودية المال وعبودية السلطه

والان

جميعنا يعلم أن هذه الامراض منتشرة في بني البشر جميعا , مسلمهم وكافرهم , وبالتأكيد هي سبب رئيسي في ( تعاسة ) من يعاني منها
وبعد أن أقررنا بوجود المرض ( ثم ) شخصناه يأتي دور العلاج
والذي هو وبالتأكيد ( الحرية ) من هذا الخوف
الحرية هذه التي لا تتأتى إلا بالكفر بجميع الاصنام البشريه , نعم الكفر بها والايمان بالله وحده
العبوديه لله هي من ستحررنا من الخوف , هي من ستمنحنا (السعادة )
فالدعوة لله عز وجل , هي دعوة جميع بني البشر للسعاده , فمن يكره السعادة ؟ ومن سيستغرب دعوتنا لها ؟
ختاما
هل فعلا عبوديتنا لله وحده لا شريك له , فتشوا عن قلوبكم وحطموا الاصنام إن وجدت .

با العبادة نشتري السعادة
رب العالمين لا تنفعه عبادتنا ولا تضره معصيتنا له
لو تأمت في العبادة لوجدة انها لمصلحة الانسان نفسه , نحن نتوجه الى الله با العبادة صحيح
لكن الفائدة هي لنا ,,
السعادة التي يبحث عنها الجميع ,, رب العالمين دلنا عليها من خلال العبادة
لايمكن ان تجد شخص يبعد الله حق العبادة وهو تعيس في حياة
وايضا ً عندما تقول " أذهب إلى كافر ( سعيد ) بحياته "
الدعوة الى الله , تكون دعوة محبة , اولا ً عندما ادعوا شخص يجب ان احبه وان ابين له حبي له
هذا الشخص ربما لا يصلي ولا يؤمن با الاسلام لكن ربما يطبق العبادة الحقة فهو بذلك سعيد ومثل هؤلاء الناس دائما ما ينتهي بهم المطاف الى الدخول با الاسلام
العبادة ليس واجبات نقوم بها
العبادة لها حلاوة لها طعم خاص جدا ً العبادة هي الشعور با الرضى الشعور با الراحة الشعور كأنك تملك الدنيا كلها
مثلما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ارحنا بها يا بلال )

__________________
::: لا تقنط من الواقع فإصلاح الموجود خير من انتظار المفقود :::

تأثرت بما كتبت كثيراً

بارك الله بك وبقلمك..

حياك الله أخي ابن المكلا وحفظ الله المكلا وأهلها الطيبين

نعم يا أخي , اضافة جميلة تلك التي كتبتها , ( ارحنا بها يا بلال ) , النصوص الشرعيه سواء قرآن أو سنة تعالج كثير من مشاكلنا الحياتيه , لكن نحتاج إلى التفكير العميق بها
الحديث الشريف الذي سقته ( ارحنا بها يا بلال ) , حديثه قرأته وسمعته مئات المرات , لكن هذه المره أستقبله بشعور مختلف ربما لأني وصلت لهذه الحقيقه بعد معاناة والم وتفكير عميق .
ا
استحضر ما روي عن بعض الصحابه وأظن منهم عمر رضي الله عنه , أنه كان يحفظ عشر آيات من كتاب الله ثم لا يتحول إلى آيات أخرى جديده إلا بعد أن يعمل بما حفظ .

الحقيقة المؤلمه أننا نعاني من تضخم وترهل في الدعوة إلى الله , دعاة ومشايخ بالالاف لكن النتائج ليست كما نرجوها , سمعنا كثير من الايات والاحاديث لكنها أفرغت من محتواها إما لعيب من الملقي أو من المتلقي , فعندما تسمع من داعية موعظه ثم تراه يعيش فصام نكد في حياته فهو بذلك قد أفرغ تلك الايات من محتواها , أما عيب المتلقي ( نحن ) فهذا ما نتحدث عنه هنا .

حياكم الله , باركم الله بكم جميعا .

كلماتك لامست شغاف قلبي

وحبيت ان أضيف اننا نعبد الله محبة فيه لانه المستحق للعبادة

ورغبة في جنته التي يمثلها الرجاء

و هروبا من ناره الذي يمثلها الخوف

وهو ما مثله ابن تيمية بالطائر الذي يكون رأسه محبة الله وجناحاه هما الخوف والرجاء







بارك الله فيك

__________________
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

الكافر ليس بسعيد أبدا ..
إنما يتصنع السعادة ..
دائما ما يطالع الكون ..
و يجزم بأن هناك من أبدع صنعه ..
الكافر يعلم أن الله موجود .. و من ينكره ليس إلا إستكبارا ..
المكاتب الدعوية سهلت المهمة كثيــــرا ..
فقط إذهب إليهم و أطلب كتب تدعو للاسلام باللغة و الجنسية ..
و إذا عاشوا مع مسلمين و عرفوا أخلاقهم و تعاملهم سيسلمون مباشرة ..
و كما تعلم أن الحرية هي أقصى طموحات الخلق كلهم ..
و هذا مبدأ تتفق عليه مع المحاور بداية ..
بارك الله لك في قلمك و نفع بك ؛