حين قالت أنتِ بلا مخ ! - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

موضوع مغلق
قديم 02-04-2009, 12:23 PM
  #1
(أم جمانة)
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية (أم جمانة)
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 5,678
(أم جمانة) غير متصل  
حين قالت أنتِ بلا مخ !



حين قالت .. أنتِ بلا مخ!



__________________
قديم 02-04-2009, 12:50 PM
  #2
سمو الأميرة
موقوف
 الصورة الرمزية سمو الأميرة
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 2,454
سمو الأميرة غير متصل  
يااااسبحان الله ..

قصة تبعث التفاؤل والأمل ..

يعني الإنسان بسرعة يتحطم .. وتأثر فيه الجمل السلبية ..

ولازم نكون أقوى من كل هذه السلبيات ..

أتمنى أكون مثلها .<<<<هذه أول السلبيات ..

قصتي مو بعيدة عن قصتها ... هذه المرة الثالثة اللي أحاول فيها اكمال دراستي ...

وفي المرة اللي قبلها جلست في الكلية أربع سنوات وأنا ما زلت في الصف الثاني

وكل ترم أرسب في نفففففففس المادة (الأنجليزي )

يارب المرة هذه يكون اجتهادي افضل ..
قديم 02-04-2009, 07:24 PM
  #3
أم _حمزة
عضو نشيط جدا
 الصورة الرمزية أم _حمزة
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 503
أم _حمزة غير متصل  
السلام عليكم جميعا ...

ها أنا أدخل المنتدى وأتفاعل مع العضوات الكريمات والأعضاء الكرام بعد ما يقارب 9 أشهر(منذ ولادتي ابنتي)...

أختي أم جمانة ... أنت القصة الثانية التي اشهدها قراءة بعدما سبقتها أولى سماعا عن مواقف إحباطية من شخص كبير يمكن اعتباره في اغلب الأحيان(مربيا)لطفل أو مراهق يكون الأحتواء هو الطريقة المثلى في التعامل معه ...

وقد ذكرتني بإحدى زوجات أعمامي حدث فيما مضى بيني بينها مواقف(حين كنت طفلة 5 أو 7 سنوات)تدل على قلة الوعي في التعامل مع الأطفال فما بالك بمراهقين ...كنت ولازلت أحمل النفسية السلبية لها في تعاملها معي وانا الأن أم لطفلين ...
مواقفها لم تكن بتلك القسوة إلا انه بالنسبة لنفسيتي الحساسة أنذاك والتي لازمتني إلى ما بعد زواجي فأنا الآن لا أتقبل منها أي كلمة أو تعليق،،،وبصراحة لا أبالي بوجودها ضمن جلسة تكون متواجدة معي فيها بنفس المكان...

حبيت أذكرلك هالموقف فقط ....

وانبسطت أكثر لما شفت (مجلة حياة أخر الموضوع)...

تمنياتي لك بالتوفيق ...

وأطلب منك الدعاء لي بحفظ القرآن بظهر الغيب(أحفظ نصفه وبدأت نفسي تفتر والله المستعان)

طولت عليك ..

أم حمزة
قديم 02-04-2009, 10:39 PM
  #4
العابده
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Feb 2004
المشاركات: 1,181
العابده غير متصل  
جزاك الله خيرا على هذه القصة الرائعه

والأكيد أنها ليست قصة خيالية فبالعزيمه تنال المنايا
قديم 04-04-2009, 02:58 PM
  #5
sabra2009
عضو مثالي
 الصورة الرمزية sabra2009
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 1,412
sabra2009 غير متصل  
قصة جد مؤثرة....لكن نهاية حميدة....
أنا أيضا مررت بنفس التجربة فقد كانت مدرستي تلقبني بصاحبة العقل الجامد , أكملت دراستي بالخارج, و قابلت دكاترة, لا تحلم حتى هي برؤيتهم, الحمد لله, الحمد لله.....
هناك أشخاص لا يصلحون أن يربوا أجيال...لأن فاقد الشئ لا يعطيه....
قديم 04-04-2009, 09:59 PM
  #6
hadoool
عضو جديد
 الصورة الرمزية hadoool
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 14
hadoool غير متصل  
عفوا.... مواضيع الاخت جمانه لاتظهر لي دائما....
قديم 04-04-2009, 10:57 PM
  #7
السيف المهند
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 3,328
السيف المهند غير متصل  
بارك الله فيك يا أختي أم جمانه ...

