ساعة في رحاب النحو العربي - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
قديم 04-08-2010, 06:29 AM
  #1
شاطئ المحبة
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية شاطئ المحبة
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 2,644
شاطئ المحبة غير متصل  
ساعة في رحاب النحو العربي

بسم الله الرحمن الرحيم

ينكر بعض الناس أهمية علم النحو ، ويرى أن دراسة الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر ما هو إلا ضرب من إضاعة الوقت فيما لا يفيد ، فماهي الفائدة التي تعود على المرء إن علم أن هذا فعلا وذاك مفعولا ؟

ومن يذهب هذا المذهب ، ويرى هذا الرأي ، فإنه والله قد أنكر علما لا يقل عن علمي التفسير والتجويد وسائر العلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى ، فلا يتأتى للمرء فهم كتاب الله تعالى وضبطه وإتقانه حق الإتقان دون معرفة هذا العلم العظيم ، ولو لم يكن لعلم النحو فائدة إلا أنه حافظ لكتاب الله من التحريف واللحن لكفته هذه الفائدة .

ولم نسمع في التاريخ عن إمام برع في علم التفسير دون أن يرتقي سلم النحو ، بل إن المفسر الذي لا يحيط بالنحو لا يكون مفسرا ثقة ، ولم أسمع عن مفسر راجت مصنفاته بين الناس إلا ووجدته قد أحاط بالنحو جملة وتفصيلا ، إلا أنه لم يشتغل به .

من فوائد النحو أن الإنسان إذا أراد أن يرتل القرآن غيبا بينه وبين نفسه وكان مدركا لقواعد النحو فإن ذلك يعينه على قراءة الآيات الكريمة قراءة صحيحة ، ويحميه من خطر الوقوع في تحريف القرآن أو اللحن فيه ، ويساعده على فهم المراد من الآية فهما واضحا ، وأطبق كلامي هذا على بعض آيات الذكر الحكيم ، ففي قول الله تعالى : (( وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي )) ..

ماهو الضبط الصحيح لحرف الإعراب ( وهو حرف الصاد ) للفعل (( أستخلصه )) ؟

قد يتبادر لذهن الكثير أن الضبط الصحيح هو الضمة ..

وأن الفعل يقرأ هكذا ( أستخلصُه ) ..

فالفعل ( أستخلصه ) هو فعل مضارع ، ولم يسبق بناصب ولا جازم ..

إذاً يستحق من العلامات الضمة ، فهي العلامة التي تناسب الفعل المضارع إن لم يسبق بأداة نصب ولا جزم ..

لكن هذه الإجابة ليست صحيحة ، فالضبط الصحيح للفعل هو هكذا ( أستخلصْه ) بالسكون !!

وهذا يعني أنه فعل مضارع مجزوم !! فالسكون علامة الجزم !!

لكن لماذا جزم ولم يسبق بإحدى أدوات الجزم كـ ( لم ) أو بإحدى أدوات الشرط التي تجزم المضارع كـ ( إن ) ؟؟

فالجواب عن هذا أن الجزم بسبب الشرط المفهوم من السياق ، والقاعدة أن كل فعل أمر جاء بعده فعل مضارع وقصد معنى الشرط والجزاء جزم الفعل جوابا للشرط المقدر ..

فالآية السابقة وقع فيها الفعل المضارع ( أستخلصه ) بعد فعل الأمر ( ائتوني ) و قُصد في الآية الكريمة معنى الشرط ، والتقدير : (( إن تأتوني به أستخلصْه لنفسي )) ..

كما نقول : (( إن تأتوني بمحمد ألعبْ معه )) ..

فإن أردت أن تحذف أداة الشرط ( إن ) وتجعل الشرط مفهوما من السياق قلت : ( ائتوني بمحمد ألعبْ معه ) وفقا للقاعدة السابقة .

ومثل هذا التركيب يشيع كثيرا في القرآن الكريم ، في مثل قوله تعالى : ( أرسله معنا غدا يرتعْ ويلعبْ )

أي : إن ترسله معنا يرتع ويلعب .


