أخناتــــون هــــو ذو القرنيــــن ويأجـــــوج ومأجـــــوج بالصيـــــن
أخناتــــون هــــو ذو القرنيــــن ويأجـــــوج ومأجـــــوج بالصيـــــن
كتب جمال العسيري:
وجدت هذا الكتاب* (فك أسرار ذي* القرنين ويأجوج ومأجوج*) على رفوف إحدى المكتبات في* المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية،* فظننت لأول وهلة أنه من كتب الإثارة الدينية الكثيرة التي* يعمد أصحابها أحيانًا الى اختيار موضوعات* غيبية في* الدين الإسلامي* يغلفونها بعناوين ورسومات مثيرة لزيادة المبيعات،* لكن ما لفت نظري* ودعاني* الى تصفح هذا الكتاب كلمة وردت في* عنوانه بخط جانبي* صغير أحمر* : (أخناتون*) بعد كلمة ذو القرنين،* فتبادر الى نفسي* أيضا أن الكاتب ربما من أولئك الذين* يلوون عنق الآيات لتتوافق مع قصص وآثار تاريخية وظواهر طبيعية أو* يلوي* عنق هذه الأخيرة لتتوافق مع القرآن،* ومثل أولئك كثير،* ولكن عندما تصفحت الكتاب وجدته بحثا علميا عظيما كان خلاصة دراسة حضارات ولغات وآثار ورحلات وأسفار،* فاشتريته وقرأته في* ثلاثة أيام ثم لازلت أعيد قراءته ودراسته،* ولو وصفت الكتاب بأنه شيق لما وفيته حقه،* فهو بحث علمي* يعدل وحده عشرات من رسائل الدكتوراه*.
قرأنا سورة الكهف مرات ومرات بما اشتملت عليه من قصص وأخبار* غريبة وعجيبة،* ومن أغربها قصة* يأجوج ومأجوج وذو القرنين ومطلع الشمس ومغرب الشمس،* وغيرها من القصص،* وكانت جميعها وإن علمنا مغزاها ومعناها فإنها كانت كوقائع تاريخية تتسم بالغموض وعدم الوضوح لدرجة اعتبرها معظم العلماء والمعنيين بالعلوم القرآنية أنها من الغيبيات التي* لا* يدركها الظن والتي* يستحسن النأي* عن مناقشتها أو الجدل فيها*.
الباحث السعودي* حمدي* بن حمزة الجهني،* وهو أيضا بالمناسبة عضو معين في* مجلس الشورى السعودي،* مثله مثل ملايين المسلمين لم* يكن* يملك سوى التسليم بهذه الحقائق وان كانت تشغله وتأخذ حيزا من تفكيره،* ولم* يدر بخلده أبدا أنه سيكون في* يوم من الأيام الرجل الذي* يكشف الله به سر* يأجوج مأجوج وذي* القرنين وما ارتبط بهما من أحداث وقصص*.
شاءت إرادة الله أن* يسلك الجهني* *-* كما* يقول هو في* كتابه* *-* دربا قاده الى البحث في* قصة ذي* القرنين ويأجوج ومأجوج ومغرب الشمس ومطلع الشمس،* فعلم أصل كلمتي* يأجوج ومأجوج ومعناهما،* بحث عن مكانهما فوجده،* ورأى الردم الذي* بناه ذو القرنين وصور عنده،* وجد مطلع الشمس،* ثم وجد مغرب الشمس،* سافر اليهما،* صورهما وبحث في* آثارِهما،* وتوصل بما لم* يدع مجالا للشك وبدراسة الخطوط والآثار والكتابات الهيروغليفية ان الرجل الذي* وصل الى مغرب الشمس ثم الى مشرق الشمس ثم الى بلاد بين السدين وبنى الردم انما هو رجل واحد،* انه ذو القرنين،* ومن هو ذو القرنين؟ هذا هو السر الأعظم الذي* كشفه فكان حقا من أعظم الكشوفات التاريخية في* هذا العصر،* وهو ما قد* يعيد حسابات الكثير من العلماء والكتاب والباحثين في* الحضارتين المصرية والصينية القديمة*.
وحتى لا اطيل عليكم في* تقديم الكتاب دعوني* آخذكم في* رحلة سريعة معه* .
لقد ظلت قصة ذي* القرنين ويأجوج ومأجوج مسيطرة على ذهن الباحث وتفكيره واستحوذت على كل اهتمامه لفترة طويلة عندما كان* يعد كتابا عن الإدارة اليابانية مستشهدا فيه بقصة ذي* القرنين وادارته لعملية بناء الردم وطريقة البناء ونظام الجودة الذي* اتبعه فيه*. ثم قيض الله له سببا لم* يخطر على باله فأتبع سببا،* فقد وصلته رسالة من الاتحاد السعودي* للدراجات ترشحه لترؤس الوفد السعودي* الى الصين،* والرجل ليس له أدنى اهتمام بهذه الرياضة*!،* فلم* يتردد وقبل الدعوة وسافر الى الصين*.
تعرف باحثنا حمدي* بن حمزة الجهني* على استاذ صيني* يدرس في* احدى جامعات الصين،* وبين ثنايا الحديث طرح الجهني* على الأستاذ الصيني* لفظ* يأجوج ومأجوج وما اذا كان اللفظ له معنى باللغة الصينية،* فقال له الأستاذ الصيني* ان كلمة* ''يأ*'' تعني* باللغة الصينية آسيا،* و* ''جو*'' تعني* ''قارة*''،* وان كلمة* ''مأ*'' تعني* ''الخيل*'' ،* ويقول الباحث ان الكلمات تنطق باللغة الصينية تماما كما تنطق في* القرآن الكريم،* فقفز فرحًا من شدة المفاجأة*.
