الأمـــــة تمــــرض لكــــنها لا تمــــــــوت !!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام ، الحمد لله الذي
قدر كل شيء ، وخالق كل شيء ، وعالم الغيب
الحمد لله الذي له ملكوت السموات والأرض
و الصلاة والسلام على أشرف عباد الله
نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم
ثم أما بعد :
::
موضوعي لهذا اليوم موضوع مهم من وجهة نظري
الشخصية ! ولا أعرف كيف أبدأ فيه أو كيف أعبر!
ولكن لابد أن تعرف أيه القارئ الكريم بأن المقالة
تعبر عن كاتبها ! بدون انفعال أو شعور أو حماس
غير مبرر لذا من العنوان يتضح المقال فإلى التفاصيل .
::
::
أتكلم عن أمة الإسلام ، تلك الأمة التي وضعت
أسس في الماضي البعيد ، و حكمت من المشرق إلى
المغرب و حكمت من الشمال إلى الجنوب ، نشرت الرسالة
و أدت الأمانة وجاهدت في الله حق جهاده ، تلك أمة لم تخف في الله
لومت لائم ، تلك أمة قوية بإسلامها و عزيزة بإيمانها ، أمة لا ترضى الذل
والهوان والعار ، أمة لا تقبل ألا بالنصر أو بالشهادة .
::
أمة شعارها في قوتها و قوتها في أيمانها
أمة لا ترضى الخنوع أو أن تدفع الجزية
وهي صاغرة ! أمة كانت ومازالت خير الأمم
::
لن نتكلم عن أمجاد الماضي ولن نتكلم عن حال الحاضر .
لن نتكلم عن أفعال الماضي مع أنهم يستحقون ! ولن
أتكلم عن أحوال الحاضر حتى لا تصدمون !!
بل سنتكلم عن كلام واقعي جداً بعد هذه المقدمة !
::
((( الأمة تمرض لكنها لا تموت )))
::
نعم ما أجمل هذه المقولة عندما سمعتها من أكثر
من شيخ فاضل ، وعندما سمعتها لأول مرة ، حمدت الله
ثم قلت صدقوا !! الأمة لا تموت ! لكنها تمرض فعلاً !
::
لذا هذه مقالة موجهة لكم لكي نتفاءل بالخير لعلنا نجده
بإذن الله ..
نعم الأمة الإسلامية تمرض وتسقم وتعاني من جراحها !
وتثقلها الجراح ! ثم تعالج وتشفى بإذن الله ثم تعود قوية كما
كانت ! وقائدة للأمم و الحضارات بإذن الله !
::
الأمة تمرض وأحيان يكون مرضها خطير وتوشك أن
تظل في غيبوبة طويلة ! لكن ما يلبث ألا أن يريد الله
أن يشفي الأمة ! ثم تخرج من غيبوبتها ! فتعلن قوتها
من بعد ضعفها ! وشجاعتها من بعد جبنها ! و علو همتها
من بعد قلة حيلتها !
::
::
فاصل
::
أن شئت فانتقل معي إلى طيبة الطيبة
وعش معي هذه اللحظات
::
في غزوة الخندق و في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حفر المسلمون الخندق ! ثم استعدوا للقتال ! وخاف المسلمون
من خيانة اليهود ! فالزوجات والأولاد في المدينة و الرجال مشغولون
ومرابطون بالقرب من الخندق !
وقد اشتد البلاء على المسلمين رضي الله عنهم وأرضاهم .
فالعرب قد رمتهم عن قوس واحدة وتجمع ما يقارب ثلاثة ألاف مقاتل ضدهم !
وهم فئة قليلة !!
و الأعداء يتربصون بها من أمامها ومن خلفها !
ولكن لترسخ الأيمان ولتربية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه ..
المؤمنين والموقنين بنصر الله ولو بعد حين ومع شدة دعاء الرسول صلى الله عليه
وسلم ... ومع أن اليهود خانوا ومع شدة البلاء !
وبفضل الله نصر عبده وهزم الأحزاب وحده و أعز جنده ..
وانتصر المسلمون ! وفرحوا بهذا النصر !
وهنا تحولت الأمة إلى أمة قوية شامخة !
