لماذا تكرهني حبيبتي ؟
اليوم أقص عليكم قصة واقعية 1000% ، حدثت لصديق من اعز اصدقائي ، و لكم تأثرت من قصتة ، لان حجم الحزن فيها كثير ، و إليكم القصة .
زارني صديقي ذات مساء و جلسنا معا نتكلم عن العمل و مشاكله و ما يدور فيه حتي سألته فجاة ، الن تتزوج ؟
قال : لا
قلت : و لماذا ؟
قال : انت كما تعلم ان قلبي مشغول ، و يابي علي ضميري ان ارتبط باخري و اجعلها تتعلق بي و تحبني و انا احب غيرها ، انا اعتبر هذا خيانة .
قلت : و لكنك لم تحكي لي قصتك مع هذه الفتاة التي تعلقت بها ؟
قال : لقد بدأت القصة كما تعلم عندما استأجرت محلا في شارع يبعد عن الشارع الذي اسكن فيه بثلاثة شوارع ، و اثناء جلوسي في المحل لاحظت فتاة تعبر امامي في الشارع غاية في الجمال - و هي بالمناسبة تشبهني كثيرا في الخلقة - و الاناقة باحتشام و بدون تبذل ، شاهدتها تمر امامي عدة مرات حتي لم استطع كبح فضولي و اصبحت انتظرها يوميا امام المحل من الخارج في نفس الميعاد الذي تمر فيه ، و لاحظت فعلا انها محتشمة في ملبسها ، لا تضع مكياج ، لا تظهر انوثتها ، بل علي العكس تداريها .
قلت : و انت تكره دائما اظهار الانوثة
قال : نعم ، انا اكره الفتيات الاتي يظهرن انوثتهن و جمالهن ، اعتبرهن يردن استعباد الرجال بهذا ، و هذا بالطبع امر مهين جدا لاي رجل حر ، تماما كما لو تعرض لك احد البلطجية مفتولي العضلات و دفعك في صدرك بقوة و قال لك "اركع تحت قدمي"
قلت : اكمل قصتك معها
قال : بدأت اعجب بها و بشدة ، خصوصا انني كنت اراها تمر من امامي هي و والدتها و يذهبا لصلاة العشاء في المسجد
قلت : و كيف عرفت ذلك ؟
قال : مشيت خلفها و علمت
قلت : هل كانت تسكن في هذا الشارع ؟
قال : نعم
قلت : هي جارتك اذن
قال : و انعم بها من جيرة ، فتحت محلي في الصباح الباكر و انتظرت عبورها من امامي لامشي خلفها و اعلم اين تعمل
قلت : و علمت ؟
قال : لا ، لانها ببساطة ركبت في اتوبيس المؤسسة التي تعمل بها ، و لم اعلم بالطبع اين تعمل
قلت : و هل علمت اين تسكن بالتحديد ؟
قال : نعم ، فقد تابعتها من بعيد و هي تدخل مسكنها
قلت : كيف تعرفت عليها اذن ؟
قال : قبل ان اتعرف عليها ، حاولت ان اجرب حبي لها ، ففتحت لها باب قلبي قليلا ، فدخلت دونما عناء
قلت : و هل تتحكم في باب قلبك ؟
قال : نعم ، فانا استطيع ان اغلقه في وجه من اشاء
قلت : كيف تعرفت عليها ، اريد ان اعرف ؟
قال : كلمت والدتي في الموضوع ، فاخبرتني ان استوقفها في الشارع و اسالها ، لكن لم يعجبني هذا الحل لان ذلك سيحرجني و يحرجها خصوصا ان هذا في شارعها و امام جيرانها الذين يعرفونني و يعرفونها
قلت : فماذا فعلت اذا ؟
قال : طلبت من امي ان تطلب من جارتنا في السكن و صديقة امي في نفس الوقت و سنها مقارب للفتاة التي اريدها ، ان تستوقفها هي و تسالها و تتعرف عليها ، فوافقت والدتي و كلمت جارتنا فوافقت و رحبت
قلت : اكمل
