قد نخطئ عندما نسلم أرق مشاعرنا لأرواح لا تفقه لغة القلوب... ونتمادى في الخطأ اذا استسلمنا للواقع واستبقينا من لا يُقدر فيض أرواحنا ويستنزف جميل أعمارنا ... هنا أتوقف وأستغرب كيف كيف يقابل الحب بالبغض والعطاء بالبخل والاحسان بالنكران؟؟؟؟؟ وكيف تضعف الأنثى وتستلذ تعذيب روحها وتشتيت رقيق مشاعرها مع من لا يجيد الحب ويستنكر الوفاء والصدق؟؟؟؟ وكيف يُعزز مجتمعنا فكرة أن المرأة تصبر على قبيح عمل زوجها وتتفنن في العطاء لمن لا يجيد العطاء ... وتتفنن في الصبر على من لا يحمل نخوة الرجل ولا يجيد دور الرجل ولا يقيم لهذا الصبر بالاً ولا يزيدها الا ألماً ... أرقاً .... وفي الكثير من الأحيان مرضاً ....
كيف رحبت بك في ذلك اليوم ...
وأمنتك على عمري...
ورهنت هناء بالي بوجودك....
واهمةَ برجولةٍ استوطنت نفسك....
كيف سيدتك على أرضي الطاهرة البكر...
فعثت فيها فساداً ...
وأعدمت الوفاء ظلماً ...
وقدتني لدرب الشقء عمداً...
وأذبلت زهري بمياه غدرك....
كيف أسبغت عليك كل هذا الحب..
وتعهدتك بكل هذا الود...
فأشعلت في فؤادي ناراً ...
وأنكرت وجودي مِراراً....
واستكثرت علي السعادة بقربك....
كيف سلمتك عنان نفسي ويومي وغدي...
وبحثت عن الأمن في قلبك...
واستهجنت البعد عن أرضك..
فأهدرت دم أحلامي....
واستبحت تجريحي...
وأمعنت في اهمالي....
كيف زرعت حلمي الأخضر بأرضك....
ومددت جذوره بين أضلعك...
وأضعت أزهى سنيني بإنتظار ثمرك...
لأجني سنوات قحط ودموع قهر وابادة أحلامي...
كيف...كيف....؟
كيف وبداخلي كل هذا الطهر؟؟؟؟
وبعيناي كل هذا الصدق؟؟؟؟
كيف كيف تقابلني بكل هذا الغدر ...؟؟
وتسلط علي كل هذا السخط.....
كيف تغرقني في كل هذا الطوفان الهادر...
وتضيعني بكل أنانية العابث....
متناسياً أني مكمن طُهرك ...
ونورٌ يضيئ في دربك ....
وامرأةًٌ صدقت في حبك...
كيف همت بكل العيون إلا عيناي...
وعشقت كل نساء الدنيا إلاي...
فحللت ظلمك لي....
وحرمت حقاً لي...
فغدوت الظالم المعتز بظلمه...
الآثم الممتن لإثمه....
ففقدت الإحساس بحبك...
وسرت درباً يخلو من طيفك...
وها أنا أخوض غمار الدنيا وحدي بلا عيناك...
واحفر نقوشي على صخر الأيام بلا ساعداك...
وأزرع العطاء بدربي غير آبهةٍ بأطلال هواك...
وأتوجه لغدي بيقينٍ يشق عنان السماء بعدل ربٍ يراك...
قد أخطئ في أفكاري والكثير من اعتقاداتي بخصوص موضوع الصبر على الزوج... أظن الأمر نسبي ويتفاوت بين شخص وآخر.... والصبر يحتاج الكثير من الرضا الذي يتأتى الا بعمق الايمان بالله ....فكلما زاد ايمان المرء زادت قدرته على الصبر وعلى تقبل البلاء بصدر رحب