ذكر الشيخ صالح العبودي في كتابه مجمع الامثال النجديه

المثل النجدي الذي يقول (فلان صوعهم وروعهم ) ويروي بلفظ ( اصوع واروع )

وقال في شرحه ما معناه ( يصوعهم ) من الصوع وهو ان يعاملك الاخر بالطلبات

الكثيره التي لاتنظر الى ظروفك وقدراتك وامكانياتك ووقت الطلب فليس له هم

الا ان تحقق رغباته وتلبي حاجته ولو قضمت الجندل واكلت الزقوم والضريع

ومعني ( يروعهم ) من الروعه وهي التخويف والتهديد والضغط والاكراه والكيد والدس

فاذا لم تلبي حاجته نكد عليك حياتك واراك ( نجوم القايله ) واذاقك من كأس الكدر

تفكرت في هذا المثال ووجدته ينطق على الاباء الغلابه المساكين والازواج الركضون

خلف رغبات زوجاتهم وكأني اراهم ( يعضون ثيابهم مسرعين من اجل تحقيق

رغبات المدام ) وتذكرت مقولة احد كبار السن رحمة الله عليه قبل عشرين سنه في بريده العامره

وكنت جالسا عنده في دكانه الصغير وكان السوق زحمه فقال ( كل ها السيارت

اطلعن علشان الحريم )


فالزوج المسكين في هذا الزمان يصوع ويروع لان الزوجة تعتبره مسؤل

تلبية الرغبات والحاجات والطلبات ولوكانت تافهه او غير ضروريه او كماليه

لانها اخذت زوج ( يدلل ) و ( يحشم ) و ( يكرم ) و ( يخدم ) و ( يلبي )

ليس له وظيفه الا ان يقول سمي وابشري طال عمرك وعلى العين والرأس كما يقال

واذا لم يفعل ذالك بداء مسلسل التمارض والتشكي والترويع والتخويف والكيد والدس

الذي له اول وليس له اخر

هل حق الاب والزوج اليوم ان يصوع ويروع يكثر عليه الطلبات وتعدد عند قدومه

من العمل النواقص والحاجات والطلبات والرغبات التي لا تنتهي ولا تنقضي

متي يتخلص الاب والزوج من الطلبات العائليه التي لا تنتهي ؟؟

تاره يتمشي واخري يشتري وثالثه يسافر ورابعه يدلل وخامسه يرفه وسادسه يحقق الرغبات


على فكره الاب والزوج ليس مكينه بيبسي تخرج لكم متي ما طلبتم منها شئيا ؟؟؟ هل صار الاب مصباح علاء الدين الذي يقول شبيك لبيك لمح البصر بين ايديك انا خادمك وخادم كل من يملك هذا المصباح

ياجماعه اتقو الله هو لحم ودم بشر مثلكم من حقه ان يرتاح وينام ويسكن في بيته

بالله كيف تجتمعون عليه مع ضغوط عمله !!

ولذا لا تعجب ان عمر الرجل بداء يتناقص وان الامراض المزمنه بداءت تنزل بساحات

الاربعيني والخمسيني بسبب الضغوط الاسريه والاجتماعيه والعمل وهو كاقدر الضغط يكتم ويكتم

حتى ينفجر على هيئه مرض نفسي او جسماني او موت مفاجي ولا حول ولا قوة الا بالله

متي يعيش المجتمع على الكفاف ويترك دوامة الترف التي اكلت الراحه وصار

الموال المعزوف دائما وابدا ( فلانه كذا وفلانه كذا ) سيل من المقارنات التي لا تنتهي

لقد صدق على الاب والزوج اليوم قصه الدجاجه التي تبيض الذهب

فالاب والزوج اليوم ينظر اليه على انه الدجاجه التي تبيض الذهب

واستعجل صاحبها وقتلها حتى ياخذ الذهب كله فلم يجد شيئا فخسر الدجاجه وخسر الذهب

نعم هذا هو سر هروب الازواج اليوم والاباء من البيوت لقد قتل في بيته وفي عمله

وصدق عليه مسلسل ( خرج ولم يعد ) لغانم الصالح رحمة الله تعالي

بسبب الطلبات والتخويف والتصويع والترويع والرغبات والكماليات التي قضت

على رحته في البيت فبات يري نفسه غريب في بيته واهله بل صار بيته كابوس

وقيد في رجله وغل في عنقه يتمني الخلاص منه

فاصله

الرحمه يا رعاكم الله للاباء والازواج

خففو الطلبات واتركو عنكم التشكي والكيد والتخويف والترويع

نظريه التصويع والترويع يجب ان تمحي من الواقع العملي في البيوت والاسر

يجب ان يعيش الاباء والازواج حياة الراحه والسكينه في البيوت

تحياتي لكم