تعرفت على شاب مثقف ومتعلم ومعه شهادة عليا عن طريق الإنترنت وقد كان صريحاً معي وأخبرني أنه يحبني ويريد الارتباط بي، وظلت علاقتنا مستمرة على الإنترنت والهاتف فقط حوالي أربعة أشهر، وأنا أحبه جداً وهو كذلك. منذ حوالي خمسة أيام أخبرني أنه سيسافر إلى أمريكا لأخذ دورة تعليمية هناك لمدة شهر أو أكثر بقليل، وكان حزينا جداً وهو يتحدث معي وكأنها آخر مرة سيتحدث فيها، وقد أخبرني بأنه سيتصل من هناك وسيبعث لي "إيميلات"، لكن مرت الآن خمسة أيام ولم أسمع منه أي شيء، وبعثت له عدة إيميلات ولم يرد علي، وأنا في حالة صعبة جداً الآن من القلق عليه، فأنا لا أستطيع أن أتحمل أن يكون حدث له مكروه أو أنه لا يبعث لي ويتناسى ذلك.. أنا لا أستطيع الكف عن التفكير به، وأمر بحالة اكتئاب حادة وأشعر بالقلق والخوف.. لا أستطيع أن أنام.. لا أحب أن أرى أي شخص أو التحدث معه لأني أشعر بالضياع.. فماذا أفعل؟
الإجابة
لو قلت لك الآن إن من يرد عليك في استشارتك رجل، يحمل درجة الأستاذ، ومواصفاته كذا.. وكذا..
وليست امرأة كما في نهاية الرد أو الاستشارة، هل تصدقين ذلك؟!
أعتقد نعم؛ لأننا نتعامل من حيث إمكانية كل شيء، فالإنترنت رغم أنه وسيلة جيدة للبحث وتقريب العالم إلا أنه وللأسف لم يستخدم من كثيرين للغاية التي وضع لأجلها، فكثير من مشكلات الفتيات سببها التعرف على شباب عن طريق الإنترنت وإيهامهن بأنهن الحبيبات، وأنهم يريدون أن يتزوجوا وأن من تحدثهم هي الفتاة المناسبة.
ابنتي وأختي:
قليلا من التعقل!!
كيف تثقين برجل مجهول بالنسبة لك؟! لا تقولي إنك تعرفين اسمه وأعطاك البريد الإلكتروني، وأنه تحدث معك وكان صريحا.. من يثبت صدق ذلك لك؟!
وهل لو أتى شخص وقال لك: أعطيني كل ما لديك من مال حتى أتاجر لك به؟ هل تعطينه وأنت لا تعرفينه. أنا متأكدة أنك لن تفعلي.
فسبحان الله! نخاف على أموالنا ونتساهل في أعراضنا!
الحب الحقيقي هو الذي يدفع بالشاب إلى الارتباط بمن يحب ويريد، واعلمي أن الشاب حينما يريد الزواج يتزوج بعقله، بعكس الفتاة حيث تحكّم العواطف.
إن الشاب الذي تتعاملين معه له حالتان:
أ – لم يجد منك التجاوب الذي يريد أو أنه ملّ ويريد التغيير وقطع العلاقة.
ب- يشعرك بابتعاده حتى تتعلقي به أكثر، وبالتالي بدل من أن يبحث هو عنك أنت تبحثين عنه، ومن هنا تقدمين تنازلات حتى لا يبتعد مرة أخرى! وأعتقد أن هذا ما حصل لك فاحذري.. احذري.
ونصيحة لك ولكل فتاة:
اعمرن قلوبكن بالإيمان، واصرفن طاقاتكن في عمل الخير والسعي فيه، واستغلال الوقت الفارغ لديكن بتنمية الذات وإتقان المهارات والانضمام للجماعات الطيبة التي تحثك على فعل الخير.
فما يحدث لكن إنما هو الفراغ أولاً، وخلو القلب من قوة الإيمان وحب الله والرسول ثانياً.
وتأكدي..
عندما تصرفين طاقاتك فيما ذكرت لك ولغيرك من الفتيات لن تجدي وقتا تضيعينه في العبث..