والقصه فيها عبره ...

و لقد تداركت تلك الفتاه طريقها الصحيح في الوقت المناسب ،،

ولعل توفيق الله أهم الاسباب ..

ومن ثم اختيارها كتاب الله ..

ومن ثم الاراده و العزيمه ..

أسال الله لتلك الفتاه التوفيق ..

و أسال الله لنا الهدايه و التقى و الغفاف و الغني ..
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قديم 05-04-2009, 04:56 AM
  #8
عــ الكلام ــذب
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 165
عــ الكلام ــذب غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadoool مشاهدة المشاركة
عفوا.... مواضيع الاخت جمانه لاتظهر لي دائما....
وانا كذلك لاتظهر جميع مواضيع وحتى ردود الأخت أم جمانه

وجميع مواضيع الأخوان والأخوات تظهر بدون مشكله
للمعلومية بأن هذه الحالة لا تواجهني الا اذا كنت اتصفح عن طريق الجوال.. اتمنى ان نجد حل

اشكرك اختي على موضوعك رغم عدم قرأتي له ولكن ليقيني بأنه موضوع قيم وجدير بأن تشكري عليه
وسأعود لقرأته بأذن الله
__________________
قديم 05-04-2009, 08:20 AM
  #9
(أم جمانة)
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية (أم جمانة)
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 5,678
(أم جمانة) غير متصل  
سمو الأميرة
بالعفل ياأم لجين ممكن كلمة ناقدة بأسلوب سيء تدمر شخصاً
لذا حثنا ديننا الحنيف على الكلمة الطيبة

ولكن ينبغي على الشخص ان يكافح ولايستسلم لتلك الكلمة بل الإستسلام هو قمة الضعف بل يجب أن يجاهد ليغير نفسه ويطور من ذاته

وفي حالتك ياام لجين كان من الأفضل لو ركزتي في أخذ دورات اللغة الإنجليزية في السنين الماضية التي جلستها في البيت حتى تتمكني من النجاح بإذن الله والمتابعة

ولكن مازال الباب مفتوح والفرصة قائمة الان فأنت منتسبة فأسعي إلى أخذ دورات مكثفة هذه الأيام إلى جانب متابعة مواقع تعليم اللغة الإنجليزية في النت والتي أسعى حالياً للحصول على مواقعها فإن عرفتيها فابلغيني

جزاك الرحمن كل خير وحقق أمانيك ورفع من شأنك في الدارين



















أم _حمزة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله ياأم حمزة والحمد لله على السلامة وأقر الله عينك بصلاح النية والذرية
صدقتي البعض من النساء لاتهتم بكلامها بأنه ربما يجرح طفلاً حتى لو لم تكن تقصد
ولكن الجهل بتلك الأمور كما تفضلتي هو السبب
لذا أرجوا منك أن تسامحي وتنسي الماضي لاسيما انك تعلمي أنها لم تقصد فأعذري جهلها
وسبحان الله قد يكون ماحدث فائدة لكِ لتعرفي منه أهمية مراعاة نفسية الأطفال وعدم التحدث عنهم بسوء حتى لو من باب المزح

وبالفعل مجلة حياة ومجلة ولدي وجلة الأسرة وجلة مساء مجلات مربية وهادفة ورائعة

اسأل الله أن يرزقك الهمة العالية ويبلغنا وإياك حفظ كتابه الكريم لترقي به في جنات النعيم

شرفني وأسعدني حضورك فجزاك الله كل خير











العابده
بالتأكيد لكل مجتهد نصيب
وأول الألف ميل خطوة تحتاج لعزيمة لخطوها وإكمالها
فليس هناك مستحيل بحول الله مادام هناك عزيمة وإصرار
ألف شكر لتشريفك وحقق الله أمانيك














sabra2009
صدقتي هناك أناس لايصلحون ان يربوا أجيال
وبالذات المدرسين فربما كلمة يقذفون بها لايلقون لها بالاً تدمر كائن وقد يكون بتدميره تدمير لسلالته
لذا فأنا أشدد على المدرسين فلابد من الأخلاق قبل العلم
اسأل الله أن يوفقك ويزيدك من فضله ويبارك لك في علمك وينفع بك الإسلام والمسلمين














hadoool
معذرة أختي الفاضلة فربما إستخدامي لخاصية تدرج الالوان هي التي تحجب الرؤية عندك لأن جهازك ربما لايدعم تلك الخاصية

