الذاكره ذالك المخزن الذي تراكمت في الحوادث والتجارب والمفرحات والمبكيات

هذا العملاق الذي يسير حياة الانسان ويجعله حكيما او سفيها جاهلا او عالما

الذاكره ذالك الكيان المارد الذي يسكن في ادمغتنا كم اثر فينا ووجه سلوكنا

وخلق شخصياتنا ...

قاعده حياة ركز عليها علماء النفس التحليلي وغيرهم ....

تقول كل ما تعيشه الان سبب لما عشته بالامس لان الانسان ابن ماضيه

وذاكرته وطموحه ... وكما ان البذره سبب وجود الشجره والنطفه سبب

جود الانسان والماء سبب وجود الحياه .... فكذالك الذاكره هي سبب وجود الشخصيه

مثال انسان قاسي بسبب ظلم وقع عليه ... واخر متسلط بسبب قسوه في التعامل معه

وثالث ضعيف بسبب دلال عاش فيه .... ورابع انعزالي منطوي بسبب جفاء الناس له

وفاسق منفتح متساهل بسبب حرمان عاش فيه ... وهكذا


لك ان تتخيل انسان بدون ذاكره ... كيف يأكل وكيف يشرب وكيف يتحدث

انه لايحسن اي شي ... وهذا ببساطه هو مرض الخرف الذي يصيب الذاكره

بالتلف والخلل والتشوه .....

وهل الفرق بين الصغير والكبير والعالم والجاهل والحكيم والاخرق

الا بالذاكره التي جمعت المشاعر والتجارب والمعارف في خزان

ومستودع الشخصيه ... حتى صارت خبرات متراكمه بعضها فوق بعض

كأنها الجبل ... وقد شبه بعض علماء النفس الذاكره بالمستودع الذي

فيه الاحجار والاطعمه والقش والحيات والعقارب وادوات الطبخ

مثل ( حراج المقاصيص كل شي في مكان واحد )



تفحص ذاكرتك انطلق في خبرات الطفوله تذكر يوم كنت في المرحله الابتدائيه

تذكر اشكال المعلمين والفصل والطلاب والمشي في الشمس الحارقه في النهار

تذكر بيتكم القديم وحارتكم وجيرانكم ... تذكر كبار السن الذين عشت معهم .. تذكر البيوت

القديمه والالعاب العتيقه ... تذكر ايام المتوسطه وطلابها ومدرسيها ... تذكر الحادث

الذي وقع لك والمرض الذي اصابك ... تذكر ايام الافراح والليالي الملاح ... تذكر

ارجوك انها حياتك ياصديقي وتاريخك الشخصي الذي يجب ان تعتبر منه وتعيش عليه

تذكر وقص على ابنائك واخوانك


تذكر الظلم الذي وقع عليك والقسوه التي تعامل بها من حولك حتى عشت بينهم

منبوذا طريدا محاربا ... وتذكر الاحسان الذي تعامل به من حولك معك ومظاهر

الرحمه والعطف الذي كان روح حياتك وارقام سعادتك


الحياة عباره عن ذكريات وتاريخ سجل في دماغك وصار سبب في صوغ شخصيتك

كم نحن بحاجه للجلوس مع انفسنا حتى نتذكر شريط الحياه من بدايته الى نهايته

مراجعة شريط الحياه ممتع ويجعلك تكتشف اسباب منطقيه لحياتك الواقعيه

لان الحاضر تشكل ووجد باسباب من الماضي


الذاكره كالقدر الكبير والوعاء العميق الذي جمع فيه الخير والشر والبر

والصلاح والاثم والعدون والافراح والاتراح ..... الخ


ربما كانت ذاكرتك ملئيه بالاضطهاد والظلم والعدوان ولذا كانت شخصيتك الحاضره

حذره شكاكه خائفه من الناس وتجمعاتهم او كانت متحديه للناس قاسيه عليهم متسلطه

على رقابهم ومن عاش لحظه في الظلم انتقم بلحظات من الظلم يوقعها على غيره

وربما كنت خائفا من الامراض بسبب امراض عشت فيها او عشت مع بيت فيه

مرضى او كانت امك مريضه فحفر في ذاكرتك المرض وعشت فيه وخفت منه

حتى صار علامة حمراء وصبغة سوداء تشكل كل حياتك !!!!


هل تجد الانس والفرحه بذاكرتك ام انك تحاول ان تطمسها وتنساها ؟؟

هل تتذكر شريط حياتك دائما ام انك تعيش الحاضر فقط ؟؟؟

هل تعيش الزمن باضلاعه الثلاثه الحاضر والمستقبل والماضي ؟؟؟

اين انت من شريط الحياه ومخزون الذاكره ؟؟؟

كتبه ابو عمر صباح الخميس الموافق 12-6- 1433هـ

الساعه التاسعه صباحا

مرحبا بك

اقصد كل ما مر عليك في حياتك من خبرات مؤلمه او مسرات يشكل واقعك الحالي

اضرب مثال

دخلت احدي المحالات التجاريه الكبيره فوجدت فيها اخوين

احدهما مهتم بنفسه وهندامه وكثير الاتصالات مع البنات يحب المغازل
والمعاكسات وسبب ذالك انه عاش في حياته مع البنات حيث كان اصغر
اخوته ولم تتغط عنه النساء الا متاخر وكانت معه سياره فكان يخدم بنات
عمه وخالاته ووثق العلاقه بهن فصار لايصبر على جنس النساء

الثاني هو الاكبر لايهتم بنفسه ولا هندامه وشكله عادي جدا كثير الكلام
عن صعوبات الحياة ومشاكلها وعن الامراض والموت متشائم عينه لاتثبت
كثير الذكر لله سبحانه والصلاه ولايحب ان يعتدي على احد ويسلم كل
الجميع وسبب ذالك انه اصيب بالضغط والسكري قبل عشرين عاما
وحرم نفسه من الاكل والذهاب مع الناس وكان يسقط احيانا مغمي عليه
مما جعله يفكر تفكير وسوسي قهري

تلاحظين ان هذين الاخوين اختلفا في شخصيتهما بسبب الخبرات
القديمه لهما احدهما له خبره ساره من النساء
والثاني له خبره مؤلمه مع المرض
فتغير فيهما كل شي حتى الشكل والاهتمامات والتفكير

ارجو ان تكون الصوره واضحه

تحياتي