وفي قوله تعالى : ( ثم ارجع البصر كرتين ينقلبْ إليك البصر خاسئا وهو حسير ) ، أي : إن ترجع البصر كرتين ينقلبْ إليك .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولو نظرنا لقول الله تعالى : (( فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين )) وقوله تعالى : (( فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر )) لوجدنا أن كلمة ( تولى ) اختلف رسمها في الآيتين الكريمتين ، فلماذا ؟

وهنا تأتي فائدة أن علم النحو يعين المرء على فهم الآيات ، ففي الآية الأولى يخبر الله تعالى عن نبيه صالح عليه السلام ، فكلمة تولى فعل ماض جاء على جهة الإخبار وقص القصة ، فلم يحذف منه شيء ، فالله عز وجل لم يأمر نبيه بأن يتولى عنهم ، بل يخبرنا أنه قد تولى عنهم ، أما الآية الثانية ففيها أمر ، فهنا يأمر الله تعالى رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن يعرض عنهم ، والفعل ( تول ) فعل أمر معتل ، والفعل الأمر مبني ، وإن كان معتلا فإنه يبنى على حذف حرف العلة ، ولذا على الإنسان أن يتنبه ، فإن قرأ الآية الأولى فعليه أن يلاحظ الألف ويعطيها ما تستحق من المد ، أما الآية الثانية فيقرأ الكلمة على أن نهايتها فتحة لا ألف ، فينطق الفتحة بشكل خفيف .

______________________

سألت بعض الناس : ماذا تقولون في (( والنازعات نزعا )) هل يجوز أن نقول فيها (( والنازعات نزعٌ )) برفع ( نزع ٌ ) ؟؟

فاجتهد الناس وتفلسفوا في تلك المسألة وتضاربت آراؤهم بين الجواز وعدمه، وجاؤوا في المسألة بكلام عجيب !!

فماذا تقول فيها أخي القارئ الكريم ؟







انزل لتعرف الجواب











الحقيقة أن هذه ليست مسألة نحوية ، إنما اختبار للذهن ، فالمسألة لا يجوز فيها ( نزعٌ ) ولا ( نزعا ) ..

لأن الصواب هو قول الله تعالى : (( والنازعات غرقا )) ..



ملحوظة : من حاول أن يجتهد في جواز الرفع فلا يفضحن نفسه ، وإذا بليتم فاستتروا

لم أسأل أحدا هذا السؤال واستطاع أن يفطن للفخ الذي فيه ، فكلمة ( النازعات ) تصرف ذهنهم وتحكم أمر الخدعة

______________________________

لا يمكن الفصل في إعراب آيات القرآن الكريم وضبطها إلا بعلم النحو ، وفي ثنايا هذا الموضوع سأورد لكم بعض الآيات وبعض الجمل أيضا من خارج القرآن، أما الآن فأكتفي بما ذكرت أعلاه ، وأختم ببعض الأسئلة وأطلب منكم التأمل فيها ومحاولة الاجتهاد للجواب الصحيح ، وسأعلق على إجاباتكم من خلال الردود - إن شاء الله - :


قال تعالى : (( قيما لينذرَ بأسا شديدا من لدنه )) ..

وقال تعالى : (( لينفقْ ذوسعة من سعته )) ..

لماذا فُتح الفعل في الآية الأولى ، وسكن في الثانية ، مع أن كلا الفعلين مضارع ، وكلاهما سبق باللام ؟!!


ما هو الخطأ النحوي في النص التالي : قال الخطيب (( أما بعد ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، أيها الناس ، فرض الصلاة واجبة على كل مسلم )) .


السؤال الأخير للغويين فقط ولمن لديهم ثراء لغوي كبير على مستوى المفردات :

من المعلوم أن من علامات فعل المضارع أنه يبدأ بياء المضارعة ، مثل ( يأكل ويشرب ويجلس ) ، فهل هناك فعل أمر يبدأ بالياء ؟
الجواب : نعم ، فاذكروا لي بعض الأمثلة .

هذا السؤال صعب ، ولا يوجد في ذهني إلا فعل واحد فقط ..

لا أحد يستعين بالجوجل ، أراكم بعد حين إن شاء الله
__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!

التعديل الأخير تم بواسطة شاطئ المحبة ; 04-08-2010 الساعة 06:36 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:48 AM.


images