![]() من أهم مقاييس التحضر والتطوير والرقي في الحكم على الإنسان هي ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر. إن من يصل إلى هذا المستوى فهو قد وصل إلى وعي حرم من الكثيرون، إن الإنسان المؤمن بأن من طبيعة البشر الاختلاف والميل إلى الاعتقاد أن ذلك الحق والحقيقة واحترام وتفهم ذلك هو سيختصر كثير وكثير من الأمور والأحكام والمواقف في حياته، لإنه أسس تفكيره وعقليته على أساس متين، فعند أي حوار وقبل أن يدخله يدرك ويتوقع حقيقة أن الآخرين قد تكون لهم آراء مختلفة ومتباينة كلياً عنه، وفي الوقت نفسه يدرك أن رأيه قد يكون خطأ، وأنه ليس صحيح مئة بالمئة، ولكنه حالياً وصل إلى أن الصحيح والحقيقة مايتبناها في أي مجال كان ثقافي فكري دينية تربوي رياضي إلخ.........، المهم أنه اجتهد للوصول إلى الحقيقة. إشكالية كثير من الناس أنه لم يصل بعد إلى هذه المرحلة، وهذا مايعيقه عن استيعاب الخلاف، وهو مغيب كلياً عن طبيعة الاختلافات والاذواق والآراء والحقائق التي يتبناها كل إنسان. المشكلة الأكبر أن من يسمون انفسهم بالمثقفين والمفكرين والمطلعين نجدهم في مجتمعاتنا كثيراً وكثيراً مايضيقون من الرأي الأخر، وهذه مصيبة أكبر، إذا كان المجتمع بعمومه لا يتفهم ولا يقبل ولايدرك طبيعة الاختلاف التي جلب عليها البشر وحق الإنسان بالاختلاف فإننا قد نبرر أو نفهم ذلك، لكن الإشكالية حين تأتي ممن يدعون العلم والثقافة والفكر، وهذه المصيبة التي تجعلك أن تقطع حبال الأمل في الوعي. إن المثقف كما يقول البليهي ليس هو من يحمل الدكتوراة أو من يكتب مقالاً أو كتباً أو مطلعاً إنما من يمارس حياته وفق انماط حضارية متقدمة تفهم نفسها ومن حولها وطبيعة البشر والانظمة والحقوق الطبيعية حتى ولو كان جاهلاً في القراءة والكتابة. اختلاف الرأي لايفسد للود قضية، الله شبعنا وشبعنا من سماع هذه الجملة منذ الطفولة، ولكن الواقع إن كثير ممن يردد هذه الجملة - من خلال ملاحظتي - تجده يضيق ذرعاً بالخلاف والرأي الآخر، نحن شعوب تحب الحديث وأمة معروفة بأننا نقول مالا نفعل وأن الكلام والأحاديث والإدعاءات والبطولات الوهمية وإصباغ صفات القدرة والمعرفة كثيرٌ جداً، ومن كثر كلامه كثر لغطه وتناقضه، وبالتالي فإن من يردد هذه قد تكون مخرجاً من واقع لايتحمله، أو أنه يشعر أنه منتصر ومختلف على أحدهم ويردد هذه الكلمة لأنها مجرد حاصل تحصيل وأنه كسب الموقف، في حين لو أنه كان في الطرف الآخر من الموقف ذاته لصعبت ولا استساغ فكرة اختلاف الرأي لايفسد للود قضية. إن الواقع الحقيقي الذي يجب أن يكون هو أن نحترم من يختلف معنا في فكرة أو طريقة أو سلوك مهما كان هذا الشخص وأن نعيش معه بود ومحبة وتقدير لوجهة نظره، وهذا من مراتب الرقي والتقدم والتطور العالية. اختلاف الرأي يفسد للود قضية حينما يكون الهدف من الحوار والاختلاف غير سامياً، لا يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة، الهدف التعصب للرأي والفكرة من دون النظر فيها، محاولة الحط من المحاور الآخر وتقليل شأن فكرته والانتقاص منه. أحييك على هذا المستوى العالي من التفكير، والمرحلة المميزة التي وصلتي لها. |
من أهم مقاييس التحضر والتطوير والرقي في الحكم على الإنسان هي ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر.
