مهم : تعالوا نذكر الله معاً وندعوا فيستجاب لنا
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي الكرام
مما لا يخفى عليكم إنتشار ظاهرة الذكر والدعاء الجماعي في المنتديات ... وإقبال الناس عليه بشكل كبير
دون السؤال عن المستند الشرعي لهذا الموضوع !!!
وكثير ما أرى إتفاق الأعضاء على توقيت معين يتواجدون فيه ويوحدون فيه الدعاء ... دون معرفة الحكم في
ذلك ... لهذا السبب كان لزاماً على الهيئة الشرعية إيضاح هذا الأمر للجميع
أولاً : الذكر الجماعي
وهو أن يجتمع أناس في مجلس

أو في مسجد

ويذكرون الله بصيغة لم ينزل الله بها من سلطان ... كأن يسبحون الله 100 مرة ... ويحمدوه 100 مرة ...
ويستغفروه ... وهكذا
قال الدارمي رحمه الله : أخبرنا الحكم بن المبارك أن عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟؟قلنا : لا .
حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعاً فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد أنفاً أمراً أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيراً قال : فما هو ؟؟ فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرونَ الصلاة في كل حلقةٍ رجلٌ وفي أيديهم حصى

فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة، قال: فماذا قلت لهم؟
قال: ما قلت لهم شيئاً انتظار رأيك أو انتظار التابعين. قال: أفلا أمرتهم أن يعدُّوا سيئاتهم وضمنتَ لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقةً من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
أخرجه الدارمي في سننه: 1 / 79، برقم: (204). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 5/11.
7
7
7
7
7
7
وقفات
7
7
7
7
7
7
قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد أو
مفتتحوا باب ضلالة) ... وهنا حصر الحكم على هذا الفعل الحادث، في نتيجتين:
أحدهما: أن يكونوا على ملة هي أهدي من ملة محمد صلى الله عليه وسلم .
والثانية: أن يكونوا مفتتحي باب ضلالة.
ولعل هذا الحصر يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»
فما أجملها من عبارة، تشرح هذا الحديث شرحاً وافياً ... ولذلك كانت النتيجة الثانية هي المتحتمة.
ولو نظرنا إلى ما أنكره عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لوجدنا أن ما اجتمع عليه هؤلاء هو نوع من الذكر
المشروع في أدبار الصلوات، وهو التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير ثلاثاً وثلاثين، وهذا
في حد ذاته سنة مشروعة في أدبار الصلوات، فلماذا أنكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا الفعل
بهذه الطريقة ؟؟؟؟
الجواب:
أن كل هذا الإنكار الشديد كان لمجرد الصفة المبتدعة في الذكر، حيث كان جماعياً وكان يُستعان فيه
بالحصى ... مما لم يُعهد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر وعمر .
ثانياً : الدعاء الجماعي