قال : و في ميعاد عودة حبيبتي من عملها انتظرتها جارتي و امي معا عندي في المحل و عندما مرت امامنا استوقفتها جارتنا و تعرفت عليها و اخذت تليفونها و حدثتها فيما بعد عني و كانت حبيبتي موافقة علي كل ظروفي و طلبت من جارتنا ان تتحدث معي تليفونيا
قلت : و هل حدثتها تليفونيا ؟
قال : نعم ، و قد طلبت هذا الطلب لان عندها مشكلة في نطق الحروف فارادت ان اعلم بها بشكل عملي قبل ذهابي للبيت
قلت : و ماذا كان رايك في هذا ؟
قال : يا صديقي العزيز انا كنت احببتها بالفعل و لن اتخلي عن حبها لامر خارج عن ارادتها ، وافقت طبعا و اصبحت احب جدا طريقتها في نطق الحروف لانني احب كل شيء منها و طلبتها للزواج عن طريق جارتنا ، ففوجئت برفضها دون ابداء اي اسباب و قطعت جميع الاتصالات بينها و بين جارتنا
قلت : و ماذا فعلت بعد ذلك ؟
قال : امتنعت بالطبع من انتظارها امام المحل في ميعاد عودتها من العمل ، و لكن رؤيتها في حد ذاتها كانت تهيج في داخلي المشاعر ، فقد كنت اراها ثلاثة مرات في اليوم ، مرة و هي عائدة من العمل ، و مرتان اثناء ذهابها مع والدتها و عودتها من صلاة العشاء في المسجد
قلت : و كيف قاومت هذه المشاعر ؟
قال : الدعاء ان يرحمني الله و يشفيني من هذا الحب و قررت ان اترك هذا المحل و اغلقه نهائيا
قلت : و هل فعلت ذلك ؟
قال : نعم ، و لم ينتهي حبها رغم ذلك من قلبي ، فكلمت احد جيرانهم المقربين اليهم ان يفاتح ابوها و يكلمه عني ، فوافق هذا الجار و رحب بشدة ، لانني كنت امتلك سمعة طيبة جدا بين اهل هذا الشارع الذي تسكن فيه حبيبتي ، و فعلا كلمه جاري و قال له ابوها ان هذا الموضوع لا يناسبهم و ان ابنته قد كلمتني تليفونيا من قبل
قلت : ماذا ؟ هل قال ابوها هذا ؟
قال : نعم ، و قد صدمني ذلك بشدة ، فهو بهذا يسيء لابنته و بشدة ، و فعلا اوضحت الموقف لجاري و اضطررت للكذب دفاعا عن سمعتها و شرفها حتي لو لن تكن من نصيبي ، و اخبرته انني فعلا كلمتها في التليفون و كانت تجلس معها امها و كلمت امها ايضا
قلت : خيرا فعلت
قال : فوجئت بعد ذلك باحد الجيران في شارعي انا يكلمني و يخبرني ان والد حبيبتي قد ساله عني و عن اخلاقي ، فاجابه بخير و انني علي خلق و دين ، ثم سال جاري ابي بعد ذلك هل كانت حبيبتي تاتي لي في المحل قبل ذلك و هل كلمتني في التليفون؟
قلت : و ماذا كان ردك ؟
قال : ذهبت لجاري و شرحت له الامر ، انها لم تاتي قط عندي في المحل و عندما كلمتهم تليفونيا كان الحوار امام والدتها و في وجودها و حدثت والدتها ايضا و ان الفتاة غاية في الادب و الاحترام و انها ان كانت غير ذلك ما تقدمت لها ابدا
قلت : دافعت عنها رغم انها رفضتك
قال : نعم ، فهذه اخلاقي ، كما انني لا اريد ان تتزوجني رغما عنها
قلت : و كيف تتزوجك رغما عنها ؟
قال : اذا فسدت سمعتها بسببي ، و اشيع بين الناس ان بيني و بينها علاقة ، لانصرف العرسان عنها و بالتالي تزوجتني رغما عنها
قلت : انت تريدها ان تتزوجك لانها تحبك ؟
قال : بالضبط
قلت : و ماذا فعلت بعد ذلك ؟
