وكم يسر يأتي بعد عسر .. يفرج كربة القلب الشجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت على أبيات ينسبونها إلى الإمام الشافعي رحمه الله يقول فيها:
[poem=font="Simplified Arabic,5,purple,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="double,4,royalblue" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكم لله من لطف خفي=يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر يأتي بعد عسر=يفرج كربة القلب الشجي
وكم أمر تساء به صباحا=وتأتيك المسرة في العشي
إذا ضاقت بك الأحوال يوما=فثق بالواحد الفرد العلي[/poem]
أبيات معناها عظيم والله ، من إمام جهبذ ، عرف بعلمه الجم ، ومن زاد علمه عن الله كان عارفا بالله ، وكان من
أصبر الناس وأعرفهم بمقاصد الله من أقداره التي ما قدرها إلا لحكمة ، يعجز عن إدراكها الإنسان العجول ،
الذي يريد الشيء ولايهمه جوهره .. كيف ؟
قد نستعجل حصول ما نتمناه لأنه هو فقط ما نتمناه ، لكن لو منعنا الله من ما تمنيناه لشر هو يعلمه فيه ،
جزعنا وتضجرنا وأطلقنا للسان العنان ، وأفسحنا المجال لليأس أن يجد مرتعا في قلوبنا ، يأسا
ينحت القلوب نحتا حتى ما يبقى فيها قطرة دم ، بينما المقدر للأقدار سبحانه يعلم بسابق علمه أنه
مالك في ما منعك منه خير ، حكمة خفية حتى عن الأذكياء الفطنين في أمور الدنيا ، البعيدين
عما يقربهم من الله ، ولو ارانا الله بقدرته حالنا يوم أن نريد ما لا يريده الله لنا ،
لرأينا فيه ما يجعلنا نعافه ولا نريده ، حينها نرفع أكف الضراعة : أي رب أبعده عنا ، بعد أن كنا نقول : ربنا اقدره لنا!
ثم هو سبحانه لم يتركنا هكذا بل قال " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين "
ويقول جل ذكره " وبشر الصابرين "
ويقول العلي القدير الحكيم " إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
وقال نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى " إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه "
وقال " ومايزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وماعليه ذنب "
وقال " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر ، وإن أصابته ضراء صبر "
وهل بعد كل هذا ، نجزع ونيأس؟ فوالله إني أخاف على أصحابها أن يحرمهم الله ،
حينها نخسر خيري الدنيا والآخرة ، لا يتحقق ما أردنا ، ونذوق الحسرات يوم القيامة جزاء قنوطنا ،
إنه الشيطان لعنه الله ، يقذف في القلب ما يجعله يموت حزنا ، ثم يجر اللسان إلى أن يتفوه
بما يسخط الله ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معاذ : أمسك عليك هذا .. وأشار إلى لسانه ..
فقال معاذ " أومؤاخذون بما نقول يا رسول الله " فوبخه صلى الله عليه وسلم وقال " وهل يكب الناس
على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ".
والله جل ذكره يقول " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
ويقول تعالى " ومن يقنط من رحمة ربِّه إلا الضالُّون"
ولو قدر لنا أن لا ننال ما تمنينا فما عند الله خير وأبقى .
تفاءلوا بالخير تجدوه ، تفاءلول بالخير تجدوه ، تفاءلوا بالخير تجدوه.
ولا تدعوا مجالا للشيطان أن ينال منكم ، وسلموا إلى ربكم أمركم ، واعلموا أن ما يقدره هو الخير ،
اعلموا أن من كثر بلاؤه وكان صابرا محتسبا زادت رفعته في الدنيا والآخرة وعوضه الله خيرا ،
ومن كثر تسخطه وجزعه على أقدار ربه تخلى عنه ربه وزاده ضنكا وحسرة .
بارك الله فيكم وغفر لنا ولكم
ما كتبت هذا إلا بعدما رأيت من بعض أخواتنا شيء من الضجر واليأس.
فأردت التنبيه حرصا على دينهم ، وحثا لهم على الصبر علهم أن يجزيهم ربهم عليه خيرا ويعوضهم بخير مما فات.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
رب اغفرلي ولوالدي
سبحان الله بحمده
سبحان الله العظيم
عزيزي القارئ : إن كل ما أكتبه ليس لي فيه أدنى فضل .. بل الفضل لله
ثم لوالدي وأناس قد قرأت لهم أو تحدثت إليهم .. من أجل هذا ليس لك أن
تستأذنني في نقل ماتراه مناسبا وصالحا للنقل إلى أي منتدى وأي مكان
ومن غير أن تشير حتى إلى إسمي .. لكنني أتبرأ إلى الله إن كان فيما نقلت
أي زلل مني لم أدركه والله يغفر لنا ولك.