الآن يجب أن تحدد لمن السيادة في بيتك ؟؟؟
تخيل أنك تحيا حياة هانئة في بيت يسوده التفاهم والهدوء والسكون النفسي , مع زوجتك , حياة كريمة يغبطك عليها الكثيرون ,, إستقلالية تامه , أجواء مفعمه بالموده, شوق لاهب للبيت ولمن بالبيت , نظام مريح قد اعتمدته معها واعتدتما عليه في كل ما يتعلق بنواحي الحياه , من نظام الطعام والنوم والترفيه إلى إستقبال أو زيارة الأصدقاء إلى الخروج معا وما إلى ذلك ,,, تقدر مشيئة المولى تعالى ,, وجوب إعالتك لوالدتك التي أصبحت دون معيل أو ونيس حتى بوجود أشقاء آخرون متزوجون, ولكن لا وفاق بين زوجاتهم مع والدتك ,, فتأبى إلا أن تجهز لها أفضل حجرة بالبيت كي تقيم عندك .سواء كنت مقيما بنفس المدينة أومغتربا , و لن يثنيك أي امر عن المضي في إجراءات إنتقال الوالده إلى بيتك .. أملا في مرضاة الله تعالى ورأفة بالوالدة التي تسعى لنيل رضاها كي تنعم بحياة هانئه .
هنا ( وأرجو المعذره إن تكرر إستخدامي لأداة التحقيق قد ,, حيث ستكثر الأمثله )
بداية يجب أن تتوقع بأن الوالده الكريمه كانت سيدة البيت في منزلها ,, لذلك قد لا ترضى بأقل من ذلك !!!
أما زوجتك فقد تكون من النوع المُرحِب ولكن مع ذلك تحب أن تبقى هي سيدة بيتها صاحبة الأمر والنهي , مدبرة المنزل صاحبة القرار ,, صاحبة النظام الذي استهوى زوجها وأحب اعتماده واعتاد عليه , كما عهدت حياتها التي لا تشوبها شائبه في بيت الزوجية واعتادت عليها وهذا سيتسبب بغصة تتمركز بقلب الوالده .
أما الأمر الآخر الذي قد يستجد هو رفض الوالده أن تبرح بيتها وتخيرك بين أن تبقى وحيده أو أن تأتي أنت مع عائلتك وأبناءك للإقامة عندها ,,هنا هي سيدة البيت بلا ريب و دون منازع ,,, تحكمه وتنظمه وفق نظامها الشخصي الخاص الذي اعتادت عليه ,, فلم تعتد وجود الأطفال الذين سيزعجها وجودهم بلا ريب وسيسبب بعض الفوضى ,, الأمر الذي سيولد الإرباك والشعور بالكبت والضغط من قبل زوجتك ومن قبل أبناءك ,, ومن قبلك أيضا حيث ستستاء لاستيائهم وشكواهم .
هذه هي البدايه كي نبحر في الأمر لنستعرض أحوال البيت سواء في بيتك فيم تقيم والدتك عندك,, أو في بيتها فيم تقيم وعائلتك عندها ,,
أحد منا لا يقلل من حجم الجفاف في أجواء البيت ,, لا مزاح كالسابق ,, لا أجواء تتسم بروح الدعابة ,, لا حرية في الملبس أو في عفوية التصرف ,, ,, لا سهرات أو أمسيات خاصه حيث قد تأبى الأم النوم إلا مع الجميع .. لا خروج إلا بوجود الوالده التي من الصعب الخروج دون دعوتها , حتى لو كان الخروج لمناسبة خاصة بالزوجين أو بسبب أمر يهم كلاهما ,,, هذا مثلا .
إن كانت الوالده من النوع الذي يعتبر بيت الإبن هو بيت للأم فقط دون الزوجه , وهي صاحبة الحق في مال إبنها دون سواها مم لا يثنيها عن التردد في إقحام نفسها في أدق التفاصيل , فلا تتعجب إن اعتدت أن تدخل إلى بيتك تسأل عن زوجتك لتجدها باكية في حجرتها ..!!!أما العكس ,, لو أن الزوجه أظهرت للوالده استياءها من تدخلها في شؤون وإدارة مملكتها الخاصه, فلا تتعجب أن تدخل بيتك تسأل عن والدتك لتجدها باكية في حجرتها ..!!!
إذا لمن السيادة في بيتك أيها الزوج ؟؟؟ تعود من عملك لمنزلك تأمل بأجواء هانئه يزينها السكون وتميزها الراحه ,, ولكنها تكون عكس ما تتمنى تماما فتجدها أجواء مشحونة بالتجهم والتوترجلية في عيون من في البيت ,
وحتى إن بدت المحبة من مظهرهم ستدرك أن ما تخفي صدورهم أكبر .
أخي الزوج تعلم علم اليقين بأن السفينة التي يقودها قبطانان ستغرق دون شك .