قال : ظننت ان سبب رفضها انني لم اعجبها شكلا او كخلقة ، علي الرغم انني وسيم بشهادة الجميع ، و لكني فرضت ذلك ، و لما كان العرسان يرفضونها بسبب هذا العيب البسيط لديها في النطق ، فقد سائت حالتها النفسية و اصابها الكثير من الحزن ، و لاني مازلت احبها و بشدة و يضايقني جدا ان اراها حزينة ، فقد حملت علي عاتقي ان ابحث لها عن عريس مناسب و اوصيت احدي السيدات العاملات في هذا الامر ، و اوصيتها ان تتصل بهم تليفونيا و تعرفهم بنفسها و انها تستطيع ان تاتي لها بالعرسان
قلت : الم يؤلمك هذا ؟ ان تجد حبيبتك مع اخر ؟
قال : يؤلمني بالطبع و لكن يؤلمني اكثر ان اراها حزينة و انا واقف مكتوف الايدي لا استطيع ان افعل لها شيئا
قلت : انت تحبها بصدق حقا ، اكمل حكايتك
قال : فعلا اتصلت بهم هذه السيدة (الخاطبة) و لكنهم تشككو في امرها و ظنوا انها نصابة تريد ان تبتز اموالهم ، فعندما علمت بذلك ، اخبرت الخاطبة ان تخبر اهل حبيبتي انها ستاتي لهم بالعرسان مجانا لانني انا من سيدفع لها حقها من جيبي الخاص و طلبت منها بل شددت عليها الا تذكرني ابدا عند اهل حبيبتي ، و فعلا بدات تاتي لها بالعرسان و لكن للاسف كلهم رفضوها بالاجماع
قلت : ثم ؟
قال : كلمتهم عني هذه الخاطبة و ذكرت لهم كل ما كان مني ، و انني الذي اوصيتها بالذهاب لهم و حكت لهم القصة كلها ، فطلبت منها امها ان تخبرني ان ازورهم في البيت و ان اتقدم بشكل رسمي
قلت : و ذهبت اليهم
قال : نعم ذهبت اليهم ، اخذت والدتي و ذهبت ، و كانت الجلسة جميلة جدا و كنت ابالغ في اهتمامي بحبيبتي حتي اشعرها انني لا ابالي بمن رفضك من الشباب او بمشكلة النطق لديها ، و انصرفنا انا و امي
قلت : و هل تمت الخطبة ؟
قال انتظر ساكمل لك ، بعد ذلك حرصت ان اكلمها تليفونيا لاعرف رايها في ، و ماذا لو كنت اعجبها ام لا ، و فعلا علمت انها موافقة عل و انني اعجبها ، حرصت بعد ذلك ان اكلمها تليفونيا كثيرا حتي تتاكد انني اريدها و بشدة و انها من اكبر اماني في هذه الحياة و ذهبت للمرة الثانية لمنزلهم و معي اخي و امي لقراءة الفاتحة ، و قد منت طلبت منها قبل الذهاب اليهم ان تلبس عباءة واسعة تشبه التي كانت تلبسها في العمرة (كانت عائدة من العمرة من ايام قليلة) ، ففوجئت عندما ذهبت اليها انا و اهلي انها تقابلنا بعباءة بها لمعة تشبه فساتين السهرة و مكياج كامي في وجهها
قلت : مم اسثار غضبك و بشدة ، انت الذي تفتنك المنتقبات و تحاول جاهدا غض بصرك عنهن ، بينما لا تلقي ادني اهتمام بالمتبرجات
قال : نعم هذا صحيح ، و خصوصا انني نبهت عليها قبل ان ازورها و اخبرتها ان اخي قادم ، لتلبس ملابس اكثر حشمة ، ففوجئت انها فعلت العكس ، فقررت ان انكد عليهم (اضايقهم) كما نكدوا علي (ضايقوني) ليس هذا و فقط بل اردت ان اختبر ايضا اخلاقهم في التعامل مع الناس
قلت : ماذا فعلت لتختبر هذا ؟
قال : اخبرتهم ان امكاناتي متواضعة مم استفز والدتها جدا و جعلها تسقط في الاختبار اما والدها و اخيها فقد نجحا في الاختبار ، و لكن الموضوع لم يتم ، و ابتعدت عنها و ظننت ان امرها انتهي من داخلي