فاحفظي قلبك طاهرا نقيا حتى تجدي الزوج الصالح الذي يملك هذا القلب بالحلال فيحرص عليه.
إسم المستشار : أ. عواطف علي العبيد
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاماً، أعمل في وظيفة أكاديمية، مشكلتي هي أنني حتى الآن لم أتزوج، على الرغم من أنَّ لديَّ مؤهلات تمكنني من الزواج، كالشكل الحسن (وهو ما يحرص عليه النَّاس هذه الأيام). لم أضع شروطاً تعجيزية، حيث إنَّ شروطي هي: أن يكون المتقدم للزواج يصلي ولا يدخن وحسن الأخلاق، وأفضله جامعياً حتى لا يشعر بالفرق في المستوى التعليمي.
أخشى العنوسة، وأسألك بالله أن تدعي لي ولأخواتي بالتوفيق في الدنيا والآخرة، وفي النهاية انصحيني ماذا أفعل؟ وشكراً
الإجابة
عزيزتي الآنسة:
لماذا تسمين ما أنتِ فيه مشكلة؟ أمرك كله إلى خير.. (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير)..
ثم إنَّ الأمر لم يتوقف بعد.. فما زال الطريق أمامك مفتوحاً.. لكن المهم أن لا تشغلي نفسك بالتفكير في هذا الأمر، فرزقك مكتوب ولن يحجبه عنك سعي ساع، بل إنَّ إشغال فكرك بهذا الأمر.. من إضاعة عمرك.. اشغلي نفسك بما هو مفيد.. وعليك بيومك.. ولعلها أيام سخرها الله لك..
فلا تفرطي.
وممَّا لفت انتباهي.. وأراه جميلاً: حرصك على الزوج الصالح.. فكم من فتاة كان هدفها المنصب أو المال أو الشكل.. ولم تحرص على الدين والخلق.. فكانت العواقب..!
ثم إنَّ الفتاة إن لم يكتب لها الله عزّ وجل الزواج.. فلن تتوقف الحياة.. وما ذاك إلا ابتلاء من الله تعالى.. واعلمي أنَّ الله يبتلي من يحبّ من عباده.. وإن وصلنا إلى محبة الله تعالى.. فماذا نريد بعد ذلك..!
أراك فتاة حصيفة.. فطنة.. الزمي عتبة الدعاء.. فهو باب لا يردُّ طارقه.. وسلي الله أن يهبك خير الدنيا والآخرة.. وأن يرزقك الزوج الصالح.. فالله تعالى يحب عبده اللحوح..
ويستحي أن يردّ يديه صفراً خائبتين.. وقد يؤخر استجابته لدعاء عبده لأنَه يحب أن يسمع صوته.. وأيّ شيء أعظم من ذلك؟
اسأل الله أن يبارك فيك.. وأن يرزقك ما تقرّ به عينك.. وأن يهبك زوجاً صالحاً.. يعينك على أمر دينك ودنياك.. ولا عدمناك أختاً.. حبيبة.. قريبة
إسم المستشار : أ. مها مبارك محمد السبيعي .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
السؤال
أنا فتاة مسلمة، متدينة، عمري 34سنة لم أتزوج بعد، فهل الزواج نصيب؟ وهل الإنسان مسير فيه أم مخير؟ مع العلم أنه ليس لدي أي شروط، أريد فقط زوجا مسلماً ومتديناً، ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
لا ريب أن كل ما يحصل للمسلم في هذه الحياة فهو بقدر، والزواج أو عدمه من قدر الله، ولكن لا يعني هذا أن المسلمة لا تبحث عن الأسباب والعلاج، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم(2664) من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-.
فإذا كان في بلدكم أسباب معينة تدفع الرجل للزواج من المرأة، كأن يكون لها عمل فلتبحثي عن عمل مناسب ليس فيه محرم، ويمكنك التعرف على بعض الصالحات من النساء كصديقات، وطرح مشكلتك عليهن، فربما يكون لإحداهن أخ أو قريب يبحث عن زوجة صالحة، وكذلك يمكنك طرح معاناتك على بعض الخيرين الذين يسعون في هذه الأمور، ومراسلة بعض مواقع الزواج الموثوقة، علماً من يأتي عن طريق هؤلاء يحتاج إلى بحث وتحر من قبلك كبير، ولا ينصح بالتعجل في القبول من أول خاطب، ومع بذل الأسباب المعتادة سييسر الله أمرك، مع الدعاء والإلحاح على الله (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين).
