" و علّم آدم الأسماء كلها " هل من ضمنها اللغات .. ؟
الحمد لله الذي خلق الانسان .. و علمه البيان .. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للثقلان
ثم ..
أما بعد ..
أوجد الله تبارك و تعالى .. سيدنا آدم عليه السلام من تراب .. و أمر الملائكة بالسجود له .. إكراماً له ..
ثم منّ الله تعالى على سيدنا آدم عليه السلام بالبيان .. فعلمه أسماء كل مخلوق .. بحر و جبل و شجر و هواء .. تارة بالتلقين و تارة بالإلهام ..
لكن .. السؤال هنا .. هل تعلم آدم الأسماء باللغة العربية فقط .. ؟
إذا كان الجواب : نعم .. فكيف نشأة اللغات الأخرى .. ؟
و هل ما يشاع عن إحدى اللغات أنها تسمي الأشياء بأصواتها .. ؟!
أهل العلم من المفسرين .. سلفا و خلفا .. لأعطوا لسؤالي جواباً شافيا .. و لنهمي علماً كافيا ..
فقد قال ابن عباس رضي الله عنه : علم الله آدم الأسماء كلها و هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس إنسان و دابة و أرض و بحر وسهل و جبل و حمارو أشباه ذلك من الأمم و غيرها ..
فقد قال القرطبي رحمه الله في كتابه الجامع في أحكام القران .. في تفسيره لهذه الآية : أنأول من تكلم بجميع اللغات هو سيدنا آدم عليه السلام علمه الله تبارك وتعالي إياهاعن طريق الإلهام وتلك اللغات المتنوعة واللهجات المتعددة تفرقت في أولاده وستظلمنتشرة بينهم علي اختلاف أجناسهم وألوانهم إلي أن تقوم الساعة ويرث الله الأرض ومنعليها. قال تعالي: "وعلم آدم الأسماء كلها" البقرة: ..31 أي أسماء الأشياء كلها أواللغات جميعها ومن بينها اللغة العربية وقد ألقي جبريل عليه السلام اللغة العربيةعلي لسان نبي الله نوح عليه السلام وألقاها نوح علي لسان ابنه سام وقد جاء في تفسيرالقرطبي ما رواه عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه "إن نوحا عليه السلام لما هبط إلياسفل الجودي ابتني قرية وسماها ثمانين فأصبح ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم علي ثمانينلغة إحداها اللسان العربي وكان لا يفهم بعضهم بعضا". وممن تكلم بالعربية وذاع صيتهيعرب بن قحطان ثم انتشرت اللغات المتعددة في جميع أنحاء العالم.
قال ابن كثير في تفسيره ... هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كل شيء دونهم وهذا كان بعد سجودهم له فعلمه اسم كل شيء باسمه و عرضت عليه أمة أمة
إلى غير ذلك من أقوال العلماء المفسرين في إثبات أن اللغات من عند الله تعالى لا كما يتداول بين الناس من أنها من صنع البشر .. فلقد إختار أدم عليه السلام اللغة العربية .. و تكلم بها .. و نزل القرآن الكريم عربيا .. و هذا يدل على مكانة اللغة العربية بين سائر اللغات .. و كيف أن الإنسان بفطرته يستطيع أن يتقن أكثر من لغة .. و هذا ليس أمراً خارقاً في البشر .. إنما هو إعجاز إلهي .. فسبحان الله و تعالى عما يصفون .. و سلام على المرسلين .. والحمد لله رب العالمين ؛