والحمد لله أنك نبهتني لذلك لأتجنب إستخدامها في مواضيعي وردودي

وسأعيد لك الموضوع بإذن الله

واتمنى لك قراءة ممتعة ومفيدة











السيف المهند
حياك الله أخي الفاضل
وبالتأكيد توفيق الله قبل كل شيء
والله بكرمه قد أخذ ثأر هذه الفتاة
فقد قيل ( لا تُظْهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)

جزاك الله كل خير على تشريفك الطيب














عــ الكلام ــذب
لايكون خاطرك إلا طيب وسأعيد الموضوع الأن من أجلكم بعد أن وضحت سبب عدم ظهوره

وأشكرك جزيل الشكر على متابعتك وإهتمامك
وأتمنى أن تنال القصة إعجابك
__________________
قديم 05-04-2009, 08:22 AM
  #10
(أم جمانة)
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية (أم جمانة)
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 5,678
(أم جمانة) غير متصل  


حين قالت .. أنتِ بلا مخ!

حين كانت أستاذة منيرة تكتب درسها الممل على السبورة كنت أول من يقوم بقذف
الطائرات في اتجاهها . .
وكان هذا العمل يعد بطولياً بالنظر إلى عصبية أبله منيرة وحدتها . . لذا كانت
الطالبات يحاولن كتم ضحكاتهن التي لا تحتمل حين تضرب إحدى طائراتي الهدف مباشرة!
كانت تشتعل غضباً وصراخاً باحثة عمن قام بهذا لكنها عبثاً لا تملك أي دليل عليّ فقد
كنت ممثلة ماهرة جداً . .

لذا كانت تصب جام غضبها على الطائرات فتقطعها إرباً وهي تتوعدنا بنقص الدرجات التي كانت آخر ما يهمنا.. أو يهمني أنا شخصياً..

كنت الطالبة المهملة المثالية في تلك المدرسة الابتدائية.. وكان بالإمكان تقليدي وسام (أكسل) طالبة في المدرسة.. كل المدرسات كن يمقتنني وينفرن من تصرفاتي الهوجاء وإهمالي الدراسي.. كما أن أمي لم تكن تعتني بنظافتي وترتيبي كثيراً فاكتملت المأساة..

وفي كل مرة كانت المشرفة الاجتماعية تعطيني ورقة لأمي كنت أمزقها وأرميها في طريق عودتي للبيت.. أمي لم تكن تقرأ وحتى لو كانت تقرأ فهي لا تهتم أصلاً بهذه الأمور..

وذات يوم في حصة الرياضيات قالت لي أبله سلمى: (أنت لا تفهمين لأنك لا تملكين مخاً أصلاً مثل باقي البشر!!) كانت كلمتها قاسية جداً وجرحتني، لكني أبديت اللامبالاة ووقفت في صمت خلف باب الفصل لأكمل عقابي لعدم حل الواجب وأيضاً بسبب إضحاكي لزميلاتي طوال الوقت..

كنت مقتنعة تماماً أني لا أصلح لشيء.. وأن هذه المدرسة ليست لي ولا لأمثالي.. إنها للفتيات اللاتي يعشن مع أسرة طبيعية ويخرجن للنزهات مع أهاليهن.. إنها للفتيات المرفهات وليس المعذبات والمهمَلات أمثالي..

لذا لم أكن أهتم بأي شيء.. ورسبت للعام الثالث على التوالي في الصف السادس..

وفي السنة الأخيرة زاد شغبي وإهمالي حتى قررت المدرسة فصلي تماماً من المدرسة.. وعدت إلى البيت لأخبر أمي بأني يجب أن أذهب لمدرسة أخرى..

وبالطبع لم يكن لأمي أي تعليق حول ذلك.. فقد كان في مجلسها عدد من النساء وكانت مشغولة بالحديث والضحك معهن..

لذا طلبت من ابنة عمي المتزوجة أن تأتي معي لأسجل في مدرسة أخرى.. وذهبت معي وحاولنا.. لكن المديرة رفضت فقد كان سجلي حافلاً ولا يشجع على القبول بي في أي مدرسة..

ثم حاولنا في مدرسة أخرى وتم الرفض أيضاً.. ولم يكن أمامي سوى أن أعرض على والدي تسجيلي في مدرسة أهلية، لكنه رفض تماماً.. فقد كان مشغولاً بتكاليف زواجه المقبل.. ولم يكن يستطيع تحمل مصاريف جديدة..

