العجز الجنسي مرض أم حالة نفسية ؟؟

من الأمراض المصنفة عالمياً كأمراض مستعصية رغم إنتشارها في كل زمان ومكان منذ بدء الخليقة وحتى يوم البعث مرض سمته الأوساط الطبية ومصانع الأدوية بالعجز الجنسي ...


والعجز الجنسي في الواقع ليس مرضاً بقدر ما هو طبيعة تركيب جسم الإنسان ونتيجة لضعف أداء الوظائف الفسيولوجية للرجل ، وهي نتيجة حتمية لكل كائن بشري يولد صغيراً ثم شاباً يافعاً فكهلاً ثم شيخاً تصديقاً لقول الحق سبحانه وتعالى .

غير أن العملاء والأطباء والصيادلة والتجار نظروا إلى العجز الجنسي نظرة تجارية إقتصادية فطوروا مفهومه وأخضعوه وأخضعوه كسلعة تدر على مصانع الأدوية أرباحاً خيالية وبصورة مستمرة على مدى الحياة طالما أن هناك بشراً يمشون على الأرض ويبحثون عن المتعة الحسية وزيا درة سكان العالم .

*********

من قديم الأزل وضعف قوة الرجل تخضع للعلاج ويبحث الشيخ والفتي عن دواء يزيد في متعته ويطيل وقتها فكثرت الوصفات الشعبية والتداوي بالأعشاب والمواد المستخرجة من الأشجار وأغصانها وورقها وجذوعها .

ثم تلقفتها شركات الأدوية بداية من القرن المنصرم ، وعملت على تطوير تلك المواد البدائية وحققت تقدماً ملموساً ، إلى أن توصلت إحدى الشركات الأمريكية بعد بحث مستمر وعناء وجهد كبيرين عام 1998م إلى تركيب مستحضر طبي أطلق عليه (فياجرا) ، حقق نصراً كبيراً في تجاربه وما أن نزل إلى الأسواق المحلية ثم العالمية حتى أحدث ضجة مدوية بعد أن منح الأمل لمرضى العجز الجنسي ، وأعاد لهم الثقة في النفس وأذاقهم متعة كانوا بعيدين عنها ، وضربت أرباح تلك الشركة أرقاماً خيالية وارتفعت نسبة الأسهم إلى مئات الأضعاف .

لم يدخل (فياجرا) السوق السعودية ، ولم يسمح بتداوله إلا بعد ثلاث سنوات ، ما لبثت شركات ومصانع الأدوية هنا أن قيمت الإنتاج والربح المتوقع بعد أن بينت الإحصاءات أن السعودية وحدها تنفق سنوياً ما قيمته 140 مليوناً على عقاقير الضعف الجنسي ، فما لبثت أن سارعت بإنتاج عقارين هما (سنافي) ، و (سيالس) ... حققتا أرباحاً قفزت بأسهم الشركة من خانة العشرات إلى المئات ووطدت مركزها التجاري في سوق الأسهم .

يرجع الباحثون العجز الجنسي في المحيط العربي عامة إلى مرض السكري أولاً ، والذي تصل نسبة الإصابة إلى 25% من عدد السكان ، ثم تأتي أسباب أخرى كأمراض القلب والشرايين والقلق النفسي ، ثم التدخين وتناول بعض المنشطات والمخدرات إلى جانب سوء التغذية وسوء المعالجة .. كما أنه يمكن إضافة عوامل أخرى خارجية تساعد على الإحباط وتثير القلق في النفوس من هزائم سياسية إلى كساد إقتصادي ، إلى البطالة إلى تضييق في ممارسة الحرية والديمقراطية .

وفي السعودية (والتي تأتي في المرتبة التاسعة في الأسواق العالمية لإستهلاك العقاقير المشار إليها) تشير الإحصائيات إلى أن عدد المصابين بداء العجز الجنسي تزيد 40% تتراوح نسبة المرضى الذين يعانون منه لأسباب عضوية عن 52% بينما تبقى نسبة 48% لأسباب نفسية وأما بالنسبة للذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً فترتفع إلى 50% فما فوق وتتصاعد النسبة كل ما تقدم العمر بصاحبه كما أن نسبة مرضى السكر الذين يعانون من العجز الجنسي ترتفع إلى أكثر من 60% .

ورغم الفياجرا وسنافي وغيرهما يظل العجز الجنسي قائماً ليس كمرض عضوي ولكن كحالة نفسية تسبب القلق والخوف من الفشل كلما تقدمت السنون بصاحبها والله الشافي .

كتبته من :

جريدة المدينة
من عامود صدى ومدى
للأستاذ/ فؤاد عنقاوي
ص 7
الثلاثاء 27 ربيع الآخر 1425هـ
الموافق 15 يونيو ‏2004‏‏
العدد (15028)


تحياتي ......

__________________
خاص ومميز جداً

مواضيعي المميزة


جديد وحصري
::+:: آخر مواضيع الفيلسوف (( لا يحب زوجته )) ::+:: جديد وحصري

طريقة رائعة جداً جداً !!! لا تفوتكم

(الجزء الثاني) طريقة رائعة جداًَ جداً !!! لا تفوتكم (الجزء الثاني)