لا أدري لماذا بكيت عندما قرأت الخبر المنشور في إحدى الصحف الدولية عن زوجة أردنية مريضة بداء السرطان وتخضع للعلاج الكيماوي، الذي من أسرع آثاره «سقوط الشعر»، التي بكت هي من التأثر عندما عادت إلى منزلها بعد حقنها بالحقنة الكيماوية الأولى، أما سبب التأثر الشديد والبكاء فهو أن زوجها وأطفالها قرروا مؤازرتها عملياً، وسبقوها فحلقوا شعورهم، حتى الفتيات منهن لكي لا تتأثر حين يبدأ شعرها بالتساقط. إن الحب والمشاركة الوجدانية تعريفان أختلف فيهما المختلفون، وها هما يظهران عملياً تجاه زوجة أم في موقف عبّر ببساطة ونبل عن نفسه، وبلغة غير مسبوقة وبدون حروف. لا أدري لماذا توحدت معها وتخيلتها، وعشت الشعور نفسه، وفرحت أن هناك قلوباً تجيد التعبير عن معنى الحب العميق عملياً... ودائماً أتساءل وأسأل غيري: لماذا يلجأ البعض منا إلى أشخاص معينين ليرتمي في احضانهم ليخرج بصراحة وبدون تزويق كل ما في داخله من مشاعر وهو يعلم تمام العلم أنهم آذان صاغية، وأنهم بئر الأسرار، وأنهم اليد التي تربت عليك بدون ملل ولا كلل، وتعلم انهم يستوعبونك ويفهمونك ويشعرون بك حتى دون أن تشتكي ودون أن تتكلم... تعلم أنهم لن يخذلوك ولن يغدروا بك، وأنهم قريبون وإن باعدت بينك وبينهم المسافات، هم قلوب وأرواح قد يكون لآباء أو أمهات أو أخوات أو أخوان أو أصدقاء، ورغم تعاقب الأيام والليالي، وتباعد المسافات يظلون كما هم لا يتغيرون.
عدد الرسائل الالكترونية التي تصلني تخبرني بحالات الجفاف العاطفي الذي يعيشه البعض منا، وعن الفقد الحقيقي لروح ينتمي إليها وتشعره بالدفء الحقيقي والأمن، فما الذي ينقصنا لنعبر عن محبتنا وعن امتناننا للغير... ما الذي ينقصنا لنعبر عن الحب والشوق والمعنى الحقيقي للمشاركة، كما فعل الزوج الأردني مع الزوجة، وأولاده وبناته مع الأم؟
ما زلت اذكر عيني الفتاة، التي ربما نسيت ملامح وجهها، التي ظلت تحكي عن والدها وعن موقفه الرائع من والدتها، لأن البريق الذي شاهدته بريق يحكي عن فخرها الشديد بوالدها الذي لازم والدتها عشر سنوات أثناء مرضها، والذي كان لا يسمح لأحد مطلقاً إطعامها ولا تمشيط شعرها وتهيأتها الا هو وحده... ترك عمله وهو رجل الأعمال المعروف والثري ولم يتركها حتى رحلت عن الدنيا بين يديه وهي مبتسمة وممتنة له.
كان يصم أذنيه وما زال عن استغراب البعض من تصرفه وسلوكه تجاه زوجته المريضة، ختمت الفتاة حديثها تقول «ما شاهدناه من أبي خفف عنا فقدنا لوالدتنا، بل ربما فرحنا أنها ارتاحت ورحلت وهي هانئة سعيدة برجل دخل حياتها وقلبها وبقي فيه لآخر لحظاتها!».
ولا أدري حتى اللحظة هل استطاعت هذه الأنثى التي زرعت حبها في قلبه فلم يعد قادراً على رؤية غيرها؟ أم هو أصله الطيب الذي علمه أن الزواج شراكة حقيقية بين روحين استطاع أحدهما أن يترجم معنى المودة والرحمة في أحلك المواقف؟
إن صناعة الحب لابد أن تدخل قاموس حياتنا من جديد كصناعة ينبغي أن تُدرسّ وتُعلّم من الصغر في المدارس ودورات ما قبل الزواج... الحب يبقى مجرد كلمة جميلة حتى تثبتها المواقف الحياتية، فقد نجد وقت أفراحنا أشخاصاً بجانبنا، ولكن يبقى الاختبار الحقيقي في المواقف الصعبة، فهي وحدها التي تكشف معادن الناس.
سوزان مشهدي
__________________
saapna81
اللهم صل حبالهم بحبالك واجعلها من احب احبابك واكفها شر عبادك
واكرمها بعطائك00اللهم ارح قلبها ونور دربها ويسر امرها وكن حسبها
في جميع امرها00يقوم حمودي بالسلامه
التعديل الأخير تم بواسطة بنت غامد13 ; 05-11-2008 الساعة 12:20 PM
اه ياقلبي بصراحه ياهيك الناس يابلا..الله يرحمها ويكتبله أجر معروفه معها..موضوع أكثر من رائع سلمت يمينك..أتمنى لك كل ماهو أجمل بالوجود..وقبل أن أنسى أنت كذلك مع فهد وان شاء الله ربي مايضيع تعبك ويكتب لك الأجر..في رعايه الله
__________________ كل الشكر والتقدير للمجموعه السعوديه لدعم مرضى الصلب المشقوق على ثقتهم بي وأتمنى للحمله النجاح كما الرياض (احتواء،لأننانحبهم نحتويهم)
اه ياقلبي بصراحه ياهيك الناس يابلا..الله يرحمها ويكتبله أجر معروفه معها..موضوع أكثر من رائع سلمت يمينك..أتمنى لك كل ماهو أجمل بالوجود..وقبل أن أنسى أنت كذلك مع فهد وان شاء الله ربي مايضيع تعبك ويكتب لك الأجر..في رعايه الله
هلا يا قلبي تسلمين على مرورك وعلى كلامك والله يشفيلي فهودي ويشفيلك حمودي
__________________
saapna81
اللهم صل حبالهم بحبالك واجعلها من احب احبابك واكفها شر عبادك
واكرمها بعطائك00اللهم ارح قلبها ونور دربها ويسر امرها وكن حسبها
في جميع امرها00يقوم حمودي بالسلامه