يقال ان الدنياء غالب ومغلوب .. ومنتصر ومهزوم .. خاضع ومخضوع له .. ونطاح ونطوح ..

قال أبو العتاهيه
كل نطاح من الدهر .. له يوم نطوح ..

هذا القانون موجود في كل زمان ومكان .. وهو من سنن الله في المجتمعات البشريه ..

وهو يسري على كل مؤسسة اجتماعيه

تجده في السياسيه وفي الاسره وفي المدرسه .. الخ الخ

الصغير يتسلط على الكبير .. والذكر يتعالى على الانثى .. والتاجر يأكل مال الفقير .. الخ

نسطيع أن نقول أن وجود قيادة منطقية عادلة او شراكة اخلاقية في المؤسسات

الاجتماعيه اندر من الكبريت الاحمر .. وابعد من جز الواق واق

ذالك ان الناس يحركهم في حياتهم ثلاثة امور

الذاتيه .. الموضوعيه .. الاخلاقية

فالذاتيه هي المتفشيه بين الناس في العصور الماديه وعصور الانحطاط

ماهي الذاتيه ؟؟

الذاتيه هي ان تحكم على الاخرين من خلال منظورك الشخصي الخاص (( السيكولوجي ))

بحيث يكون حكمك على الاخرين من خلال عواطفك وما تحبه وما تكرهه وما ترغب فيه

وفي الاثر (( حبك للشي يعمي ويصم ))

يعمي عن رؤية الحقيقه

ويصم عن سماع الحقيقه

لان الهوى غالب .. وهو اكبر محرك للبشر في كل عصر ومصر ..


ماهي الموضوعيه ؟؟

الموضوعيه هي ان تحكم على الاخرين من خلال قانون اجتماعي او شرعي

والموضوعيه تعنى عدم التحيز .. والاخذ بالحق سؤ كان لك او عليك

فنتظر الى الاخرين وتحكم عليهم من خلال منظور قانوني عدلي يقرر مبداء الحقوق والواجبات

والمجتمعات المتحضره تحكم الموضوعيه في كل حياتها ..

في الاسره .. في الاقتصاد .. في السياسه .. في المدرسه .. الخ الخ

ماهي الاخلاقيه ؟؟

الاخلاقيه هي الحكم على الاخرين من خلال مشاعرهم واحاسيسهم

او نقول ان تجعل نفسك محل الاخرين .. او ان تعامل الاخرين بمثل ما تحب ان يعاملوك به

وهو ارفع علاقة بشريه على الاطلاق ..

قال الامام احمد ما اختلف انا وأم عبدالله (( زوجته )) ثلاثين سنه ..

السبب انه يطبق معها قانون الاخلاق (( عامل الاخرين بمثل ما تحب ان يعاملوك به ))


وفي الحديث الصحيح (( لايؤمن احدكم حتى يحب لا خيه ما يحب لنفسه ))

وحديث اقناع الشاب بترك الزناء حين وجهه الى النظر الاخلاقي فقال

(( اترضاه لامك .. اترضاه لاختك .. اترضاه لزوجك .. قال لا ..
قال ولا الناس يرضونه لاهلهم ))

فالحوار هناء اخلاقي .. جعله ينزل الاخرين منزله نفسه ..

ومنه الحديث الاخر (( ليس المؤمن الذي ينام شبعان وجاره جائع ))

عزيزي القاري

انت تري ان قانون غالب ومغلوب الذي يسري في كثير من البيوت يحتكم على

منظور الذاتيه .. ويسود فيه قاعدة (( لي الذراع )) .. وارغام الانوف .. والتحدي

والصياح واخذ الحق باليد .. وجعل الشريك يلعق البسطار ويقبل القدمين

فالرجل يتفرعن ويتشيطن ويستخدم سلاح الضغط والاجبار والاكراه والابتزاز بالولد

والتهدد بالزوجه الثانيه ..

والمرأه تتفرعن وتستخدم اسلوب الكيد والتحايل والطعن في الظهر وربما لجاءت الى

السحر والشعوذه من اجل جعل الرجل كالخاتم في اليد


السؤال الذي يقرقع في الأذهان

ما حظ بيوتنا من القياده بالاخلاق .. او العلاقه الاخلاقيه بين الشريكين

بحيث ينزل كل واحد منهما نفسه بمنزل الاخر .. او يعامل الاخرين بمثل

ما يحب ان يعاملوه به ؟؟

ما حظ بيوتنا من القياده الموضوعيه القانونيه .. التى تنص على مبدئي

قانون الحقوق والوجبات .. او قانون لك وقانون عليك .. او اعط حق وخذ حق ؟؟