::
::
لذا نعم مهما مرضت أمتنا ومهما عانينا من تكالب
الناس علينا ومهما صار ثقوا بنصر الله !
أعلموا أن لله حكمة ! أعلموا أن الله أن شاء هزم أعدائكم!
فاتقوا الله و أحسنوا لله و انصروا الله ينصركم !
::
فاصل ::
انتقل معي أن شئت إلى عاصمة الدولة العباسية
بغداد !!
دخلها التتار بقيادة هولاكو فقتل المسلمين و كثر الوباء
ورميت الكتب ! وافسد عاصمة الدولة الإسلامية ودخلها
بعد ضعف عانت منه ومرض وغيبوبة لم تصحوا منها ألا بجيوش
التتار تدك معاقل بغداد !!
وبعد هذا النصر لهولاكو وبعد أن رأي عاصمة الدولة الإسلامية
تسقط وبعد هذا المرض ..
قام الملك المظفر قطز رحمه الله ..
وأعد جيوشه و أعلن الاستنفار الكامل وتدخل الفقهاء وحثوا
على الجهاد فمكان ألا أن تجمع المسلمون من كل مكان
فانطلق بهم وفي موقعة عين جالوت هزم التتار شر هزيمة وقتل هولاكو
وانتصر المسلمون بفضل الله وهكذا قوية الأمة وشفيت من جراحها
بعد مرضها الخطير ودخول التتار أراضيها !!
::
هكذا إذاً أن النصر من الله و أسباب النصر معروفة لدى
الجميع ! فهل نؤمن بذلك ! ثم نعلن الانتصار على أنفسنا!
::
::
أن الأمة اليوم وما تحس به من أوجاع في باطنها
في بقاع كثيرة من أعضائها لهو خير دليل على
أن الأمة تمرض !!
لكنها لا تموت !!
وحيث أننا لا نريد أن نجعل من مشاعرنا
وحماسنا لعبة بيد الغير ! لذا أقول :
أن دوام الحال من المحال !!
فليس هنالك دولة عظمى على مر التاريخ ألا وسقطت !!
الأ أمتنا فمهما مرضت !!
يقدر الله لهذه الأمة خير ! فتستعيد عافيتها !!
ثم تعود أقوى من ذي قبل !
لذا لا يأس ولا قنوط بل النصر بإذن الله قريب !!
لا أحد يقول عني أني حالم !!
بل أنا واقعي لأبعد حد !!
وأقول لا تغركم مدافعهم أو صواريخهم أو تقنيتهم !!
فالناصر هو الله !!
ومتى ماتمسكنا بكتاب الله ثم سنة رسوله
صلى الله عليه وسلم ..
ثم استفدنا من تجاربنا السابقة في الفرقة !!
ولمينا الشمل والكلمة والوحدة !!
وجاهدنا من أجل الله و أعلاء كلمته !!
وليس من أجل الأرض أو الحدود أو قضية رقم كذا وكذا !!
سنجد النصر وسيمدنا الله بملائكة السماء !!
ولن تقف بوجهنا قوات الأرض ولو اجتمعت !!
لكن يبقى النصر لابد من تحقيق أسبابه وبذلها !
حتى لو أخذنا في ذلك سنوات !!
::
لنبدأ مرحلة جديدة نكون واقعيين
ونعرف هموم أمتنا و أوجاعها الداخلية فنعالجها
نعالج الشاب والفتاة ونعالج الأسرة والمجتمع !!
نعالج المدرسة والجامعة !!
نعالج الشارع و الحي !!
نعالج القرية والمدينة !!
ثم بعد ذلك سننتصر على أنفسنا !!
و إذا انتصرنا عليها سينصرنا الله على غيرها !!
::
وقفة
::
حان لي أن أكسر القلم فليس لي به حاجة
لأكتب عن هموم ومشاكل وأسباب و علاج
!!
فلم تعد الكتابة تجدي وتنفع !!
!!
وحان لي أن أكسرك يا قلمي !!
فما بعد المصاب كلام !!
هذا والله أجل و أعلم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
::
خاتمة
(( الأمة تمرض لكنها لا تموت ))
::
السيف المهند
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
التعديل الأخير تم بواسطة الوفية لوالديها ; 24-05-2008 الساعة 08:24 PM
السبب: بناءا على طلب الكاتب الكريم