حكم الدعاء الجماعي
السؤال: هل الدعاء مع الجماعة لا يجوز ?
الجواب :
الحمد لله
الدعاء مع الجماعة (بمعنى أن يدعو أحدهم ويؤمن الباقي) إما أن يكون ثبت ذلك في السنة ، كما في الاستسقاء وفي دعاء القنوت . فهذا لا شك أنه مشروع .
وإما أن يكون في مواضع لم يثبت فيها ذلك في السنة النبوية ، كأدبار الصلوات ، أو عقب دفن الميت ، أو في عرفة ، ونحو ذلك ، فهذا لا بأس به إذا فُعل أحياناً ، فإن كان ذلك عادة مستمرة كان بدعة .
وإليك طرفاً من كلام أهل العلم في ذلك :
1- سئل الإمام أحمد رحمه الله : هل يكره أن يجتمع القوم يدعون الله ويرفعون أيديهم ؟ قال: ما أكرهه للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد إلا أن يكثروا. انتهى
قال ابن منصور : قال إسحاق بن راهويه كما قال ، وإنما معنى : إلا أن يكثروا : إلا أن يتخذوها عادة حتى يكثروا .
وقال أبو العباس الفضل بن مهران : سألت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل قلت : إن عندنا قوما يجتمعون فيدعون ويقرءون القرآن ويذكرون الله تعالى فما ترى فيهم ؟
قال : فأما يحيى بن معين فقال : يقرأ في المصحف ، ويدعو بعد صلاة ، ويذكر الله في نفسه . قلت : فأخٌ لي يفعل هذا قال : انْهه . قلت : لا يقبل . قال : عظه . قلت : لا يقبل , أهجره ؟ قال : نعم .
ثم أتيت أحمد حكيت له نحو هذا الكلام ، فقال لي أحمد أيضا : يقرأ في المصحف ، ويذكر الله تعالى في نفسه ، ويطلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : فأنهاه ؟ قال : نعم . قلت : فإن لم يقبل ؟ قال : بلى إن شاء الله تعالى ، [يعني : سيستجيب إن شاء الله] فإن هذا مُحْدَث , الاجتماع والذي تصف .
قلت : فإن لم يفعل أهجره ؟ فتبسم وسكت " انتهى من "الآداب الشرعية" (2/102) .
2- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الاجتماع على القراءة والذكر والدعاء حسن مستحب إذا لم يتخذ ذلك عادة راتبة كالاجتماعات المشروعة ، ولا اقترن به بدعة منكرة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (22/523) .
3- وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن إمام يرفع يديه بعد الصلوات المكتوبة والمأمومون كذلك ، يدعو الإمام والمأمومون يؤمنون على دعائه .
فأجابت :
" العبادات مبنية على التوقيف ، فلا يجوز أن يقال : هذه العبادات مشروعة من جهة أصلها أو عددها أو هيئتها ، أو مكانها إلا بدليل شرعي يدل على ذلك ، ولا نعلم سنةً في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا من قوله ، ولا من فعله ، ولا من تقريره " انتهى من "مجلة البحوث الإسلامية" (17/55) .
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء أيضا عن شخص كانت عادته أن يطعم الطعام لطائفة من الناس في كل يوم جمعة ، وبعد قضاء الطعام لا يتركون أماكنهم ومجالسهم ، بل ينتظرون الدعاء لأحد منهم ، الذي عينه صاحب الطعام ، أن يدعو الله أن يصل ثواب ذلك الطعام إلى أهاليهم الموتى وأقربائهم ، وفي أثناء ذلك الدعاء يرفع السائل يده مع الحاضرين وهم يقولون : (آمين) ، فهل هذا الدعاء الذي ترفع فيه الأيدي جماعة بعد الطعام جائز أم لا؟
فأجابت : "الدعاء الجماعي بعد الطعام بالكيفية المذكورة لا أصل له في الشرع المطهر ، فالواجب تركه ؛ لأنه بدعة ، والاكتفاء بما جاءت به السنة من الدعاء لصاحب الطعام بالبركة ونحو ذلك ، كل شخص يقوله بمفرده ، ومما جاء في السنة قول : (اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم) وقول : (أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة) " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (24/190) .
4- وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : بعض الناس يجتمعون على حديث ذكر, وفي النهاية يقومون بدعاء جماعي ، واحد يدعو والبقية يقولون: آمين , هل هذا صحيح ؟
فأجاب : "هذا صحيح إذا لم يتخذ عادة , فإن اتخذ عادة صار سنة , وهو ليس بسنة , فإذا كان هذا عادة كلما جلسوا ختموا بالدعاء ، فهذا بدعة ، لا نعلمها عن النبي عليه الصلاة والسلام , وأما إذا كان أحياناً كأن يمر بهم وعيد أو ترغيب ثم يدعون الله عز وجل فلا بأس , لأنه فرق بين الشيء الراتب والعارض , العارض قد يفعله الإنسان أحياناً ولا يلام عليه , كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام أحياناً يصلي معه بعض الصحابة في صلاة الليل جماعة , ومع ذلك ليس بسنة أن يصلي الإنسان جماعة في صلاة الليل إلا أحياناً " انتهى من "لقاءات الباب المفتوح (117/21).
__________________
وليتك تحلـو والحيـاة مـريـرة ... وليتك ترضى والانام غضاب
وليت اللذي بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خـراب