أختي الكريمة ...
سمو الأميرة
بدايةً اشكرك على الموضوع الجميل و المفيد كما ذكرت ...
بداية لعلي أتكلم هنا بصفتي رجلا يريد أن يتكلم عن معنى ( جمال الروح )
هل رأيت زوجين كبيرين في السن ، قد أكل الدهر عليهما وشرب ... كما يقال ...
لكنهما لا يزالان يحبان بعضهما ...
أكيد أنك قد رأيت مثل هذا أو على الأقل قد سمعت ...
تأملت في هذا الأمر ( لماذا ) يظل هذا الحب متدفقا مع أنهما قد عاشا معا الثلاثة و الأربعة عقود من الزمان ؟
كنت متخوفا من هذه النقطة قبل الزواج ...
السر ...
الجمال ... جمال الروح ...
أعرف قصة لشيخ ...
كلما اتصلت عليه زوجته ... تكون أول كلمات وعبارات رده عليها ...
" أهلا يا مهجة قلبي ..."
مع العلم أنهما كبيران في السن ...
أخواتي الكريمات ...
دعوني أخبركم بقصتي ...
بفضل الله تزوجت فتاة تصغرني بثلاث سنين ...
كنت أبحث أول ما بحثت عنه حينما طرح اسمها لي ... عن ( دينها )
وعن ( حيائها وخلقها )
ووالله هتين الصفتين هما ( زينة المرأة ) ...
وكنت راضيا بأقل قدر من الجمال فيها ...
وكانت على قدر متوسط من الجمال بالنسبة لي ...
فهل تصدقين أن جمالها بفضل الله عز وجل يزدان يوما بعد يوم ...
الجمال ... جمال الروح ...
اخواني / اخواتي الكرماء
لو كان لديك تحفة تود شراءها ، ورصدت لها تلك المبالغ الطائلة حتى تشتريها ...
ثم اشتريتها ...
فأسألكم بالله ...
كم من الوقت ستحتاج / و تحتاجين حتى تصبح تلك التحفة ( مألوفة بالنسبة لك )
بل وستمل منها ...
شهر ... 6 شهور ... سنة ... سنتان
ثم ماذا ؟
ثم تصبح تلك القطعة ( عادية جدا ) بالنسبة إليك ...
الجمال ... جمال الروح ...
صدقوني ...
من اختار امرأة لتكون شريكة حياته ...
وكان المعيار الوحيد للاختيار هو ( جمالها فقط ) ...
لن أقول ( لن يوفق ) لان التوفيق بيد الله عز وجل أولا و آخرا ...
لكنني سأقول بأنه سيمل من شكلها إن عاجلا أو آجلا ...
أذكر قصة طريفة حكاها لنا أحد الدعاة ...
يقول :
كنا في الحج ، و إذ بي أرى حاجا مصريا أخذ الشيب من رأسه كل مأخذ بل ( و اشتعل الرأس شيبا )
كان يبحث عن زوجته الضائعة في تلك الملايين المملينة ...
فأول ما وجدها قال لها : ..
" كنتي فين يا حياتي !!! "
فتعلمت جمال الروح من إخواننا المصريين ...
إذا أحببت أن أختصر لك تعبيري الخاص ووجهة نظري الخاصة عن مفهوم جمال الروح :
فأقول ( جمال الروح ) : هو ( الرضى )
صاحب النفس الراضية الرضية ...
الراضية بما قسمه الله لها ...
الراضية بما وهبه / ووهبها الله عز وجل من :
جمال ... أو ذكاء ... أو موهبة ...
فالله عز وجل لا يظلم أحدا و هو أعدل العادلين ...
فقد قسم الجمال و الذكاء و الموهبة بين الناس ...
حتى يحمد العبد ربه حق الحمد على كل نعمة ، و ألا يتكبر و يتعالى على الناس ...
ألا ترون أن أكثر الناس إعاقة هم أكثر الناس
ذكاءاً ...
سبحانه عادل مع الكل ... بل هو أحكم و أعدل العادلين ...
وتذكري أختي الكريمة و أنا أشهد الله على ما أقول ...
و الله ثم والله ثم والله
أن ( جمال الروح ) : يكمن في الرضا بما قسمه الله لك ...كلمات خرجت من القلب ... و أتمنى أن تتكون قد وصلت لقلب كل أخت ظنت أن الجمال جمال الجسد و الوجه ....
بل الجمال ... جمال الروح
جزاك الله خيرا أختي سمو الأميرة على هذا الموضوع .... وبارك في قلمك
jamal-alroo7