البرمجة العقلية والمشكلات النفسية - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-2005, 08:38 PM
  #1
عبير هاني
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Feb 2004
المشاركات: 152
عبير هاني غير متصل  
البرمجة العقلية والمشكلات النفسية

البرمجة العقلية:
ليس المقصود بالبرمجة العقلية هنا أن نبرمج العقل لفعل شيء معين، وإنما أن يضع الزوج لزوجته أو أبنائه طريقة معينة لتفسير الأحداث، أو أن الشخص نفسه يفسر كل الأحداث بطريقة واحدة، وأن يرسم صورة في ذهنه لاسم أو فعل معين لا يتغير، فمثلا لو أنني سألت أحدا منكم هل تحب إسرائيل؟




سيكون الرد مطبوعا في الذهن أن إسرائيل هي شارون والقتل والاحتلال لإخواننا في فلسطين، لذلك فسوف يكون الرد بلا طبعا، أما إذا سألت من فيكم يحب إسرائيل عليه السلام وأقصد به نبي الله يعقوب عليه السلام فسوف تتغير الصورة. إذن فلابد أن يتبين الإنسان الشيء قبل أن يحكم عليه, ولا يقف عند تفسير واحد للأحداث، وتكون نظرته واحدة، فما نقصده بالبرمجة هنا هي أن نضع الأحداث في موازينها الصحيحة، ولنعلم أنه إذا كانت لدى الإنسان نفسية سوية فإنه سينظر للناس بنظرة سوية، أما الذي يحمل نفسية غير سوية سوف ينظر للناس نظرة غير سوية.

ومثال على البرمجة الخاطئة لتفسير الأحداث فقد جاءتني زوجة حديثة الزواج وكانت مشكلتها أنها تخاف من الحشرات، وخاصة الصراصير فما أن ترى أي حشرة تصرخ وتهرب من المكان وقد سبب ذلك مشكلات كثيرة مع زوجها حيث إنها كانت تصرخ وتخرج خارج المنزل من غير حجاب وبلباس المنزل، وهذا تكرر لأكثر من مرة حتى إنها في مرة من المرات ألقت بنفسها من بلكونة المنزل من شدة خوفها، مما أدى إلى كسر إحدى رجليها، ولما جاءتني سألتها ما السبب الذي جعلك تخافين من الحشرات؟ هل هناك أحداث سابقة أو معلومات خاطئة، فقالت نعم، فقلنا لها من أين لك هذه المعلومة؟ فقالت: قبل الزواج ذهبت إلى عرافة وأخبرتني بأنني سأموت ميتة امرأة عزيزة علي، وقد ماتت عمتي بالسرطان، وقرأت في إحدى الجرائد أن هناك علاقة بين الحشرات وبين انتشار السرطان.

وهذا هو سبب خوفي من الحشرات حتى لا أصاب بالسرطان ويتحقق كلام العرافة.

إن ما حدث لها هو برمجة عقلية، فقد ماتت عمتها بالسرطان والعرافة أخبرتها أنها ستموت كما ماتت إحدى قريباتها والجرائد تقول إن السرطان تسببه الحشرات، فأصبح عقلها مبرمج على تفسير كل هذه الأمور تفسيراً خاطئاً، فما كان منا إلا أننا فككنا هذه البرمجة ووضحنا لها هذه الأمور توضيحاً صحيحاً، وكان من المفروض على الزوج أن يساعدها على فهم هذه الأشياء ويساعدها على تصحيح معلوماتها.

6- الأسباب العضوية:
هناك من الأمراض النفسية التي لا يصلح أن يتعامل معها إلا الطبيب النفسي، ومن هذه الأمراض: مرض الوسواس القهري وهو أن يشك الإنسان في كل شيء يفعله، وهو قد يؤدي إلى الهوس، فبعض الناس يكون مصاباً بحساسية زائفة من ناحية النظافة سواء في ذاته أو فيمن حوله، فأنا أعرف إحدى الزوجات كان لها رضيع يبلغ من العمر 3 أسابيع ومن كثرة وسوستها وشكها في نظافته كانت تغسله حتى أصيب بتقرحات وتسلخات في جسده، كذلك هناك من يوسوس في الوضوء أو في الصلاة، فيعيدهما أكثر من مرة.

ومن الأمراض التي تحتاج للطبيب النفسي كذلك الاكتئاب الحاد، وهذه الأمراض تحتاج إلى تناول عقاقير طبية بمعرفة الطبيب النفسي، وذلك لأن العلماء يقولون: إن سبب مثل هذه الأمراض هو ازدياد مادة معينة في الدم بكثرة؛ مما يؤدي إلى اختلاف كيميائيات العقل، وقد أثبت العلم أنه إذا كان الأب مصابا بمرض نفسي فقد ينقله إلى أبنائه، لذلك نجد بعض الناس مصاباً بالاكتئاب على الرغم من توفر جميع وسائل السعادة لديه، والسبب هو انتقال مرض الكآبة عن طريق الجينات الوراثية وكذلك الحال بالنسبة للفصام.

فإذا أصيب أحد الزوجين بمثل هذه الأمراض فلابد من المسارعة بعرض نفسه على طبيب نفسي، وعلى طرفه الآخر أن يصبر عليه ويساعده.

7- ضعف العقيدة:
وهذا السبب جديد ولم يكن معترفاً به في السابق فقد اعترف العلماء في الغرب سنة 1992 أن الدين مقوم من مقومات الإرشاد الزوجي, وأخذ به في علم النفس العلمي, ونحن كمسلمين نعترف أن التقرب إلى الله وقوة العقيدة مسألة مهمة في علاج المشكلات النفسية، وضعفها يؤدي إلى المشكلات النفسية، إلا أن هناك من المسلمين من لا يعترف بذلك، فقد كنت مدعوا لمؤتمر في تركيا عام 1999 لتقديم بحث عن المخدرات وكان هنا دكتور أوروبي يدعي جوزيف من هولندا تحدث وقال: إنني حاولت معالجة مشكلات الإدمان عند الهولنديين بالأسلوب العلمي فلم أستطع، فوجدت أن أفضل حل لمشكلة المخدرات هو أن نجعلهم ملتزمين بدين الإسلام، وللأسف ثار عليه بعض المسلمين المشاركين في المؤتمر وقالوا له كلامك غير علمي، فرد عليهم قائلا أريد أن أخبركم بشيء وهو أنني لست مسلما ولن أدخل الإسلام، ولا أقوم بعمل دعاية للإسلام، ولكنني وجدت أن الإسلام هو أفضل طريق للعلاج وإني أكلمكم من ناحية علمية، وهذا البحث الذي أقدمه يثبت أن أفضل طريقة لعلاج الإدمان هو أن تجعل العقيدة الإسلامية قوية في قلوب المدمنين، فثار عليه المسلمون وكان يضحك وهم غاضبون.

فقلت سبحان الله المسلم يعادي أفكارا تبين إيجابيات الإسلام ويتضايق من كلام غير المسلم عن هذه الإيجابيات.
فما أود توضيحه هو أن الالتزام بتعاليم الدين والعقيدة الإسلامية له أثر كبير في علاج المشكلات النفسية، فتقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى تزيل الهموم وتحل المشكلات النفسية والاجتماعية.

العدد (100) يناير 2005 ـ ص: 18
منقووووووووووول من مجلة الفرحة للفائدة
__________________
[align=center]
[align=center]سبحان الله ، والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM.


images