عندها أيقنت أني يجب أن أجلس في البيت حتى يقضي الله أمره..

وبقيت في المنزل عامين كاملين.. لم أشعر خلالهما بأي شيء.. كنت أزور بنات عمي ويزرنني بدورهن أحياناً.. وفي الربيع كنا نخرج للبر.. ولم يكن هناك أشياء جديدة..

طوال تلك المدة كان هناك جرح يؤلمني رغم محاولتي لتجاهله.. إنه تيقني التام.. أني إنسانة فاشلة.. ولا فائدة لها في الحياة.. كانت كلمة أبلة الرياضيات لا تزال ترن في ذهني.. أنت لا تملكين مخاً مثل باقي البشر.. أنت لا تملكين مخاً..!

لذا برمجت حياتي كلها على هذا الأساس.. وهو أني انسانة بلا مخ.. بلا عقل.. همها فقط الضحك واللعب والحديث..

وكنت أعرف منذ طفولتي أني محجوزة لابن عمي مساعد.. صديق طفولتي.. والشاب العاقل الوسيم الذي تتمناه كل فتيات أسرتنا.. لكن لسببٍ لا أعرفه لم يتم الحديث حول هذا الموضوع أبداً رغم أني أصبحت أبلغ من العمر 17عاماً وهو عمر مناسب للزواج في نطاقنا العائلي..

وذات مرة سمعت همسات بين أمي وزوجة عمي، وبدت أمي غاضبة بعض الشيء.. ثم جاء دور أبي الذي ظهر غضبه جلياً.. وسمعت صراخاً بينه وبين عمي في المجلس.. لكن دون أن أعرف حول ماذا..

وبعد يومين.. عرفت الحقيقة من ابنة عمي.. لقد كانت المسألة كلها حولي أنا.. ومساعد..

فمساعد الذي بنيت أحلامي عليه.. لا يريدني.. مساعد الذي تخرج الآن من الكلية الأمنية لا يريد فتاة محدودة الأفق والتفكير مثلي.. إنه لا يريد فتاة ناقصة.. أو بلا مخ كما أخبرتني معلمة الرياضيات..!

وكانت هذه قاصمة الظهر بالنسبة لي..

لقد أصبت هذه المرة بشدة.. وفي صميم كبريائي..

استطعت تحمل الصدمة.. وتجاوزت الموضوع رغم الانقطاع الكبير الذي حدث بين أهلي وبين بيت عمي.. لكني أيقنت حينها أني يجب أن أتغير..
يجب أن أفعل شيئاً لنفسي..

واتخذت قراري بإكمال تعليمي عن طريق المنازل..

كان القرار صعباً في البداية.. وكنت مشتتة لأني أعود للدراسة بعد ثلاثة أعوام من نسيانها.. لكن عزيمتي كانت أقوى من أي صعوبات.. توكلت على الله.. وعزمت على التفوق وليس النجاح فقط في دراستي..

وبالفعل استطعت سنة بعد سنة اجتياز الصف الأول ثانوي وبتقدير جيد جداً.. وهو ما لم أحلم به في حياتي..

وبعد ذلك شعرت أني بحاجة لشيء يشغل وقت فراغي طوال العام.. فقررت الالتحاق بدار التحفيظ الجديدة التي فتحت قرب بيتنا..
وبالفعل التحقت بها وانسجمت مع المدرسات والطالبات وشعرت أني بدأت حياة جديدة.. فقد كان الجو ودوداً جداً.. وتحمست جداً لحفظ القرآن الكريم..

وذات مرة.. أشادت بي المعلمة وقالت أن لي حافظة قوية.. فطأطأت رأسي وقلت لها بخجل.. (أنت تجاملينني فأنا طوال عمري كسولة ولا أملك قدرات عقلية مثل غيري..)
نظرت إلي أبله هناء باستغراب وقالت.. (ومن قال لك ذلك؟)

قلت لها: (معلمة الرياضيات قبل ثمان سنوات)

عندها قالت لي وهي تبتسم : (على العكس تماماً أنت إنسانة ذكية ونبيهة جداً.. ربما كانت فقط ظروفك هي المؤثرة سلباً عليك، وحينما كبرت واستطعت تجاوز هذه الظروف؛ ظهرت قدراتك العقلية التي كانت خافية بسبب الإهمال وبسبب الظروف القاسية).