إن من يصل إلى هذا المستوى فهو قد وصل إلى وعي حرم من الكثيرون، إن الإنسان المؤمن بأن من طبيعة البشر الاختلاف والميل إلى الاعتقاد أن ذلك الحق والحقيقة واحترام وتفهم ذلك هو سيختصر كثير وكثير من الأمور والأحكام والمواقف في حياته، لإنه أسس تفكيره وعقليته على أساس متين، فعند أي حوار وقبل أن يدخله يدرك ويتوقع حقيقة أن الآخرين قد تكون لهم آراء مختلفة ومتباينة كلياً عنه، وفي الوقت نفسه يدرك أن رأيه قد يكون خطأ، وأنه ليس صحيح مئة بالمئة، ولكنه حالياً وصل إلى أن الصحيح والحقيقة مايتبناها في أي مجال كان ثقافي فكري دينية تربوي رياضي إلخ.........، المهم أنه اجتهد للوصول إلى الحقيقة. إشكالية كثير من الناس أنه لم يصل بعد إلى هذه المرحلة، وهذا مايعيقه عن استيعاب الخلاف، وهو مغيب كلياً عن طبيعة الاختلافات والاذواق والآراء والحقائق التي يتبناها كل إنسان. المشكلة الأكبر أن من يسمون انفسهم بالمثقفين والمفكرين والمطلعين نجدهم في مجتمعاتنا كثيراً وكثيراً مايضيقون من الرأي الأخر، وهذه مصيبة أكبر، إذا كان المجتمع بعمومه لا يتفهم ولا يقبل ولايدرك طبيعة الاختلاف التي جلب عليها البشر وحق الإنسان بالاختلاف فإننا قد نبرر أو نفهم ذلك، لكن الإشكالية حين تأتي ممن يدعون العلم والثقافة والفكر، وهذه المصيبة التي تجعلك أن تقطع حبال الأمل في الوعي. إن المثقف كما يقول البليهي ليس هو من يحمل الدكتوراة أو من يكتب مقالاً أو كتباً أو مطلعاً إنما من يمارس حياته وفق انماط حضارية متقدمة تفهم نفسها ومن حولها وطبيعة البشر والانظمة والحقوق الطبيعية حتى ولو كان جاهلاً في القراءة والكتابة. اختلاف الرأي لايفسد للود قضية، الله شبعنا وشبعنا من سماع هذه الجملة منذ الطفولة، ولكن الواقع إن كثير ممن يردد هذه الجملة - من خلال ملاحظتي - تجده يضيق ذرعاً بالخلاف والرأي الآخر، نحن شعوب تحب الحديث وأمة معروفة بأننا نقول مالا نفعل وأن الكلام والأحاديث والإدعاءات والبطولات الوهمية وإصباغ صفات القدرة والمعرفة كثيرٌ جداً، ومن كثر كلامه كثر لغطه وتناقضه، وبالتالي فإن من يردد هذه قد تكون مخرجاً من واقع لايتحمله، أو أنه يشعر أنه منتصر ومختلف على أحدهم ويردد هذه الكلمة لأنها مجرد حاصل تحصيل وأنه كسب الموقف، في حين لو أنه كان في الطرف الآخر من الموقف ذاته لصعبت ولا استساغ فكرة اختلاف الرأي لايفسد للود قضية. إن الواقع الحقيقي الذي يجب أن يكون هو أن نحترم من يختلف معنا في فكرة أو طريقة أو سلوك مهما كان هذا الشخص وأن نعيش معه بود ومحبة وتقدير لوجهة نظره، وهذا من مراتب الرقي والتقدم والتطور العالية. اختلاف الرأي يفسد للود قضية حينما يكون الهدف من الحوار والاختلاف غير سامياً، لا يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة، الهدف التعصب للرأي والفكرة من دون النظر فيها، محاولة الحط من المحاور الآخر وتقليل شأن فكرته والانتقاص منه. أحييك على هذا المستوى العالي من التفكير، والمرحلة المميزة التي وصلتي لها. |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|