قلت : و تقدمت لغيرها ؟
قال : حاولت ، و لكن كل ما اذهب للزواج من غيرها اشعر بحبها يؤلمني كما لو كان جرح قديم يؤلم من حين لاخر ، فاحجم عن الخطبة و الزواج ، و قد تقدمت للكثيرات ، منهن من تشبهها تماما و منهن من تكون اجمل منها و اصغر منها و اغني منها و ربما سيساعدنني ماديا بسفري للعمل بالخارج ، و كن جميعا موافقات علي و لكن كنت ارفضهن بسبب حبها الذي كا يؤلمني كالجرح المزمن ، فاخذت قراري و امتنعت عن البحث عن عروسة نهائيا ، و انتظرت ماذا يكون من امر حبيبتي
قلت : هل اتت لك هذه الخاطبة بكل هؤلاء العرايس
قال : نعم
قلت : و هل اتت لها بعرسان هي الاخري ؟
قال : لا
قلت : هل اوصيتها بذلك
قال : لا بالطبع ، هل تريدني ان اوصيها الا تاتي لها بعرسان ؟ بالطبع لا ، هذه ليست اخلاقي ، بل ارسلت لها رسالة علي الموبايل اشرح لها طريقة علاج مشكلة النطق لديها ، ليس هذا فحسب بل جعلت لها وقفا لله تعالياهدي لها حسناته عن طريق شرائي لمجموعة من الكتيبات الاسلامية و اعطيتهم للخاطبة لتوزعهم علي العرايس الاتي ياتين لها ، عل ذلك يقربها من الله و يحل كل مشكلاتها و يهديها للبس الخمار و النقاب اللذان كانا من اكبر اسباب بعدنا عن بعض
قلت : و هل كانت الخاطبة تنقل لك اخبار حبيبتك ؟
قال : نعم ، كانت دائما ما تقول انها تكرهني و انها لا تطيقني هي و امها ، و في مرة من المرات طلبت مني الخاطبة ان ترسل معي بعض الاوراق لاوصلها لوالد حبيبتي باعباره جاري ، و عندما اخبرت والد خطيبتي بذلك قامت حريقة في منزل حبيبتي و ثارت ثائرتها هي و امها ، و قامت حبيبتي بشتم الخاطبة و من ارسلها لهم ( تقصد انا ) باسوا الالفاظ ، و اتهمتها انها تاخذ اموال مني حتي لا تاتي لها بعرسان ، و اخبرتني الخاطبة بكل هذا ، فقد كنت دائم الاتصال بها لاعرف منها اخبار حبيبتي
قلت : و ماذا كان تعليقك علي هذا ؟
قال : اخبرت الخاطبة الا تغضب منها ، فهي و امها في ازمة نفسية نتيجة تاخر الزواج ، فهي ان كانت شتمتك و شتمتني معك فقد كان هذا في وقت لا تعي فيه ما تقول و ارجو الا تغضبي منها و تدعو لها بخير
قلت : حسن ظن
قال : في محله ، فقد اعتزرت حبيبتي هي و امها للخاطبة و ابدو ندمهم علي ما صنعوا ، بعدها اخبرتني الخاطبة ان حبيبتي تكرهني و بشدة و استفزني هذا الكلام و بشدة فانتهزت الخاطبة الفرصة و طلبت مني ان نذهب لعروسة في التو و الحال و طبعا لاني كنت في حالة نفسية غاضبة فقد وافقت و ذهبت فعلا لؤية العروسة و كانت تشبه حبيبتي حتي في اسمها ، و وافقوا علي هي و اهلها ، لكن حتي شبيهتها لم تستطع ان تجعل حب حبيبتي ينتهي من قلبي ، فرفضتها ، و طلبت من الخاطبة ان تكلم اهل حبيبتي مرة اخري ، فرفضوا و ابدوا كراهية شديدة لي (كما ابلغتني الخاطبة) ، فقررت ان اؤجل الزواج حتي يشفيني الله من هذا الحب او يقض الله امرا كان مفعولا
قلت : يا رب فرج عن صديقي ما هو فيه