الأم وابنها والنت والحلم المزعج
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم نشرت إحدى المشاركات سؤالا عن شاب تعرف عليها بالماسنجر
وتسأل عن جديته في الارتباط بها ،
وانهالت عليها الردود محذرة وناصحة ،
وقلت لها ارجعي للقصص المشابهة والتي نشرت
في المنتدى تحت عنوان :
ذئاب محترفة تصطاد الفتيان بالنت بل والرجال
أو تحت عنوان : الذئاب البشرية واصطياد الفريسة:
وأهدى هذه القصة وقد وصلتني بالبريد و التي أعرف أنها
وقعت لشخص أعرفه لكن مع اختلاف الخاتمة ، نسأل الله تعالى للجميع حسن الخاتمة .
وأرجو أن ينتفع بها الجميع
وتستفيد منها كل فتاة تثق في شباب التعارف بالماسنجر ،
وطبعا ليس كل السباب بهذا الحجم من السوء ، لكن الاتصال يتم بمجهول
فكيف تفرق الفتاة بين الحمل والذئب، فضلا عن عدم جواز هذا الفعل أصلا .
الأم وابنها والنت والحلم المزعج:
يحكى أنه كان هنالك شاب في مقتبل العمر من رواد الانترنت الأوائل والمميزين في نفس
الوقت ممن اشتهروا بتصميم السكربتات وإدارة أشهر قنوات المحادثة في الايرسي
بسيرفراتها والبال توك بغرفها وأخذ دورات كثيرة في البرمجة وتصميم المواقع والفلاش
وغيره ، لدرجة أنه أوقف دراسته الجامعية بسبب انه ليس لديه وقت للمذاكرة مقابل وجوده
أمام شاشة الكمبيوتر. وكانت له مواقع شهيرة ومعروفة وكان من المبدعين بهذا المجال.
وفي ليلة من الليالي خرج مع أصحابه بنزهة على الدراجة النارية وعلى أحد الطرق توفي
وتم دفنه في اليوم التالي - رحمة الله عليه.
خلال فترة العزاء كانت والدة الشاب تحلم فيه بشكل شبه يومي وكأنه يستغيث بها من
فتيان صغار يتجمعون حول قبره ويتبولون عليه (أكرمكم الله) ، ظل الحلم يراود الأم حتى
فاض بها الأمر من الضيق ولجأت لأحد شيوخ الدين من أقرباءهم وباحت له بما كانت تراه
في المنام ، حينها أدرك الشيخ أن الأمر جد خطير ، سألها عن أعمال ولدها في الدنيا
الصالح منها والطالح ، فأجابت بأن ابنها كان ذو شعبية واسعة عند أبناء الجيران وعند
أقرانه من أصدقاءه الشباب ولديه صدى طيب بين الأهل كذلك. وكان لا يتأخر عن تقديم
المساعدة لأحد ، ولم تكن لديه مشاكل ذات أهميه تذكر مع أحد ، إذن ما الأمر ؟؟
عادت الأم إلى المنزل وروت ما حدث لابنها المقرب لأخيه المتوفى ، حيث يعلم الآخر ما الذي
كان يقوم به أخيه من أعمال قبل أن يتوفاه الله ، روت له الحلم الذي اقلق منامها منذ وفاة
ابنها واستفسرت منه عما كان يقوم به أخيه
ولا يعلمه أحد غيرهما هما الاثنان ،
فبكى فور
أن سمع الرواية من أمه بحرقة واخذ يشتم الانترنت
والساعة التي عرف فيها أخاه الانترنت.
انبهرت الأم !!
وقالت له ما الذي تخفيه عني اخبرني ،
فأخبر أمه بكل ما كان يقوم به أخيه من نشر للصور الإباحية والأفلام الخليعة وسرقة
الايميلات والاشتراكات عبر المواقع التي يعلن عنها في قنوات المحادثة
وإدارته لبعضها ، إضافة لمشاهد العري المخلة التي كانت
تلتقطها شاشته لكاميرات شباب وبنات البال توك ونسخها على سي-دي
وبيعها ونشرها بين الشباب و مقاهي أو كافيهات الانترنت إضافة لاستغلال بعض
الفتيات وتهديدهن بالتشهير في حال عدم تلبية مطالبه الخاصة .. الخ
فهل بعد كل هذا نتسائل عن تفسير الحلم؟؟
لقد فسر الحلم نفسه إذ عجزت الأم وهي أقرب الناس إليه وعجز الشيخ المفسر من أن
يفسروه حتى باح لهم أخيه بما كان يعمل.
فكانت نتيجة أعماله أنه حمل فوق عاتقه
وهو في قبره ذنوب كل من دخل مواقعه فالصبية الصغار في المنام
كانوا ضحاياه وعدد كبير من الشباب رواد الايرسي والبال توك
من خلال الغرف والقنوات الإباحية التي كان يديرها إضافة لسكربتاته
التي كانت لا تخلو من أوامر الفلود والكلونات وبقية عدة الهكرز من ملفات تجسسية
ومواقع يدخلها كل من هو ساذج وفضولي يجره الحماس واللهفة للصور ومقاطع الأفلام.
فمن كان يدخل الموقع يجد فعلا صور وأفلام لكنه لم يكن يعلم أن وراء هذه الصور سيتم
الدخول على جهازه وسرقة محتوياته. وكذلك هل سيتحمل وزرهم ووزر ما كان
يدعو له من أعمال تخريبية ومفسدة للأخلاق . فكيف سيكون جزاءه في الدنيا وفي القبر،
ويوم الحساب اللهم إن كان محسنا فزد فيه إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129