للعظة والعبرة
عاش المعتمد في قصور وبساتين ، فرأت بناته طيان يخوضفي طينه فأردن أن يفعلن مثله فأحضر لهن أبوهن طين مخلوط بالمسك والكافور000ثم بعد ذلك حوصر وذهب ماله وسجن ببلدة أغمات ، فزارته بناته وهو في السجن في ثياب رثة بالعيد فتفطر قلبه فقال :فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا00فساءك العيد في أغمات مأسورا ، ترى بناتك في الأطمار جائعة 00يغزلن للناس مايملكن قطميرا ، برزن نحوك للتسليم خاشعة 00أبصارهن حسيرات مكاسيرا، يطأن في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأمسكا وكافور 0 (السير) 00مما بستفاد من هذه القصة أنه يجب علينا أن نقيد النعمة بالشكر وإلا زالت ولنعلم أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ، ولنعلم أنه ليس بيننا وبين الله حسب ولا نسب وإنما مقياس التفاضل هو تقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، ولنعلم أن الأيام دول فكم من فقير أصبح غنيا وكم من غني أمسى فقيرا فعلينا مراقبة الله في كل تصرفاتنا وأن نمتثل لأوامره ونجتنب نواهييه ولنحذر من الكبر والترف وحقران الناس والتعالي عليهم فمصير كل متكبر هو مصير قارون وهامان وغيرهم من طواغيت الارض الذين أهلكهم الله الجبار المتين ودمتم في حفظ الله ورعايته