أخذ* يكثف بحثه في* اللغة والقواميس الصينية* .. فتوصل بعد سؤال وبحث طويل الى ان تفسير قوله تعالى* ''... ان* يأجوج ومأجوج مفسدون في* الأرض* ..'' وفقا لمعنى هذه الكلمات باللغة الصينية هو ان سكان قارة آسيا وسكان قارة الخيل مفسدون في* الأرض* .
كثف بحثه في* التاريخ الصيني،* فوجد ان كتب التاريخ الصيني* والآثار الصينية تجمع ان أول حائط دفاعي* بني* في* الصين كان في* عهد أحد ملوك* ''أسرة شانغ*'' في* الفترة الواقعة بين* (1300* - 1150* قبل الميلاد*) في* مدينة* ''جنج جو*'' في* منطقة خنان وسط الصين الواقعة بين مانعين طبيعيين كبيرين هما النهر الأصفر من الشمال ونهر* يانجستي* من الجنوب وهما من أكبر انهار الصين*.
وتذكر الكتب الصينية ان هذا الحائط بني* لصد اعتداءات جيران مملكة شانغ* الصينية الشماليين ممن عرفوا منذ قديم الزمان بشعوب الخيل والذين* يطلق عليهم الصينيون بلغتهم اسم مأجوج،* وهو* يختلف عن بقية الحوائط الدفاعية بأنه عبارة عن* ''ردم*'' وليس* ''سور*''،* وآثاره ما زالت قائمة،* وانه بني* بنظام هندسي* معين من خصائصه أنه شيد بين حائطين من الخشب القوي* ثم تم افراغ* مادة كربونات الكالسيوم بين هذين الحائطين بطريقة متطابقة تماما لما ورد في* القرآن الكريم*. وان الملك الذي* بني* في* عهده الردم كان معاصرا لعهد توت عنخ آمون في* مصر،* وتوت عنخ آمون هو الفرعون الذي* خلف اخناتون* / ذو القرنين في* الحكم* .
ومع مزيد من البحث في* التاريخ الصيني* تبين له وجود قوم كانوا* يعيشون في* ولاية صينية مجاورة لمملكة شانغ،* ويذكر التاريخ الصيني* بأن أولئك القوم كانوا* غير صينيين وانما قدموا للصين من* غرب آسيا،* وكان الصينيون* يدعونهم* chou* أي* ''شعب ال تشو*''،* وتشو تعني* بالصينية الشمس،* ولا* يخفى مدى اهتمام ذو القرنين بالشمس*.
وتذكر المراجع الصينية ان قائد هؤلاء القوم ومن معه من قومه واسرته هم الذين أدخلوا عبادة التوحيد في* الصين لأول مرة في* التاريخ وانهم كانوا* يدعون إلهَهم أو معبودهم بلفظ* ''تين* - أو تيان*''،* وهنا تأكد لديه ان القوم انما هم قوم ذي* القرنين* / اخناتون الذي* سمى معبوده في* الحضارة المصرية القديمة* ''أتين*'' أو اله الشمس*.
ثم تساءل الباحث* : ان كان هذا الردم هو الذي* بناه ذو القرنين للصينيين لحمايتهم من اعدائهم* ''يأجوج*'' سكان قارة آسيا* ''ومأجوج*'' سكان قارة الخيل قبل* 1300* عام قبل الميلاد تقريبا،* فمن تكون قارة آسيا في* عرف الصينيين القدماء ومن تكون قارة الخيل؟
رجع الى ذلك التاريخ ودرس اوضاع الصين في* تلك الفترة،* فعرف ان الدول التي* كانت تحيط بالصين في* تلك الحقبة من الزمن والتي* كان للصين معها حدود هي* اليابان وكوريا ومنشوريا وسيبيريا ومنغوليا ودول آسيا الوسطى وهي* جميعها من قارة آسيا ممن* يصفهم الصينيون بـ* '' يأجوج*'' ،* أما* ''مأجوج*'' او سكان قارة الخيل فإن سكان منغوليا* يأتون على رأس قائمة هؤلاء الناس،* وهم نفسهم الذين* يطلق عليهم الغربيون اسم شعب الخيل أو الرعاة احيانا أخرى،* وهؤلاء القوم عرفوا منذ ما قبل عهد أسرة شانغ* بأنهم اعتادوا على شن الحروب على الصين من جهة حدودها الشمالية والشمالية الغربية،* وهذه الصفة ظلت ملازمة لهم حتى قرون قريبة كان آخرها ما حدث في* القرن الثالث عشر الميلادي* على* يد جنكيزخان وهولاكو الذين اعتدوا وعاثوا في* الأرض فسادا وتدميرا لم* يشهد له العالم مثيلا* .
بعد كل هذه المعلومات التاريخية المهمة لم* يسع الباحث الا ان* يقوم بزيارة الى الردم،* فوصل اليه في* 2002* صوّره وصوّر عنده ودرسه ودرس المنطقة المحيطة به وتيقن حينها تمام اليقين ان هذا الردم هو نفسه الذي* بناه ذو القرنين للتطابق العجيب بين النمط الإنشائي* من حيث النوع والاسم والمواصفات واساليب البناء والغرض من البناء في* القرآن الكريم وما كتبه ووصفه المؤرخون الصينيون والواقع المشاهد أمامه في* جانج جو*.
وتوسع الكاتب في* ذكر الدلائل والمواصفات العلمية والتاريخية والأثرية* يستحسن الرجوع اليها في* الكتاب القيم* .