من هنا سأورد بعض الأمثله لاستعراض الأمر وللوقوف عند أهمية السعي لإيجاد حل جذري يرضى جميع الأطراف دون المساس بكرامة أي منها مع حفظ المكانة والمنزله .
قابلت نماذج عده والكل يسأل ماالحل ؟؟ هذا شاب قد عاش طفولته في بيئة حكمتها الأم وخنع لحكمها الأب ,, توفي الوالد, فأقامت الأم لدى إبنها الشاب الذي تزوج وطلق للمره الخامسه بسبب خلافات أمه مع زوجاته أعني مطلقاته ,, وتدخلها في أدق تفاصيل حياتهن ,, ليصل بها الأمر إلى تفتيش غرفهن الخاصه أمام ناظرهن للإنتقاص من مهارتهن في النظام ,, فكل منهن لم تتمكن من التحمل فتهرب دون عودة ,, هذا الشاب قاب قوسين أو أدنى من الإصابة بمرض نفسي بل وعضوي نتيجة الكبت الداخلي والقمع الخارجي,, فهاهو يسأل عن حل !!,, ويعترف بشده بأن والدته تسببت في تدمير حياته وفشله كزوج ,,, فهو قادر على تجهيز بيت خاص لوالدته ولكنه يستصعب أمر مفاتحتها بالأمر ,, خشية وقوع غضبها ,,!! مع ذلك يبكي قهرا ويحتاج إلى زوجة كي يسكن إليها !! كل ذلك سببه فرض سيادتها في بيته وهو المعيل وصاحب المال ,, ورفضها القبول بسيادة أي زوجة !!!
وهاهي ذي والدة أخرى تعيش في كنف إبنها راضية بما قسم الله لها ,,تحاول جاهدة ألا تثقل أو تكون عائقا في سلاسة حياة إبنها وزوجته إلا أن الزوجه تشكو جفاف العلاقة مع الزوج فلا سفر أو خروج أو إستئثار باهتمام الزوج كالسابق !!فتلك الوالده تعاني بعض الأزمات الصحيه وليس من السهل الخروج معها دوما فهي تتعب بسرعة شديده وترغب في العوده حتى السير قد يستعصي عليها , مع ذلك تحب مشاركة إبنها وزوجته ولا ترفض عرضا للخروج ,فلا تلبث الزوجه التلذذ بمتعة الخروج مع زوجها حتى يضطر الجميع للعوده سريعا نظرا لتعب الوالده ,,, الأمر الذي تسبب بطفح الكيل عند الزوجة يوما ما أدى إلى تجرأها على مواجهة الوالده وإظهار إمتعاضها من إرباك حياتها مع زوجها ,وبدأت تضع أمام يديها ملامح ذلك الإرباك ,,ورغبتها في وضع حد لذلك من خلال إفهام الوالده بأن السيادة ملكا خاصا للزوجه ما دامت تقيم في بيتها , ولا داعي للمجاملات .,, الأمر الذي أساء الوالده وتسبب لها بجرح عميق لا يسعها إلا أن تسره في نفسها ولا تبده.
خلاصة القول ,, ضع نفسك أيها الزوج مكان أولئك الأزواج ,, أو تخيل يوما بأن ذلك قد يحدث معك ,, فماذا أنت صانع ؟؟ فالوفاق بين الزوجة والوالده يُعدُ ضربا من الإستحاله , فأحيانا تتعارض الأم مع ابنتها التي أنجبتها فما بالك مع زوجة الإبن !!! كل منهما لديها موروثات وطرق خاصه تنهجها في إدارة بيتها قد لا تستهوي الأخرى !! وكلتاهما تبحث عن الإستقلال والحريه !!!!
إفترض أنك تعاني شيئا من ضيق ذات اليد ما يمنعك من تجهيز منزل إضافي قريب من منزلك لوالدتك !!!!!! ولو افترضنا أنك ميسور الحال كيف لك أن تعرض هذا العرض على والدتك درءا ودفعا للضر المتوقع ؟؟ هل من السهولة بمكان مناقشة مثل ذلك الأمر مع الوالده إن ارتأيت بأن ذلك هو الحل الوحيد الذي سيرضي جميع الأطراف ويعيد لك السعاده التي تناثرت أدراج الرياح ؟؟؟, أو هل من السهولة الحوار مع الوالده فيم يخص تحديد السياده لا سيما في بيتك ووضع النقاط على الحروف كي تسير السفينة دون عواصف ورياح قد تسبب قلبها رأسا على عقب ؟؟؟
كيف السبيل إلى إرضاء جميع الأطراف بأقل خسائر معنويه ممكنه وبأقل كم من الشظايا الناجمه عن كسر الخواطر ؟؟؟؟
أنتظر تفاعلكم إخوتي الأزواج الكرام وإن أمكن إسراد التجارب كي نصل إلى الحل المنشود , ولا أستغني عن مشاركات أخواتي الزوجات العزيزات فأرائهن وتجاربهن تزيد الموضوع إثراءا .
تحيه للجميع .