لم أستطع حبس دمعة ساخنة في عيني.. فطوال عمري لم أشكو لأحد معاناتي الحقيقية التي كنت أحاول اعتبارها أمراً عادياً.. لذا لم أشعر بنفسي إلا وأنا أسرد لمعلمتي شريط حياتي بكل آلامه..
حكيت لها عن قسوة أمي وعدم اهتمامها بي ولا بنظافتي ولا تعليمي وتربيتي منذ الطفولة، وحكيت عن أبي الذي لا نراه إلا نادراً بسبب انشغاله بزوجته الجديدة ثم طلاقه وزواجه من جديد.. حكيت لها عن تقتير أبي علينا وحرماننا من أبسط احتياجاتنا.. وعن أسرتنا حيث المشاعر لا أهمية لها ولا مكان سوى للقسوة والحدة في التعامل.. وحكيت كيف شاهدت أمي تضرب عدة مرات من قبل أبي.. وكيف سجن أخي عدة مرات بسبب العصابة الفاسدة التي يصاحبها، وعن الديون التي أغرقت كاهل أبي ودفعته لخلافات كثيرة مع إخوته.. حكيت لها كل ما كان يعتمر قلبي ويكبت أنفاسي منذ سنوات.. ثم حكيت لها عن قصة مساعد وكيف رفضني بسبب كسلي وغبائي..

وشعرت بالحرج.. كيف أخبرتها عن كل ذلك..

لكنها ابتسمت لي ربتت على كتفي وقالت.. (عزيزتي نفلة.. الإنسان هو ما يطمح أن يكون.. مهما كانت ظروفه.. أنت الآن على أعتاب طريقك الصحيح فاستمري به وسوف تصلين بإذن الله وتصبحين الإنسانة المحترمة التي تطمحين لأن تكوني إياها.. ثم.. انظري دائماً للجانب الأفضل.. أنت رغم كل تلك الظروف كنت وما زلت نفلة الطيبة المحبوبة التي يحبها الجميع لطيبتها ومرحها.. كما كنت نفلة الخلوقة الصالحة التي لم تنسق وراء المغريات أو تنحرف كما تعلل الكثيرات أسباب انحرافهن بظروف الأسرة.. أنت استطعت مقاومة كل ذلك.. وبالإضافة إليه طورت نفسك وشققت طريقك نحو النجاح في الدنيا والآخرة.. لقد نجحت في الدراسة ونجحت في حفظ نصف القرآن في سنة واحدة وهذا إنجاز كبير جداً ورائع يا نفلة.. أنت إنسانة رائعة وموهوبة ما شاء الله)

نظرت إلي مرة أخرى ثم قالت وهي تبتسم: (وسيعوضك الله من هو خير من مساعد فلا تقنطي من رحمة الله واستمري في طريقك).

انسابت كلمات معلمتي كالماء الزلال على الأرض العطشى المتشققة فتشربتها بعطش وارتاحت لها نفسي وشعرت أني أعطيت دافعاً قوياً للسير نحو النجاح..

والحمد لله بعد عام آخر تخرجت من الثانوية بتقدير لم يتوقعه أحد، كما أتممت ختم كتاب الله في نفس السنة. وفي نفس السنة أيضاً.. تقدم لخطبتي أحد أقاربنا الذي لم أتوقع يوماً أن يخطبني.. لقد كان مهندساً وقادماً للتو من الخارج بعد إكمال دراسته وكان يبحث عن فتاة صالحة.. لقد شعرت لوهلة أن هذا كثيرٌ عليّ.. بعد هذه السنوات كنت أتوقع أن أحظى بأقل من هذا بكثير.. لكن الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء..

وتزوجت وعشت في سعادة ولله الحمد.. وشجعني زوجي على إكمال دراستي الجامعية بالانتساب..

وفي حفل تخريج الخاتمات لكتاب الله.. كنت أتهادى في سيري وأنا حامل في شهري الأخير.. وقد اجتزت السنة الجامعية الأولى في كلية الدعوة وبتقدير امتياز..

وفي لحظة تسلمي للشهادة شعرت بدموعي الساخنة تترقرق في عيني، وتمنيت لو ألتفت فأرى معلمتي في الرياضيات هنا بين صفوف الحاضرات..

**
مجلة حياة العدد (37) جمادى الأولى 1424هـ



__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 AM.


images