ادخل وسجّل موقفاً أخوياً لم ولن تنساه
في معترك هذه الحياة تمر بالمرء مواقف عديدة فيها السرور والأحزان وفيها العبر والعظات.
مواقف مع الإخوان ومواقف مع الخصوم.. ولو ترك الواحد منا لذاكرته العنان في البحث عن هذه المواقف لطالت ذكرياته.
ولكن حسبنا هنا أن يسجل الواحد منا موقفاً حصل له مع إخوانه في الله نُقش في ذاكرته كما يُنقش على الحجر.
والأصل الذي دعاني لاختيار هذا العنوان هو موقف حصل بين الصحابة رضوان الله عليهم في قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك.. وهو أنه لما جاء خبر التوبة دخل كعب بن مالك رضي الله عنه المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس.. قال كعب: (فقام إلي طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهناني, والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره, ولا أنساها لطلحة) [والقصة طويلة في صحيح البخاري].
أما الموقف الذي لن أنساه فهو أني قبل عشر سنوات تقريباً كنت مع مجموعة من الإخوان مجاورين للحرم المكي في العشر الأواخر من رمضان, وشاء الله وقدر أن تنزل بي حمى شديدة أقعدتني في البيت ولم أستطع الخروج للصلاة في الحرم.
وذات يوم وبعد الظهر تحديداً وكان جميع من في البيت نائماَ سمعت فوق راسي صوتاً وحركة, ففتحت عيناي فوجدت (أحمد) قد أحضر ركوة ماء وخرقة وكان يكمدني بها..
حقيقةلم تتمالك العين دموعها.. فأغمضت جفناي.. وقلت في نفسي: (لن أنساها لأحمد)... وما نسيتها.
أبو ناصر22
الاثنين29/3/1431ه - 15/3/2010م
__________________
قرأ وهيب بن الورد رحمه الله قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} ثم بكى! وقال: (يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لايتقبل منك) تفسير ابن كثير1/167