إن كان السؤال : هل أنتِ بحاجةٍ إليه؟
سيكون الجواب :
نعم
بكل لغات العالم !
وتلك النفس تفيض حباً وعشقاً
تفيض إحتياجاً وشوقاً
كيف ستكون ملامحك
حديثك
أفكارك
مشاعرك
وقبل كل شيء
حنين كالفيضان
لصوتك
ليس بكلمات الحب
بل بما هو أروع
ترتيلك للقرآن !
نعم
كم من مرة تمنيت
صلاة تجمعني بِك
تقرأ وتُرَتّل
بخشوع ورجاء بالكريم
فيصير بيتنا عامراً بذِكر الله
وتنسكب الرَحَمات من رب العباد
وتمتد حِبال المودة والرحمة بين قلبي وقلبك
فتغدو رِباطاً لا تقدر عليه شدائد الأيام
ربما كنتُ لا أهتم بالسنوات
لكنها الآن صارت غير
ربما كان المثال غريباً :
صِرتُ كَمَن يملك مالاً كثيراً يُدفيء جيب سترته
راح ينفق منه
باله مطمئن
ولم لا ؟!
فالخير وفير
لكن فجأة استرعي انتباهه خِفة في جيبه !
فصار يصرِف بحساب !
ألم أقُل أن السنوات صارت غير ؟!
لم يَعُد السؤال : متي تكون الفرحة ؟
بل كيف الصبر حتي تأتي الفرحة ؟!
لقد ترك فارس كل واحدة أمانة لديها
فكيف سيسترد وديعته ؟!
هل سيكون نصيبه روحاً عَذّبها الألم ؟!
وعيوناً أرهقتها الدموع ؟!
وجسداً انسكبت عليه آلام الروح
فصارت أوجاعاً مَرَضية؟!
ليتني أعلمُ لكَ عنواناً
فأرسل لك ذلك السؤال
الذي طالما تكرر حدّ التعب
" هل أنتَ هناك في مثل ما أنا فيه هنا ؟! "
لكنني أفيق علي تلك الحقيقة
أيتها النفوس تعالي نعقِد معك تلك الهدنة
تعالي واقتربي
ما أوجعت الدموع إلا عيون صاحبها
ما أحرقت آهات القلوب إلا صدور مالكيها
بمنتهي مفردات البساطة
كلما أبتعد عنكِ انتِ أيتها الروح ... روحي
لا أجد سواك
أنتِ في كل وقت
أنتِ في أي وقت
ربما تستمعين لهمساتي مصغية منتبهة حيناً
وحيناً مُجبرة ... مُكرَهة
فأين تذهبين ؟!
ليس لي سواكِ
وليس لكِ سواي
كُنتِ الرفيقة في الألم
فابقي حتي يحين أوان الفرحة
لا تتعجبي من كلماتي
لا تتساءلي :
" ماذا بها اليوم ؟!"
لا تكرري السؤال
فقد انعدمت لديّ الأجوبة
فقط أريد أن أحبك روحي
أريدك أن تضميني
فكيف لي أن أشكو رفض الناس لكِ
بينما أنا لكِ أول الرافضين ؟!
حاولي أن تتغيري من أجلي
وسأسعى لأن أخطو نحو الأفضل من أجلك
فأنتِ لستِ ثوباً
أخلعه وقتما تفيض نفسي مللاً منه
امنحيني فرصة
ولكِ مني مثلها
لنكون أفضل
جاء ذلك الفارس
أو لم يجيء
به
أو بدونه
لي عند رب العالمين كتاب
فليكُن رجائي متوحد برجاءك
أن نناله باليمين
اللهم آمين