الزواج بين الخيط والنسيج
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الدرس مهم جدا يخص المتزوجين لتفادي المشاكل المنتهية بالطلاق وما بعده ويستفيد منه المقبول على الزواج ما داموا على البر الآن.
وقد وعيته من مشاكل كثيرة مرت عليّ هي نتاج الخلل في فهم هذه الزاوية من الحياة بشكل عام ومن الحياة الزوجية بشكل خاص وهو مهم جداً لفهم الزوجة لزوجها والزوج لزوجته لتستقيم حياتهما الزوجية بإذن الله .
والمقصود من الحديث هو الإطار العام لمثل هذه الحالات دون الحالات الفردية والتي لا يقاس عليها.
1- في البداية يتقدم الشاب الراغب في الزواج إلى إحدى قريباته أو الأسر المحيطة بأسرته ليجد من بناتها من يراها أنها زوجة المستقبل والتي سيمضي معها الحياة وبقدر معرفة هذه الأسر بالشاب وأهله يتم الترحيب به من قريب وكلما كان القبول أضعف لمعرفتهم به وبأسرته كان القبول يبتعد عن دائرة أقاربه والمحيطين بهم إلى خارج مجتمعه حتى يخرج إلى الزواج من منطقة غير منطقته أو بلدٍ غير بلده والذي يمنع الأقارب ومن حولهم من تزويج بعض الشباب ممن نشؤا بينهم معرفتهم بأمور تخص الشاب أو أسرته أو قبيلته أو مجتمعه تنذر بوجود مشاكل كبيرة فيتم الرفض تفادياً لذلك.
2- عندما يبتعد الشاب فيخطب من خارج محيطه يتم استقباله بسمعة منطقته وقبيلته وبلده عند من يتقدم إليهم فيتم الترحيب به في الغالب ويتم السؤال بشكل عام مع جهالة نظام أسرته ومجتمعه الخاص المحيط بهم وما ينبني عليه ذلك من مشاكل رفضه من أجلها الأقربون والمحبطين بهم.
3- وعلى مستوى المجتمع الواحد أو المدينة الواحدة يكون الزوج خيطاً واحداً في نسيج أسرته ولهم طباعهم ومشاعرهم والأسس التي يتفاعلون على أساسها بينهم ولا يستنكرونها بينهم وتنشأ الفتاة كذلك وبسبب عدم الوعي بأهمية الإختيار من الشاب والقبول من الفتاة لا يتم التدقيق بهذه النقطة.
4- عند التقدم للفتاة والقبول من الفتاة يتم ذلك بناءً على أمور شخصية بهما لا بأسرتيهما.
5- بعد الفقرتين (3) و(4) يتم الزواج ويبدأ تفاعل الزوجين في الحياة وتظهر على سطح العلاقة بينهما ضوابط أسرتيهما فيحدث استنكار من الزوجة لتصرفات زوجها أو العكس ثم تكتشف أنه وأسرتهم كلهم على هذه الشاكلة وهنا تحدث صدمة للزوج أو الزوجة :
6- أمثلة :
1-6- زوج ينتمي لأسرة قيمة الرجل فيها كبيرة جداً وأكبر من حقه شرعاً فيفعل ما يشاء ولا يعيبه إلى خلو جيبه من المال ودور الزوجة بيتها وأولادها يتزوج من فتاة الرجل فيها قيمته بعلمه واحترامه لمن حوله والتزامه بالضوابط الدينية والشرعية.
2-6- فتاة من بلد عربي خطبها شاب ينتمى لمكة المكرمة أو من المدينة المنورة ففرحت هي وقبيلتها ومجتمعها بل وحسدوها حيث ستتزوج أحد الصحابة ( نظراً لخلفيتهم وشوقهم لمكة المكرمة والحج والعمرة والمسجد الحرام) والمسجد النبوية على نبينا وسائر الأنبياء والمرسلين وآله وأصحابه أزكي الصلاة وأتم التسليم.
6-3- فتاة خطبها شاب ينتمي لأسرة مشهورة بالمال والكرم وسبقت سمعته إلى بلدها وأهلها ولم ينظروا.
4-6- فتاة خطبها شاب كان يدرس معها في بلاد الغرب وكان قمة التفاعل والأخلاق مع من حوله وهذا ما دعاها للموافقة.
7- في الأمثلة في الفقرة السابقة يتم الزواج ثم يبدأ تفاعل الشاب مع أسرة زوجته والفتاة مع أسرة زوجها وهنا تبدأ المشاكل باستنكار الزوجة لما يصدر من زوجها وأسرته وفق نظامهم الذي نشؤا عليه وكذلك الزوج فتجد الفتاة أن ما هو في أسرته أمر عادي جدا هو محرم عند زوجها وأسرته وكذلك الشاب وتحدث المشاكل التي تنتهي بالطلاق وما بعده وتذوب في بحر هذه المشاكل المميزات الشخصية للزوج في نظر زوجته والزوجة في نظر زوجها.
الفائدة من الدرس:
قبل الخطبة وقبل الموافقة على الزوج يجب التدقيق بنظام الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه الشريك وهل هو مقبول بكامله والتأكد من ذلك ويمكن الانسجام معه او لا يمكن فالزواج علاقة أسرة بأسرة لتكوين أسرة جديدة هي امتداد للأسرتين.
كتبت هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب.
والدكم المستشار / رجل الرجال.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.
التعديل الأخير تم بواسطة رجل الرجال ; 24-12-2011 الساعة 10:07 AM