وإذا لم يقدر لك الزواج فاعلمي أن غيرك كثير من النساء لم يحصل لهن الزواج، ولست وحدك، ومشكلة العنوسة من أكثر المشكلات الاجتماعية في العالم انتشاراً.
واعلمي أختي الكريمة أن السعادة يمكن أن تتحقق مع عدم الزواج، وذلك بالانشغال بالأعمال النافعة، من عبادة ودعوة وذكر لله، وتعليم ومشاركة في النشاطات الاجتماعية المفيدة.
وتأكدي أنه ليس كل زواج ناجح وسعيد، بل ما أكثر حالات الزواج التي تكون فيها المرأة شقية ومظلومة من قبل الرجل، تتمنى أنها لم تتزوج أبداً.
المجيب د. عبد الله الزايدي
التصنيف فقه الأسرة وقضايا المرأة/استشارات اجتماعية/أخرى
التاريخ 29/06/1425هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
أنا عندي مشكلة تؤرقني وتعكر مزاجي طول الوقت، مشكلتي أني فتاة جامعية حديثة التخرج، أبلغ من العمر 25 عاماً ولم أتزوج حتى الآن.. الشيء الذي يعذبني هو أنني على قدر من الجمال ومن بيت كريم، والأكثر من هذا أن أختي التي تصغرني تزوجت وأنجبت.. أنا كل أملي أن أتزوج وأحظى بشاب يفهمني ويقدِّر مشاعري، حرصت أن لا أجرب أي علاقة عابرة لكي أدخر مشاعري وحبي لشخص واحد وهو زوجي، ولكن أحس أنه ليس هناك أمل في زواجي أبداً، وأنا فعلاً في حالة صعبة للغاية، وأريد من يساعدني، لكن كيف؟ ليس هناك طريقة للمساعدة غير الصبر، وأنا والله قد نفد صبري، وجميع صديقاتي القريبات والبعيدات تزوجن أو تمت خطبتهن، وأنا أتفرج عليهن والحسرة تملأ قلبي وتشعل نيراني.. لا أدري ماذا أفعل، ولا أحب أن أتكلم في هذا الموضوع مع أحد، وأنا دائماً أبكي والله كل يوم تقريباً مرتين أو ثلاث، أحس أني كبيرة وفاشلة، لا أعرف ماذا أعمل، أحسّ أنَّ صديقاتي كلهم مشغولات عني ـ وأختي كذلك ـ بأزواجهن، إلا أنا وحيدة لا أحد يحسّ بي.. لا أعرف ماذا أقول أكثر من ذلك.. ولكن أرجوكم ساعدوني، فأنا على هذه الحالة منذ ما يقارب الثلاث سنوات..
الإجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق معك بأنَّ الحياة الزوجية المستقرة رغبة كل فتاة وكل شاب، وهي أمر قد قدَّره الله عزّ وجل، وكتب سبحانه بأن يكون فلان لفلانة، رضي من رضي، وعارض من عارض.
إلا أنَّ الشعور بالسعادة والرضا لا ينحصر في الزواج فقط، فكم من فتاة ابتليت بزوج تمنت معه أنها لم تتزوجه، بل وقد تأخذ على نفسها عهداً بأن لا تتزوج بعده أبداً.
نصيحتي لكِ بالاستمرار في التواصل مع صديقاتك وأقربائك، وإياك من العزلة عن الناس، وأكثري من الدعاء، فقد تكفل سبحانه بالإجابة.
فاحرصي على تحري أوقات الإجابة، مثل الثلث الأخير من الليل، وكلك يقين بالإجابة، وثقة بالله العظيم الكريم سبحانه.
وفقك الله ورزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة.
إسم المستشار : د. يوسف عبد الغني .