حجت وهي على وشك الولادة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة موسم الحج ..
أثناء قراءتي مرت عليَّ قصتها ,,, فوقفت عندها متأملاً متفكراً ..
ما هذه المبادرة ؟
ما هذا الحرص؟
ما هذه المسارعة إلى الخيرات؟
ما هذا الإقدام ؟
تنوي الحج وتقدم عليه وهي في الشهر التاسع , بل وفي الأيام الأخيرة منه ..
ولكم أن تعجبوا :
1 /لم تخرج على سيارة أو على طائرة أو باخرة ؟!! وإنما خرجت على راحلة أي بعير غير مريح ,يذهب بها يمنة ويسرة.
2/خرجت وهي حامل بل في الشهر الأخير بل وفي آخر الشهر التاسع, وتعرفون ما تحس به الحبلى في هذا الوقت العصيب ...
3/ خرجت وهي لا تشك بأنها ستلد في الطريق أو في مكة.., خصوصاً في زمانها الذي كان يستغرق الحج فيه شهوراً طويلة ..
4/ستسير أياماً وشهوراً من بلدها إلى مكة , ومع ذلك لم تعتذر بهذا العذر .
5/ ولدت بعد ركوبها ومسيرتها بقرابة 10 كيلو فقط ؟!!!
6/لما جاءها المخاض وولدت , نظفت نفسها ثم ركبت الراحلة وأحرمت وسارت !! وأكملت الحج !!, لم ترجع إلى بلدها , ولم تمكث عند أهلها للنفاس.
7/حملت مولودها معها على الراحلة , وسارت متجهة إلى البيت العتيق , الذي لن تراه إلا بعد أيام طويلة ..
لعلكم اشتقتم إلى معرفة هذه الشخصية ؟!
هي صحابية جليلة ..
من السابقات إلى الإسلام , أسلمت قديماً بمكة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم .
هاجرت مع زوجها إلى الحبشة, وهاجرت إلى المدينة.
فهي صاحبة هجرتين.
وصَلَّت إلى القبلتين .
ولها وقفات ومشاهد وقصص لعلي في مشاركة قادمة أذكرها حتى لا أطيل عليكم.
هي الصحابية الجليلة : أسماء بنت عميس رضي الله عنها
لما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم الناس أنه سيحج خرج معه جمع غفير منهم أسماء بنت عميس فلما وصلوا ميقات المدينة , ولدت محمد بن أبي بكر الصديق في ميقات ذي الحليفة, فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله , فقال : استثفري ثم اغتسلي وأحرمي , وانتهى الأمر !!
............
تزوجت من أكابر الصحابة وتزوجت خليفتين من خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم !
تزوجت بجعفر بن أبي طالب وهاجرت معه إلى الحبشة ثم لما استشهد في معركة مؤتة سنة (8), تزوجها أبو بكر الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأوصى قبل وفاته أن تغسله هي .
ثم لما توفي أبو بكر تزوجها الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
وبالمناسبة : أسماء بنت عميس أخت لإحدى أمهات المؤمنين .. وهي ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها , أخت لها من أمها .
ولأسماء بنت عميس أولاد من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه , وهم :
1. عبد الله
2. ومحمد.
3. وعوف.
وولدت من أبي بكر رضي الله عنه :
1. محمداً , ومحمد بن أبي بكر الصديق هذا نشأ تحت رعاية علي بن أبي طالب زوج أمه.
وولدت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
1. يحيى
2. وعوناً .
وهنا قصة طريفة [وما بين القوسين من كلامي]:
أخرج ابن السكن بسند صحيح عن الشعبي قال :
تزوج علي [بن أبي طالب ] أسماءَ بنتَ عميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر [بن أبي طالب] ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما : أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك , فقال لها علي [أي قال عليٌ لزوجته أسماء] :اقضي بينهما , فقالت : ما رأيت شاباً خيرا من [زوجي] جعفر [بن أبي طالب] ولا كَهْلا خيراً من [زوجي] أبي بكر , فقال لها عليٌ فما أبقيتِ لنا؟ [ يعني ذهبتِ بالخيرية إلى زوجيك السابقين أحدهما شاب والآخر كهل , فما بقي لي أنا
]
.........
لفتة : تعلمون حال المرأة الحامل وحال المرأة النفساء وضعفها وتألمها , وهي بإذن الله مأجورة على ذلك , لكن ماذا تفسرون هذا الضعف الشديد عند نساء زمننا ؟
ربما من كثرة الدعة والسكون أو من الغذاء الذي نأكله ... الله أعلم
ما أن تشعر بالحمل إلا وتلزم الفراش وكذلك إن كانت نفساء وقد تذهب إلى أهلها 40 يوماً ...
لست ألومهن وأقلل مما يعانينه , لكن أستغرب من هذا التغير الذي طرأ علينا جميعنا رجالاً ونساءً , ما عدنا نتحمل ..وكثيراً ما نجزع .
[تنبيه : هناك من تحج وهي في الشهر الأخير , وتقصد أن تلد بمكة تبركاً ؟!! , وقد ترهق نفسها وترهق غيرها , فهذه ليست كأسماء ].
مقصودي من الموضوع :
هو التنبيه على ضرورة المسارعة إلى الحج , وتدارك الأمر وأداء ركن من أركان الإسلام, والاقتداء بهذه الصحابية الجليلة , كيف سارعت إلى الحج وهي بهذه الحال؟
ألا يستحي من مضى وقت شبابه وهو يسوِّف , وهو بكامل عافيته ؟
يعتذر بأعذار واهية :
سأحج بعد زوال الحرّ
سأحج بعد أن أتخرج
سأحج بعد الزواج
السنة هذه عندنا مناسبة
السنة هذه عندي سفر
والمرأة قد تعذر بعدم وجود المحرم , حيث لا تجد من يحج بها , وهي معذورة عند الله حتى تجد المحرم , ولها أجر النية .
لكن بعضهن تتلمس أعذاراً ..
إما أن تقول :
خائفة من الحج
سأحج مع زوجي
موعد الدورة غير مناسب .
....إلى غير ذلك ..
والحديث يجر بعضه بعضاً..
وفق الله الجميع .......
__________________
(..ما أجمل أن تختم يومك ويكون قلبك خالياً من الغل أو الحقد أو الضغينة على امرئ مسلم ..)
التعديل الأخير تم بواسطة منادي ; 09-11-2010 الساعة 11:02 AM