بِسْمِ الله
نَبْدَأ, وَبه نَسْتعِين



(1)



المِهارَةُ: الحِذْقُ فِي الشَّيء, والماهر الحاذقُ بكلِ عمل,
يُقال: مَهرْتُ بهذا الأمرِ أمْهَرُ بِه مهارة أي صرْتُ به حاذقًا, والحذقُ: هو الإتقانُ لأي شَيء يمكن أن يتعلم .

التحرير, يُقال:" حرَّر الكِتاب" أي: أقامَ حُروفه وأصلح سقطه.
ونقصِدُ بالمهاراتِ الكتابيّة والتحريريّة: اكتساب القُدرة على الإتقان, إتقان الكتابة,
والتَّعبير عن الأفكار والعواطف بطريقةٍ صحيحة ومختصرة, دون الوقوع في أخطاءٍ نحويَّة أو إملائية .


قطرة :
يرى علماءَ النَّفسِ وعلماء اللغة الّذين يكتبون عن اكتسابِها,
أنّ الكتابةَ عمليَّة معقَّدة جدًّا بين الدِّماغ والتَّفكير والمنْطِق, وحركات اليد والمهارة,
وهِي حصيلة ثقافة كبيرة, يقولون: الكتابة سلسلةٌ من العمليات الّذهنيّة الّتي يؤلفها الكاتب خلال سلوكه الكتابي.
وهناك من يرى أنَّ الكتابةَ: ناتج لغويّ, وسلوكٌ يحقق الكاتب من خلاله غايَّة التواصل .



السّؤال:
لماذا نطلبُ منكَ
أن تكون ماهرًا فِي الكتابة ؟

1- الكتابَةُ وسيلة التَّواصل بين أفراد المجتمع .
أن تكتبَ رسالةً لشخصٍ مَّا ورقيَّة أو الكترونيَّة, لا بُدَّ أن يكون أدائكَ فيها حسنًا .
2- تدوين المُلاحظات عنْد القِراءة .
كُل من يفتحُ كتابًا ستمرًّ به مواقف رائعة, قضايا طريفة,
تمر به أشياء يرغبُ أن يوثقها للمستقبلِ, يدَّون تعليقاته ليعود إليها وقت يحتاجها,
ولن يحسن التَّدوين إن عدمَ التَّحرير .
3- توثيقُ الأحداث .
الكتابة تؤدي وظيفة نقل الماضِي إلى الحاضر, والحاضر إلى المستقبل .
4- وسيلَة لعملِ التلخيصات؛ لاستذكارِ المحفوظ وعمليّات الاستدعاء .
طاقتنا من الحفظِ محدودة, ولكن من خلال الكتابة نستطيع أن نوفر أكثر,
أن نستحضرَ أكثر, أن نوثّقَ أكثر .


الكتابَةُ بهذهِ المفاهيم
بهذه الوظائف الرئيسيَّة ضرورة,
وإحسانُ الكتابة والوصول بها إلى الدِّقة والكمالِ أيضًا ضرورة .
نطلبُ منكَ أن تكونَ ماهرًا لأسْبَابٍ كثيرةٍ جدًّا فنحن نمارس الكتابة يوميًّا,
ونستخدمها في كثيرٍ من المجالات, ومن برعَ في الكتابةِ استطاع أن يكون ذا منزلة كبيرة,
ويكفيه أن يكون قادرًا على إيصالِ أفكاره للآخرين, فكل حياتنا الّتي نعيشها تواصل .


*



ما الأهداف الَّتي نريدكَ
أن تصل إليها في هذه الدَّورة ؟

1- أنْ تتجاوزَ الأخطاء الإملائية بمعرفةِ القاعدة وتطبيقها .
هذه الدَّورة لكَ إن كنتَ كاتبًا أو تريد أن تكون, فالتَّحرير يعلمك الكثير من القواعد
الّتي يجبُ أن تتبعها؛ لتجود كتابتك .
2- أن تتعرَّفَ على الأسس المبدئيَّة لكتابةِ الفُنون الأدبيَّة المختلفة .
وهذه الأسس بطبيعةِ الحال ليست كُلَّ شيء, إنما هي بدايات ومفاتيح تأخذها لتفتحَ فضاءات واسعة .
3- أن تفرِّقَ بينَ لغة المشاعر والأفكار المتلجلجة فِي النَّفْسِ, ولغة الكتابة المنظَّمة .
وهذا مهمٌ جدًّا وهو فارقٌ من فوارق الكتّاب وغير الكتَّاب, فليسَ كُلُّ ما يدور فِي الّذهن صالح لأن يوضع على الورق,
حتَّى وإن كان صالحًا لا بُدَّ أن تطوره وتهذبه .
4- أن تتطَّورَ كتابتك الأدبيَّة بما يضْمَنُ اكتشافك لموهبتكَ إن وجدت .



*



أنواعُ الكتابة :
الكتابةُ في العربيّة على ثلاثةِ أنواع, ولكلِ نوع نمطه الخاص به .

1- الكتابَةُ العثمانيَّة,
وهذه توقيفيَّة لا نغيِّرُ فيها ولا نُبدِّل
وهي الموثقة الّتي وثق بها المُصْحفُ الشَّريف,
وذلكَ منعًا من التغيير والتبديل ليبقَى محفوظًا بحفظِ الله عزَّ وجل له,
قال تعالى:" إنَّا نَحْنُ نَزَّلنَا الّذكْرَ وإِنَّا لَه لَحَافِظُون".

2- الكِتابَة العروضِيَّة,
كتابة تعليميَّة, نتعلَّم هذا اللون من الكتابةِ لنكتبَ الشِّعر
ونعرف هل الوزن صحيح أو فاسد ؟ هل البيت مستقيم أو فيه كسر ؟
وهذا خاصٌ بتقطيع الشعر .

3- الكتابَةُ الإملائيَّة الاصطلاحيّة القياسيّة,
وهي الكتابة الّتي تعلمناها في مدارسنا وما زلنا نتعلّم كيف نكتبها,
كيف نكتب الحرف بجوارِ أخيه ؟ كيف نكتب اللفظ ؟ كيف تأتي القواعد الإملائيّة من رسمِ الهمزاتِ,
من الفروق بين التَّاء المبسوطة والتّاء المربوطة ...,
وهو ما سندرسه وما يُسمّى بالإملاء .




*


هذا ما تيَّسر سرده في لقائنا الأوَّل
أَتْرُكُ المسَاحَة لكم, والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .