~* من تجارب المربين *~ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

 
قديم 28-06-2008, 04:04 AM
  #1
Dr.ShOShO
من كـبار شخصيـات المنتدى
 الصورة الرمزية Dr.ShOShO
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,850
Dr.ShOShO غير متصل  
~* من تجارب المربين *~


بسم الله الرحمن الرحيم ..

قصة من تجارب المربين ،،

تقول أم مشاعل :


حين فتحت الرسالة التي بعثت بها ابنتي وبعد مشادة كلامية بيننا وأمر قاطع مني بأن تذهب للنوم مبكراً .. زلزلتني كلماتها القاسية وتهاوت تحت قدمي الدنيا فلم أكن أتوقع من ابنتي البكر التي تبلغ الثالثة عشرة من عمرها أن تعبر عن مشاعرها تجاهي بمثل هذه القسوة .. تكرهني أنا؟!

وأنا التي كنت أتباهى بطريقة تربيتي لأبنائي وكان كل من حولي يتحدثون عن طريقتي المثالية في تعاملي مهم ويشيدون بأخلاق أبنائي وطريقة تحدثهم المليئة بالأدب والاحترام !!

وخيم الصمت بعد قراءتي لرسالتها المفاجئة على نفسي طويلا ، ولم أحاول تأنيبها .. تجاهلتها وكأنها لاتوجد في البيت حتى أفكر كيف سأتعامل معها دون أن أخسر أكثر مما خسرت ودون أن أحدث مزيدا من الانقسامات بيني وبينها .. مازلت في مرحلة الصدمة .. لم أفق منها بعد .. وماذا بعد ؟! هل أظل أتجاهلها هكذا ؟! لماذا لايسعفني عقلي الذي طالما كان يحل المشكلات ليس فقط إنما لكل من حولي ؟َ! أين لساني المفوه وحكمتي التي اشتهرت بها ؟! كل هذا تلاشى أمام سطورها القاسية التي أحنت قلبي ولا أظن أن تفرد قامته بعد اليوم .. هكذا شعرت وقتها أن قلبي كسر .. فأغلى الناس لاتحبني .. أول فرحتي وأول من قال لي : ماما ،وأول من ضم قلبي رسالتها المؤلمة .. لم تحزنني فقط بل جعلتني أحدث نفسي طويلا حديثا لم يثار من قبل لثقتي بأن كل شيء على مايرام وأن أولادي لا ينقصهم شيء وأني مهما انشغلت عنهم فقد أرسيت الرواسي وأقمت القواعد .. هكذا تخيلت أو هكذا تخليت !!

ودار النقاش مع نفسي طويلا وكانت نتيجته النقاط التالية :

- أنني بالغت في إعطاء الأوامر دون نقاش أو تفاهم .

- أنني بالغت في الثقة بأن كل شيء جميل ومثالي .

- أنني بانشغالي تراكم الصمت بيني وبين ابنتي .. لم أكن أسمعها وينفذ صبري بسرعة إذا فتحت معي حديثاً ، ولم اهتم بأن ابنتي في هذه السن تحتاج إلى التفهم والصدر المفتوح للتعبير عن نفسها وتحتاج إلى الإشادة والتقدي واحترام رأيها .

- أنني بالغت في الشدة والصرامة وأطلت في قائمة الممنوعات ! حتى إنني حرمت بعض ماحلل الله !! فأثقلتها بالواجبات والفروض ولم أترك فرصة للهو المباح أو الخروج البريء بصحبتي مع الصديقات .

- أنني بخلت في إغداق حناني عليها وظننت أنها ستتفهم أن الحنان ليس قبلات وأحضاناً بل توفير كل ماتحتاج إليه من ملابس جميلة ومصروف كبير !

- أنني جعلت كل اهتمامي ينصب على دراستها وتفوقها فقط ولم اهتم بهواياتها وماذا تحب وماذا تفضل !


وخرجت من هذا الحوار الذي كان كالسوط يهوي على نفسي ليوقظها بنتيجة إني أخطأت .. نعم أخطأت ، وأن نفورها مني ليس مفاجأة بل أعددت له بنفسي مسبقا ، فلماذا أحزن الآن أشعر بالمرارة والانكسار ؟ ماذا قدمت حتى أحزن سوى الإهمال والتجاهل والتخلي ؟!!

هكذا كان حواري مع نفسي وقبل أن أبدأ في الحديث مع ابنتي جاءتني باكية نادمة تطلب العفو وتقول لي : إنني أجمل أم وأنها لم تقصد ماكتبت ، لكنني نسيتها ولم افتح لها قلبي وانشغلت عنها.. رق لها قلبي .. قلب الأم الذي ينسى ويفتح كل النوافذ والأبواب عند أول كلمت اعتذار .. إنها تجربة لم أكن أتوقعها ، لكنها أفاقتني من غفلة الثقة بأن كل تصرفاتي صحيحة ، وفتحة صفحة جديدة مع ابنتي تبدأ بالحب والتفاهم ولا تنتهي ، و الآن أصبحنا صديقتين نخرج للنزهة معا وللشراء ونتشاجر على من يلبس حذاء من ...! وجوارب من هذا !! ولا نمل من مشاكسات الأصدقاء!!

~* انتهت ~*

كتبته لأجلكم من مجلة ولدي العدد 92 يوليو 2006 .

(همسة من قلبي إلى قلبك )
ها أخبريني غاليتي هل سوف تنتظرين رسالة من ابنتكِ حتى تتغير تصرفاتك نحوها!!


__________________
 

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
المربين, تجارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:11 AM.


images